طرد ماني يكشف نقاط ضعف ليفربول

البطاقة الحمراء التي تلقاها المهاجم لم تكن نتاجاً لسوء الحظ بل لسوء التقدير

لحظة الاحتكاك الخطير بين ماني وإيدرسون (رويترز) - الصورة العامة لفوز مانشستر سيتي الكبير تكونت بالفعل قبل انطلاق صافرة النهاية بوقت طويل ({الشرق الاوسط})
لحظة الاحتكاك الخطير بين ماني وإيدرسون (رويترز) - الصورة العامة لفوز مانشستر سيتي الكبير تكونت بالفعل قبل انطلاق صافرة النهاية بوقت طويل ({الشرق الاوسط})
TT

طرد ماني يكشف نقاط ضعف ليفربول

لحظة الاحتكاك الخطير بين ماني وإيدرسون (رويترز) - الصورة العامة لفوز مانشستر سيتي الكبير تكونت بالفعل قبل انطلاق صافرة النهاية بوقت طويل ({الشرق الاوسط})
لحظة الاحتكاك الخطير بين ماني وإيدرسون (رويترز) - الصورة العامة لفوز مانشستر سيتي الكبير تكونت بالفعل قبل انطلاق صافرة النهاية بوقت طويل ({الشرق الاوسط})

إذا كان بإمكانك التعامل مع نتيجتي 5 - 0 والتعادل الواهن 1 - 1 على ذات النحو، فيسعدني أن أزف لك بشرى أن هذا يؤهلك لأن تصبح مدرباً كتالونياً ذائع الصيت. منذ ستة شهور، وصف جوسيب غوارديولا تعادل مانشستر سيتي أمام ليفربول على استاد الاتحاد باعتباره «أحد أروع اللحظات في مسيرتي المهنية». وترك الفوز الساحق الذي حققه مانشستر سيتي أمام ليفربول بنتيجة 5 - 0، السبت، على الملعب ذاته غوارديولا متوتراً وحذراً بعض الشيء في أحكامه.
في أعقاب المباراة، بدا مدرب مانشستر سيتي سعيداً ولديه رغبة كبيرة في الإسهاب في الحديث. ومع هذا، أبدى ضيقه إزاء نصف الساعة الأولى من المباراة عندما بدا ليفربول متفوقاً وكذلك بدا قلب الدفاع الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي أكثر لاعبي الفريقين احتمالاً للتعرض للطرد، ذلك أن أداءه جمع بين الثقل والعنف الأعمى في أي لحظة يقترب من الكرة.
وقبل حصول ساديو ماني على البطاقة الحمراء، كان مانشستر سيتي متقدماً بنتيجة 1 - 0. وجاء الهدف من خلال تمريرة رائعة لكيفين دي بروين ولمسة أخيرة رائعة من جانب سيرغيو أغويرو. ومع هذا، بحلول ذلك الوقت، كان ليفربول قد نجح بالفعل في اختراق الجانب الأيسر من مانشستر سيتي ثلاث مرات مع انطلاق محمد صلاح بسرعة داخل المساحة القائمة بين الظهير الأيسر الفرنسي بنجامين ميندي وأوتامندي. وقد واجه كلا اللاعبين صعوبة في التمركز الدفاعي في إطار طريقة لعب 3 - 5 - 2.
وبذلك نجد أن الصورة العامة لهذه المباراة تكونت بالفعل قبل انطلاق صافرة النهاية بوقت طويل. ورغم أن التحليلات ستميل في معظمها إلى القول بأن البطاقة الحمراء التي تلقاها ماني قتلت المباراة، وتجاهل كل ما أعقب صدور هذه البطاقة. يذكر أن ماني - الذي كان أفضل لاعب في صفوف ليفربول - جاء طرده في أعقاب تصديه لحارس مرمى إيدرسون رافعاً حذاءه على نحو متهور أثناء عدوه باتجاه المرمى. وبالتأكيد، سيظهر الكثيرون ممن يدافعون عن حق المهاجم في المنافسة على الاستحواذ على الكرة. إلا أنه من سوء حظ ماني لا يتضمن هؤلاء المسؤولون عن وضع قواعد كرة القدم الذين يعتبرون الاحتكاك الخطير مع لاعب خصم والذي يتضمن رفع الحذاء لأعلى خرقاً يستلزم عقوبة رادعة.
من جانبه، بدت علامات الأسى والصدمة على وجه ماني أثناء خروجه من أرض الملعب وقد أعلن لاحقاً عن أسفه الشديد عن الإصابة التي ألمت بخصمه باعتبارها نتاج تصادم «غير مقصود». في الواقع، ثمة أمران جديران بطرحهما حيال هذه الحادثة المحورية في المباراة: أولاً: لم يكن ذلك حدثاً عشوائياً تماماً بمعزل عن المهارات والسمات التي يتسم بها كلا الفريقين. في الواقع، لقد أظهر إيدرسون شجاعة استثنائية في خروجه للتصدي للكرة. وبالفعل، نال مكافأة قيمة عن مهاراته الرفيعة في حماية الشباك بنجاحه في إجهاض فرصة تسجيل هدف في مرمى فريقه، لكنه نال أيضاً ركلة في الوجه أدت نهاية الأمر إلى طرد ماني.
في تلك اللحظة، كان لاعب مانشستر سيتي أكثر حسماً وأفضل في اللعب في إطار القواعد المقررة. وفي تلك اللحظة أيضاً، أثمر قرار التخلي عن كلاوديو برافو لحساب إيدرسون الأكثر نشاطاً وحيوية مكافأة أخرى تمثلت في تقدير صائب من جانب غوارديولا وأداء متألق من جانب إيدرسون وتقدير رديء من قبل ماني. حقيقة الأمر، لا يوحي أي من هذه العناصر بأن ما حدث عارض عشوائي أو نتاج لسوء الحظ. في الواقع، البطاقة الحمراء لم تقتل المباراة بالنسبة لليفربول، وإنما خسارة ماني المواجهة أمام إيدرسون السبب الحقيقي وراء قتل المباراة من ناحية ليفربول.
أما النقطة الثانية الجديرة بالطرح فهي ضرورة الانتباه إلى أن الأمر لا يعدو كونه بطاقة حمراء، وليس وباء تفشى في صفوف الفريق وأعجز لاعبيه عن الحركة. اللافت أن رد فعل ليفربول لقرار الحكم بطرد ماني جاء في صورة انهيار كامل وتنازل تام عن المساحات التي كان يسيطر عليها داخل الملعب وكذلك الاستحواذ على الكرة، مما أسفر عن دخول أربعة أهداف في شباكه، منها اثنان على يد ليروي ساني رغم أنه لم يلمس الكرة طوال المباراة سوى 22 مرة. ومع هذا، قدم ساني أداء مميزاً تجلى في ركلة بقدمه اليسرى استقرت في الزاوية العليا من المرمى بينما وقف لاعب خط وسط من ليفربول في مواجهته وتظهر عليه أمارات الإنهاك والضعف.
وبغض النظر عن البطاقة الحمراء، فإن ذلك اليوم بالتأكيد لم يكن من الأيام الرائعة في حياة يورغين كلوب. وخلال المباراة، كان من الواضح افتقاد ليفربول مشاركة الظهير الأيمن ناثانيال كلاين، بجانب أن العبء الذي تحمله ترنت ألكسندر أرنولد في مركز الظهير الأيمن كان يفوق قدراته بكثير. الحقيقة أن اللاعب في صفوف ليفربول عايش أمسية عصيبة ذلك اليوم. إلا أن هذا الأمر لا ينتقص من قدره إطلاقا بالنظر إلى أن خصمه المباشر كان ميندي الذي يأتي بعد مارسيلو مباشرة في قائمة أفضل لاعبي الظهير الأيسر المهاجمين على مستوى العالم. والمؤكد أنه لم يكن بمقدور جيمس ميلنر، رغم خبرته الواسعة، أو جو غوميز، رغم مهاراته الدفاعية الأكثر تخصصاً، تقديم خيار أفضل في هذا المركز.
في الواقع، بدا كلوب أيضاً غامضاً على نحو غريب. وخلال المؤتمر الصحافي، بدا أنه يظن أن مباراة ليفربول التالية، في مواجهة إشبيلية ستجري الثلاثاء، وليس الأربعاء، مما اضطر آخرون للتدخل لتصحيح المعلومة. كما بدا على غير ثقة من معلومة ما إذا كان فريقه مهزوماً بالفعل قبل طرد ماني. ومع أن البعض قد يدافع عن المدرب بالتأكيد على أن هذه مواقف بسيطة من السهو، الجميع معرضون لها، تبقى الحقيقة أن مدربي كرة القدم، خاصة كلوب، يميلون للاهتمام بالتفاصيل الدقيقة بشدة وامتلاك ذاكرة حديدية في هذا الصدد. ورغم أن مدرباً آخر مثل سير أليكس فيرغسون ربما كان ليبدو أقل اتزاناً في مثل هذا الموقف، فإنه بالتأكيد كان سيخرج على الجماهير بعدد ضخم من المبررات والأعذار الرامية لرفع الروح المعنوية. أما كلوب، فقد بدا منهكاً بحلول نهاية اليوم.
وبالمثل، فإن كثيرين قد يغفلون اللحظات التي شهدت تألقاً خاصاً من جانب مانشستر سيتي بسبب تلك البطاقة الحمراء. الملاحظ أن دفاع ليفربول بدا ضعيفاً حتى في ظل وجود ماني. ومع هذا، فإن اللعب بالاعتماد على 10 لاعبين فقط ربما شكل ذريعة جيدة تحفظ ماء وجه ليفربول. في الواقع، في ظل قيادة غوارديولا كان برشلونة وبايرن ميونيخ في حالات تألقهم ليجعلا الفرق المنافسة تبدو على ذات الدرجة من الانهيار التي بدا عليها ليفربول حتى مع اعتمادها على كامل اللاعبين الـ11.
أما أفضل ما حملت المباراة بالنسبة لغوارديولا أن مشكلة المساحات داخل صفوف مانشستر سيتي بدأت في الانكماش أخيرا. وفي وقت لاحق، قال غوارديولا: «أظهر لاعبو الدفاع نشاطاً كبيراً، وأبدى لاعبو الجناحين قدرة أكبر على اللعب في الداخل وتسجيل مزيد من الأهداف. وعليه، أصبح لدينا عدد أكبر من اللاعبين في قلب الملعب. أما كيفين وديفيد سيلفا فلاعبان مختلفان لقدرتهما على خلق الفرص. ومع هذا، فإنهما لا يسعيان لتسجيل أهداف من وسط الملعب، بينما من المهم للغاية أن اللاعبين الذين يشاركون في مساحات واسعة مثل ليروي لديهم هذه الرغبة الملحة في تسجيل أهداف». المعروف أن الاختراق من الجانبين يشكل أحد العناصر المحورية في أسلوب لعب غوارديولا. وسواء كانت هناك بطاقة حمراء أم لا، قدم مانشستر سيتي خلال المباراة مؤشرات واضحة بخصوص السبيل الذي ينوي اتخاذه نحو الاستمرار في حصد النقاط.


مقالات ذات صلة

يونايتد ينتزع تعادلاً مستحقاً أمام ليفربول في معقل «أنفيلد»

رياضة عالمية أماد ديالو (رقم 16) يسجل هدف التعادل ليونايتد في مرمى ليفربول (رويترز)

يونايتد ينتزع تعادلاً مستحقاً أمام ليفربول في معقل «أنفيلد»

انتفض مانشستر يونايتد بعد سلسلةٍ من الخسائر، وخرج بتعادل مثير 2-2 أمام مضيفه ليفربول المتصدر في قمة مباريات الجولة العشرين للدوري الإنجليزي الممتاز، أمس، التي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونين كينسكي (أ.ب)

توتنهام يتعاقد مع الحارس التشيكي كينسكي

أعلن توتنهام هوتسبير، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم (الأحد)، تعاقده مع حارس المرمى التشيكي أنطونين كينسكي، قادماً من سلافيا براغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الثلوج تساقطت كثيراً في ليفربول (إ.ب.أ)

رغم تساقط الثلوج... مباراة ليفربول ويونايتد في موعدها

أعلن ناديا ليفربول ومانشستر يونايتد المنافسان في الدوري الإنجليزي الممتاز أن مباراتهما اليوم الأحد ستقام في موعدها رغم الظروف الجوية السيئة وتساقط الثلوج.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية أرتيتا مدرب آرسنال: قرار الحكم «لم أشاهد مثله في حياتي»

أرتيتا مدرب آرسنال: قرار الحكم «لم أشاهد مثله في حياتي»

قال ميكل أرتيتا مدرب آرسنال إن أخطاء بسيطة وراء التعادل 1 - 1 مع برايتون آند هوف ألبيون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية رأسية إيزاك تهز شباك مانشستر يونايتد خلال فوز نيوكاسل في «أولد ترافورد» (إ.ب.أ)

هل ألكسندر إيزاك أفضل مهاجم في الدوري الإنجليزي هذا الموسم؟

لعب إيزاك دوراً كبيراً في التحسن الذي طرأ مؤخراً على أداء ونتائج نيوكاسل بقيادة المدير الفني إيدي هاو


مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)
TT

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) بالكويت، استعداداً لمواجهة السعودية.

وقال كاساس، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «مباراة السعودية لن تكون سهلة على الإطلاق. سنحاول تحليل أخطائنا وإيجاد أكبر عدد من اللاعبين اللائقين بدنياً للعب المباراة وسنفعل كل ما يجب علينا فعله، لكن بكل حال، لن تكون المباراة سهلة».

وأكد أن مواجهة البحرين «لم تكن سهلة ولا بد أن نهنئ البحرين على الفوز والتأهل».

وأضاف: «ظهر علينا الإرهاق وغياب بعض اللاعبين أثر علينا».

وأكد أنه فضّل اليوم الدفع بلاعبين يتمتعون بالحيوية وليسوا مرهقين نظراً لأنه لاحظ إرهاق بعض عناصر الفريق.

وأضاف أن العراق لم يكتفِ بالتأمين الدفاعي في الشوط الثاني، وإنما كان الأكثر هجوماً، موضحاً: «لكنني بالتأكيد لست سعيداً بالأداء ولا أشعر بالرضا عنه».

وقال كاساس: «هناك شيء إيجابي اليوم وهو وجود عدد من اللاعبين صغار السن وهذا سيساعدهم في المستقبل لأنهم يكتسبون الخبرة من هذه البطولة. البحرين تفوقت علينا في الالتحامات اليوم، وهذا ساعدهم في الفوز لكن لاعبينا الصغار اكتسبوا خبرة وهذا أمر إيجابي».