العبادي يتعهد بفرض الحكم على جميع مناطق كردستان «بقوة الدستور»

البرلمان العراقي يتوصل لصيغة قرار نهائي بشأن استفتاء الإقليم

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي - أرشيف (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي - أرشيف (رويترز)
TT

العبادي يتعهد بفرض الحكم على جميع مناطق كردستان «بقوة الدستور»

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي - أرشيف (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي - أرشيف (رويترز)

صوت مجلس النواب العراقي، اليوم (الاربعاء)، على صيغة قرار نهائي خاص بشأن استفتاء كردستان.
وصرح مصدر برلماني لوسائل إعلام محلية أن "البرلمان صوت في جلسته التي عقدت، اليوم، على صيغة قرار نهائي بشأن الاستفتاء".
وعقدت جلسة مجلس النواب اليوم برئاسة نائب رئيس المجلس همام حمودي وحضور 166 نائبا، وشهدت حضور رئيس الوزراء حيدر العبادي ومستشار الأمن الوطني فالح الفياض، فضلا عن وزراء الدفاع عرفان الحيالي والداخلية قاسم الأعرجي والنفط جبار علي اللعيبي.
من جانبه، تعهد العبادي اليوم بفرض "حكم العراق" في كل مناطق إقليم كردستان بواسطة ما سماها "قوة الدستور"، فيما أكد أن حكومته ستدافع عن المواطنين الكرد داخل الإقليم وخارجه.
وقال العبادي خلال مشاركته بالجلسة "إننا سنفرض حكم العراق في كل مناطق إقليم كردستان بقوة الدستور"، مؤكدا أنه "لا قتال بين أبناء الوطن الواحد، لكن سنفرض القانون وسترون". مضيفا "سندافع عن المواطن الكردي في داخل الإقليم وخارجه، كما ندافع عن التركماني والمسيحي والعربي"، معتبرا أن "الاعتداء على أي فرد كردي اعتداء علينا جميعا".
وأكد العبادي أن الحكومة حذرت من تداعيات الأزمة مع كردستان، فيما شدد على ضرورة إلغاء الاستفتاء والدخول بحوار تحت سقف الدستور، مشددا "لن نسمح بالتجاوز على الدستور". مجددا قوله إن "الحكومة الاتحادية لن تتحاور حول نتائج الاستفتاء مطلقا، والأولوية لحفظ أمن المواطنين".
وفي معرض الاجراءات التي بصدد اتخاذها قال العبادي إن وزير مالية الاقليم السابق لا يعلم أين الحسابات الخاصة بتصدير النفط.
أما بشأن وضع الانتخابات في كركوك فقال العبادي إن "الانتخابات ستجري في موعدها وأدعو لإجرائها بكركوك".
بدوره، أكد عضو مجلس الاستفتاء بإقليم كردستان سعدي بيرة، استعداد الإقليم لإجراء حوار مع جميع الأطراف العراقية والإقليمية "من أجل الاستقرار"، مشيرا إلى أن الإقليم يتعامل بـ"أعصاب باردة" مع الأحداث، فيما حذر من محاولات لـ"إثارة" الشارع العراقي بهدف الكسب الانتخابي، على حد قوله، لافتا إلى أنه "مهما كانت التغييرات سنبقى جيران بعضنا البعض". وتابع أن "هناك فرقا ملحوظا في تصريحات بعض المسؤولين أمام الكاميرات وخلف الأبواب المغلقة"، مشيرا إلى أن "العلاقات الكردستانية - الشيعية ستبقى متينة".
وقرر مجلس الوزراء، أمس، حظر الرحلات الجوية الدولية من وإلى إقليم كردستان لحين خضوع عمل مطارَي أربيل والسليمانية لرقابة وإشراف هيئة المنافذ الحدودية وسلطة الطيران المدني الاتحادية، فيما وجه بغلق المنافذ الحدودية البرية غير الرسمية كافة التي تستخدم للعبور بين كردستان ودول الجوار.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.