اليابان وكوريا الجنوبية تدعوان بوتين لفرض عقوبات على بيونغ يانغ

موسكو تعتبر الضغوط الدولية على كوريا الشمالية «غير مجدية»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتابع مسابقة «جودو» على هامش منتدى اقتصادي في فلاديفيوستوك أمس (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتابع مسابقة «جودو» على هامش منتدى اقتصادي في فلاديفيوستوك أمس (أ.ب)
TT

اليابان وكوريا الجنوبية تدعوان بوتين لفرض عقوبات على بيونغ يانغ

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتابع مسابقة «جودو» على هامش منتدى اقتصادي في فلاديفيوستوك أمس (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتابع مسابقة «جودو» على هامش منتدى اقتصادي في فلاديفيوستوك أمس (أ.ب)

حضت اليابان وكوريا الجنوبية، أمس، روسيا على فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ في مواجهة طموحاتها النووية، وهو ما رفضه الرئيس فلاديمير بوتين، محذرا من أن الضغوط لن تحل الأزمة، ووجه دعوة إلى الحوار.
ومنذ التجربة النووية الكورية الشمالية، التي كانت قوتها غير مسبوقة، يؤيد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، فكرة فرض حظر نفطي تطالب به الولايات المتحدة التي قدمت أول من أمس الأربعاء مشروع قرار في هذا الصدد أمام مجلس الأمن الدولي.
وتصر روسيا من جهتها على ضرورة إجراء حوار مع كوريا الشمالية، على غرار الصين أبرز حليف لبيونغ يانغ، والتي أعلنت أمس موافقتها على اتخاذ «الإجراءات الضرورية» في الأمم المتحدة. وقال بوتين بعد مباحثات استمرت ثلاث ساعات مع شينزو آبي على هامش منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك، في أقصى الشرق الروسي: «بهذه الأفعال، تشكل بيونغ يانغ بالتأكيد تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة». لكنّه كرّر «الموقف الروسي» لجهة أن «تسوية الوضع (...) ليست ممكنة إلا بالسبل الدبلوماسية»، من دون أن يدلي علنا بموقف من المشروع الذي قدم أول من أمس الأربعاء في الأمم المتحدة. ولاحقا، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أنه «من السابق لأوانه الإدلاء بأي خلاصات» تتصل بالمشروع الأميركي، داعيا إلى «انتظار حصيلة المباحثات» القائمة.
وكانت كوريا الشمالية أعلنت الأحد إجراء تجربة ناجحة لقنبلة قالت إنها هيدروجينية، ما أثار استنكارا شديدا في العالم. وبحسب اليابان، فإن هذه التجربة كانت بقوة 160 كيلو طن، أي أقوى بعشر مرات من القنبلة الأميركية التي ألقيت على هيروشيما في 1945 بحسب معلومات هيئة دولية.
ولم تتأثر بيونغ يانغ بموجة التنديد الدولية في العالم، ونظمت أول من أمس الأربعاء حفل تكريم للعلماء الذين أجروا هذه التجربة، وأطلقت خلاله الألعاب النارية ودعت حشودا كبرى.
وفي حضور بوتين والرئيس الكوري الجنوبي في إطار منتدى فلاديفوستوك، دعا شينزو آبي إلى «ممارسة أكبر قدر من الضغط على كوريا الشمالية»، لإجبار نظامها على «التخلي عن برامجه النووية والباليستية بشكل كامل، لا رجوع عنه وقابل للتحقق».
من جهته، جدّد مون جاي إن دعوته لاتخاذ إجراءات أقوى ضد بيونغ يانغ، وقال: «قد يكون آن الأوان لفرض عقوبات مشددة أكثر»، موضّحا أنه يأمل في أن تقدّم روسيا دعمها لهذه الخطوة. لكن بوتين يؤكد منذ أسبوع رفضه العقوبات، ويدعو إلى حوار دبلوماسي. وقال: «من المستحيل ترهيب» كوريا الشمالية، مضيفا: «لكنني على قناعة بأنه يمكننا تجنب نزاع واسع النطاق يؤدي إلى استخدام أسلحة دمار شامل في المنطقة، وأنه يمكننا تسوية المشكلة عبر وسائل دبلوماسية». وأضاف الرئيس الروسي «آمل في أن تتغلب الحكمة».
ويبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاهل المواقف المتشددة التي صدرت في الأيام الأخيرة، مؤكدا أن العمل العسكري لا يشكل «خياره الأول». وتريد الولايات المتحدة التي تحظى بدعم من بريطانيا وفرنسا حصول تصويت في مجلس الأمن اعتبارا من الاثنين، لكن موقف الصين وروسيا اللتين اعتمدتا العقوبات الأخيرة يمكن أن تعرقلا هذا النص عبر حق النقض.
وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس، أن بلاده موافقة على مبدأ فرض «الإجراءات الضرورية»، محذرا في الوقت نفسه من أن «العقوبات والضغوط» على نظام كيم جونغ أون لا يمكن أن تساهم في حل هذه الأزمة.
وفي تالين، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن الاتحاد يعد لفرض عقوبات تكمل عقوبات الأمم المتحدة. وفي كوريا الجنوبية، أنهت سيول وواشنطن أمس نشر منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ التي تهدف إلى احتواء التهديد الكوري الشمالي، وذلك رغم مظاهرات عنيفة واحتجاج دبلوماسي «شديد» من بكين. وتدعو موسكو وبكين إلى تجميد مزدوج للتجارب الباليستية والنووية الكورية الشمالية، لكن أيضا المناورات العسكرية المشتركة بين الأميركيين والكوريين الجنوبيين. لكن واشنطن وطوكيو لا تؤيدان ذلك. وقال الناطق باسم الخارجية اليابانية، نوريو ماروياما، لوكالة الصحافة الفرنسية أمس، إن «الأمرين اللذين نضعهما في الكفة نفسها، غير متعادلين». وأكد أن هذه التدريبات العسكرية تأتي في إطار «ردع ضروري» لنظام بيونغ يانغ، معتبرا أن «الوقت حاليا غير مناسب للحوار».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.