3 قتلى في هجوم انتحاري شمال بغداد

انطلاق عملية عسكرية لاستعادة مناطق في غرب الأنبار

جانب من العملية العسكرية التي أطلقتها القوات العراقية في غرب الأنبار أمس (أ.ف.ب)
جانب من العملية العسكرية التي أطلقتها القوات العراقية في غرب الأنبار أمس (أ.ف.ب)
TT

3 قتلى في هجوم انتحاري شمال بغداد

جانب من العملية العسكرية التي أطلقتها القوات العراقية في غرب الأنبار أمس (أ.ف.ب)
جانب من العملية العسكرية التي أطلقتها القوات العراقية في غرب الأنبار أمس (أ.ف.ب)

قتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وأصيب 34 آخرون بجروح، أمس، في هجوم انتحاري بأحزمة ناسفة استهدف مطعما قرب مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن: «قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 34 بجروح في هجوم انتحاري نفذه انتحاريان إرهابيان، واستهدف مطعما في منطقة الحجاج» الواقعة جنوب مدينة بيجي (200 كيلومتر شمال بغداد). ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن معن أن القوات الأمنية «تمكنت من قتل إرهابي انتحاري ثالث أمام بوابة المطعم».
وأكد ضابط برتبة مقدم في شرطة بيجي «مقتل ثلاثة أشخاص» وإصابة آخرين في الهجوم الذي وقع عند الساعة 11:15 صباحا (08:15 ت.غ) على طريق رئيسية في منطقة الحجاج. وأشار المصدر نفسه إلى أن الانتحاري الثالث «كان يرتدي ملابس عسكرية، وقتل قبل أن يفجر نفسه بقوات الأمن التي تجمعت في موقع الهجوم»، لافتا إلى أن المطعم «يستقبل بشكل مستمر، مقاتلين من قوات الأمن و(الحشد الشعبي) والبعض منهم بين الضحايا».
بدوره، أكد مصدر طبي في مستشفى تكريت تلقي ثلاث جثث ومعالجة ثمانية جرحى أصيبوا في الهجوم. وتضم بيجي، التي تعتبر أهم مدن محافظة صلاح الدين وأكبر أقضيتها، أكبر مصفاة للنفط في العراق. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم؛ لكن عادة ما يتبنى تنظيم داعش اعتداءات مماثلة. ويتزامن الهجوم مع تنفيذ القوات العراقية عمليات لاستعادة السيطرة على مناطق في غرب الأنبار، والتي تعتبر آخر معاقل تنظيم داعش على الحدود مع سوريا.
وأعلن قائد قيادة العمليات المشتركة العراقية الفريق الركن عبد الأمير يارالله في بيان: «انطلقت جحافل المنتصرين من قطعات عمليات الجزيرة، المتمثلة بفرقة المشاة السابعة ولواء المشاة الآلي 30، وفرقة المشاة الآلية الثامنة (جميعها قوات جيش) والحشد العشائري، بعملية واسعة لتحرير منطقة الريحانة وقضاء عنه، من رجس عصابات (داعش) الإرهابية».
وتقع عنه التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ عام 2014، على مقربة من الحدود العراقية السورية. وأكد ضابط برتبة عميد في الجيش العراقي في قوات الأنبار لوكالة الصحافة الفرنسية: «انطلقت قبل قليل عملية تحرير مدينة عنه من تنظيم داعش»، موضحا أن «العملية انطلقت من ثلاثة محاور (...) بدعم من طيران التحالف الدولي ومروحيات الجيش العراقي».
بدوره، أكد رئيس مجلس قضاء عنه عبد الكريم العاني انطلاق العملية التي تهدف لتحرير عنه والمدنيين، مشيرا إلى أن «القوات الأمنية فتحت ممرات آمنة (لإجلاء) المدنيين».
ويمثل قضاء عنه ومنطقة الريحانة التابعة له، إحدى البلدات الرئيسية التي يتمركز فيها المتطرفون في آخر معقل لهم في العراق، بعد مدينة الحويجة الواقعة في محافظة كركوك شمال بغداد.
وتمكنت القوات العراقية من استعادة أغلب مدن محافظة الأنبار التي استولى عليها التنظيم المتطرف في عام 2014، في سلسلة عمليات عسكرية بدعم من التحالف الدولي؛ لكن المتطرفين لا يزالون يسيطرون على مدن قريبة من الحدود مع سوريا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.