في ظل تصاعد التوترات عالمياً عقب اختبار كوريا الشمالية قنبلة، بدأت التساؤلات حول أشهر الشخصيات العامة في البلاد. عندما يكون لدى كوريا الشمالية نبأ مهم تود الإعلان عنه، عادة ما تكون ري تشون هي، الشخص المسؤول عن ذلك. ويستمع العالم إلى أسلوب قارئة الأخبار المثير المتميز، وقد حدث ذلك مؤخراً حين كانت بلادها تطلق صاروخاً سراً، أو تجري تجارب نووية.
يأتي صوتها من أعماق سحيقة كقارئة مدربة قادرة على جذب الانتباه والأسماع إلى النبأ الذي يذاع. وفي المرات النادرة هذه الأيام، التي تظهر فيها ري تشون هي، على شاشة القناة الإخبارية المملوكة لدولة كوريا الشمالية، يعلم المشاهدون أن النبأ الذي ستتم إذاعته مهم وخطير.
وقد أعلنت في آخر ظهور لها على الشاشة، بينما ترتدي ملابس باللون الوردي، أن كوريا الشمالية قد أجرت اختباراً على قنبلة هيدروجينية، حسبما وصفها نظام بيونغ يانغ، وقال إن قوتها أكبر بخمسة أمثال من القنبلة التي تم قصف ناغازاكي بها أثناء الحرب العالمية الثانية.
يقول مارتن ويليامز، الصحافي لدى «نورث كوريان تيك»، الموقع الإلكتروني الذي يبث النشرات الإخبارية الخاصة بالدولة الكورية مباشرة عبر القمر الاصطناعي من منزله في سان فرنسيسكو: «إنها الأنباء الأهم، وتعد قيمتها هي الأكبر من الناحية الدعائية لكوريا الشمالية. ري تشون هي التي تظهر على الشاشة وتعلن تلك الأنباء على الأمة والعالم». وأضاف أن «طريقة إعلانها للنبأ تتسم بالتميز، والقوة، والعملية، ويساعدها في تحقيق ذلك نبرة صوتها بينما تتصاعد وتنخفض. وأوضح أن كتفيها يتحركان بتناغم أحياناً مع الكلمات، وأنها تبتسم أحياناً، ويبدو تعبيرها مزيجاً بين البهجة والزهو».
بدوره، قول بيتر كيم، أستاذ مساعد في جامعة كوكمين في سيول، وقد شاهد إعلان نبأ إطلاق الصاروخ: «حين أراها تبدو لي كأنها تغني، لا تذيع نبأ على الشاشة».
يذكر أن ري قد ارتدت في أحدث ظهور لها زياً تقليدياً وردي اللون يتألف من تنورة طويلة ذات خصر مرتفع، وقطعة ملابس علوية ذات أكمام طويلة تعرف باسم «هانبوك» باللغة الكورية، وصرنا نعرفها بهذا الزي الوردي. السؤال هو: من تلك المرأة التي تحدث كلماتها هزات دبلوماسية حول العالم؟
ولدت ري تشون هي، التي تبلغ 74 عاماً، لأسرة فقيرة في مقاطعة تونغتشون عام 1943، وقد درست فنون الأداء في جامعة بيونغ يانغ للمسرح والأفلام، وكان أول ظهور لها في محطة «كيه سي تي في» التابعة للدولة عام 1971.
في عام 1974 كانت مقدمة الأخبار الرئيسية في المحطة، وتولت إذاعة نبأ وفاة كل من القائدين السابقين كيم إل سونغ وكيم يونغ رسمياً. وشوهدت وهي تبكي أو تحاول حبس دموعها في المرتين، مما أثر على ثبات نبرتها التي اشتهرت بها خارج كوريا الشمالية.
المسيرة المهنية لتشون فريدة في مدتها، حيث استمرت فترة عملها لمدة أطول من آخرين ممن عملوا لدى محطة «كيه سي تي في»، وتم استبعادهم. وتقاعدت تشون مؤقتاً عام 2012، لكنها عاودت الظهور بعد ذلك بأربع سنوات لتعلن عن نبأ إطلاق صاروخ، ومنذ ذلك الحين عادت إلى الظهور على الشاشة بانتظام، ولقبت بـ«الجدة» لتقدمها في السن.
مع ذلك، لا تزال ري تمثل الصوت الذي يعلن الأحداث التي ترى الحكومة أنها الأهم، وتثير حفيظة كل من الولايات المتحدة الأميركية، وكوريا الجنوبية وباقي دول العالم. ولا يتمتع مذيعو الأخبار الأصغر سناً بالجاذبية نفسها على حد قول نام سونغ ووك، أستاذ الدراسات الخاصة بكوريا الشمالية في «جامعة كوريا» في سيول. ويوضح قائلا: «يتمتع صوتها بالقوة والقدرة التعبيرية، إلى جانب ما تتمتع به من حضور وجاذبية. وهذا ما يؤهلها لإذاعة الأنباء المهمة».
لكن، ماذا سيحدث إذن حين تتوقف تشون هي عن العمل تماماً؟
يقال إن الجدة، التي تعيش مع أسرتها حياة تتسم بالرفاهية في بيونغ يانغ، قد وجهت انتباهها بعيداً عن الكاميرات، حيث ستعكف على تدريب الجيل الجديد من قراء الأخبار في كوريا الشمالية. وتقول ري تشون هي: «هناك كثير من قارئات الأخبار الشابات الجميلات والمؤهلات للظهور على الشاشة أمام المشاهدين، وسأعمل على تدريبهن».
المذيعة النووية... القوة الناعمة لكوريا الشمالية
ري تشون هي جدة في الـ74 اشتهرت بملابسها الوردية
المذيعة النووية... القوة الناعمة لكوريا الشمالية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة