السعودية: لجنة وكلاء السيارات تتهم «التجارة» بالتشهير بالشركات الوطنية

عضو المجلس الاستشاري للمحاماة في وزارة العدل: الاستبيان وسيلة لحماية حقوق المستهلكين

تعد السوق السعودية واحدة من كبرى أسواق السيارات في منطقة الشرق الأوسط بنحو ثمانية ملايين مركبة ({الشرق الأوسط})
تعد السوق السعودية واحدة من كبرى أسواق السيارات في منطقة الشرق الأوسط بنحو ثمانية ملايين مركبة ({الشرق الأوسط})
TT

السعودية: لجنة وكلاء السيارات تتهم «التجارة» بالتشهير بالشركات الوطنية

تعد السوق السعودية واحدة من كبرى أسواق السيارات في منطقة الشرق الأوسط بنحو ثمانية ملايين مركبة ({الشرق الأوسط})
تعد السوق السعودية واحدة من كبرى أسواق السيارات في منطقة الشرق الأوسط بنحو ثمانية ملايين مركبة ({الشرق الأوسط})

وجهت اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات في السعودية انتقادات حادة لوزارة التجارة، متهمة إياها بالتشهير بالشركات الوطنية، على خلفية نشر بيانات استبيان أعدته الوزارة بغرض قياس مستوى رضا المستهلكين في السوق المحلية عن خدمات وكلاء السيارات في المملكة.
وشجب فيصل أبو شوشة رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات في مجلس الغرف التجارية والصناعية السعودية للدورة الماضية، حرب الاستبيانات التعسفي الذي تمارسه وزارة التجارة والصناعة ضد الاستثمارات الوطنية في مجال تجارة السيارات وبالتحديد وكلاء شركات السيارات في السعودية.
وحول ما إذا كانت اللجنة الوطنية تعتزم تقديم شكوى ضد وزارة التجارة قال أبو شوشة لـ«الشرق الأوسط» إن لجنة وكلاء السيارات تسعى لدراسة كل الخيارات النظامية والقانونية المطروحة للتعامل مع الوزارة، ومن ذلك القيام بعدد من ورش العمل مع وكالة الوزارة لشؤون المستهلك، مشيرا إلى أن اللجنة أبدت عدة ملاحظات على الكثير من الأنظمة المقترحة وكذلك منهجية الاستبيان المقدمة، غير أن الوزارة للأسف لم تأخذ بها.
وأكد أبو شوشة أن الوزارة خالفت عددا من الأنظمة والقوانين ومنها ما ورد في المادة الأولى من نظام الوكالات التجارية والمادة الثانية من اللائحة التنفيذية للنظام نفسه التي تنص على أنه «لا يجوز لغير السعوديين سواء بصفة أشخاص طبيعيين أو معنويين أن يكونوا وكلاء تجاريين في المملكة العربية السعودية، على أن الشركات السعودية التي تقوم بأعمال الوكالات التجارية يجب أن يكون رأسمالها بالكامل سعوديا، وأن يكون أعضاء مجالس إدارتها ومن لهم حق التوقيع باسمها سعوديين»، والوزارة اليوم تقوم بمخالفة جسيمة وكبيرة للغاية بسماحها للشركات الأجنبية بالعمل بديلا للوكيل التجاري وعدم تطبيق الأنظمة والقوانين الخاصة بلائحة الوكالات التجارية.
وأضاف: «عمل تلك الشركات الأجنبية - غير النظامي - جاء تحت غطاء الاستثمار الأجنبي وبصفة غير شرعية وسمحت لهم الوزارة بلعب دور الوكيل السعودي وممارسة عمله والقيام بفتح مكاتب لهم وبموظفين تابعين لهم ليلتقوا الزبائن مباشرة، وذلك يعد مخالفة واضحة وصريحة لنص المادة الأولى المشار إليه أعلاه نظرا لأنه يؤدي إلى إلحاق الأذى والضرر البالغ وتعطيل رأس المال الوطني».
كما خالفت الوزارة، وفق أبو شوشة، المادة الثالثة في نظام الوكالات التجارية التي تنص على أنه «لا يجوز أن يقوم بعمل الوكيل التجاري إلا من كان مقيدا في السجل المعد لهذا الغرض في وزارة التجارة ويصدر وزير التجارة والصناعة قرارا بإنشاء هذا السجل...». والمعنى نفسه قد ورد في المادة السادسة من اللائحة التنفيذية للنظام. وبقراءة النصوص المشار إليها إضافة إلى نصوص المواد 1، 2، 3 من نظام الوكالات التجارية يتأكد للجميع وبوضوح تام مخالفة هذه الدعوة لنظام قانوني قائم وساري المفعول ومعمول به.
وتابع: «وحيث إن مثل تلك التصرفات والدعوات تعد من السوابق الخطيرة، وللمحافظة على استقرار الأوضاع التجارية والمالية للوكلاء والموزعين والمصارف المالية وكل من يتعامل معهم، وللعمل على استقرار نظام الوكالات التجارية ولائحته التنفيذية وعدم مخالفتهما، والمأمول أن تحث وزارة التجارة والصناعة الجميع على عدم تجاوز النظام ومخالفته بهذا الشكل أو بغيره من أشكال المخالفات».
وأكد رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات أن الوزارة خالفت أيضا المادة الثالثة من نظام الجرائم المعلوماتية التابع لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات التي تنص على أنه «يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على 500 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل شخص يرتكب أيا من الجرائم المعلوماتية ومنها التشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة»، مشيرا إلى أن قيام الوزارة بنفسها بإعداد الاستبيان ومن ثم التشهير بنتائجه هو مخالف لنظام الجرائم، ورغم تحفظنا على منهجية الاستبيان وما جرى ادعاؤه من نسب رضا الزبائن التي نتجت عنه، فإن فيه تشهيرا بالآخرين وإلحاق الضرر بهم دون سند من الشرع أو النظام، ومن دون حكم قضائي، ويتعارض مع ما ورد في المادة المشار إليها أعلاه.
وأكد أبو شوشة أن ما تقوم به الوزارة اليوم من خلال هذا الاستبيان ونشر ما تدعيه من نتائج أسفرت عنه هو ترويج وتشهير بعيد كل البعد عن المساواة بين التجار في المعاملة، سواء كانت المساواة بين وكلاء السيارات وغيرهم من تجار السيارات والمستوردين أو وكلاء السيارات وغيرهم من التجار العاملين في مجالات أخرى، مثل الأدوية، مواد البناء، الأجهزة الكهربائية، المفروشات، المطاعم، الفندقة، المستشفيات، الأجهزة الطبية، الذهب والجواهر، الأدوات المكتبية، الملابس والأقمشة، ولم نسمع أن الوزارة قامت بأي استبيان آخر يشمل تلك القطاعات، وفي هذا ظلم وتعسف وعدم مساواة وتركيز فقط على قطاع واحد وهو وكلاء السيارات.
وأضاف: «نحن اليوم نرى أن الوزارة تسيء بهذا الأسلوب إلى كرامة قطاع كبير من رجال الأعمال ومن يعمل معهم من خلال التشهير بما تدعيه من نتائج لهذا الاستبيان وذلك على عدة مستويات سواء كان مع زبائننا أو الشركات الصانعة التي تربطنا بها عقود وعلاقات تاريخية تمتد لعشرات السنوات أو مع المجتمع السعودي أو حتى مع الجهات التجارية التي نتعامل معها أو الجهات المصرفية التي بنت علاقتها معنا من خلال مصداقية سمعتنا وكرامتنا».
وبخصوص رد وزارة التجارة على الملاحظات وعلى البيان بين أبو شوشة أن الوزارة لم تأخذ بالملاحظات التي جرى تقديمها ولم ترد على البيان، كما أنها أشارت في خبرها إلى أنها شاركت نتائج الاستبيان الوكالات وهو ما لم يحدث حيث إنه بصفته رئيسا للدورة السابقة للجنة الوطنية لوكلاء السيارات يؤكد أن الوزارة لم تقم بذلك ولم تعرض النتائج على أي وكالة.
وكان أبو شوشة قال في تعليق له عقب إصدار الوزارة استبيانها الثاني عن رضا العملاء لخدمات وكلاء السيارات في المملكة، إن هذا الاستبيان يفتقد الشرعية القانونية وإنه مخالف لأنظمة المملكة ويفتقد المنهجية العلمية والعملية.
وأضاف: «يبدو أن وزارة التجارة والصناعة تستهدف من خلال هذا الأسلوب محاربة الاستثمارات الوطنية والكوادر والكفاءات الوطنية القائمة على هذه الشركات.. وقد اعتقدنا في اللجنة أن الوزارة أحجمت عن نشر نتائج الاستبيان الذي انتهت منه قبل أربعة أشهر رغم أنها شاركت بعض الشركات الصانعة تلك النتائج ولم تشارك الوكلاء تلك البيانات، حرصا منها على عدم ارتكاب جريمة التشهير التي قامت بها في الاستبيان الأول، غير أن نشر النتائج اليوم (أمس) يؤكد أن الوزارة ماضية في أسلوبها المرتبط بمحاربة وكلاء السيارات خصيصا دون غيرهم من التجار من مستوردي السيارات أو التجار الآخرين».
وفي المقابل أكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور ماجد قاروب عضو المجلس الاستشاري للمحاماة في وزارة العدل والرئيس السابق للجنة الوطنية للمحامين في مجلس الغرف السعودية، أن الإجراءات التي تتخذها وزارة التجارة السعودية هي إجراءات قانونية ونظامية، بل إنها من الإجراءات التي كانت معطلة لعشرات السنوات.
وقال قاروب: «وزارة التجارة وعبر تاريخها لم يكن المستهلك ضمن أولوياتها، حتى عندما جرى تأسيس وكالة لحماية المستهلك، إذ لم يكن لها دور فعال في حماية المستهلكين وتتبع شكواهم ضد التجار ورجال الأعمال.. إلا أن وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة، ومن خلال القوانين التجارية المنصوص عليها ويأتي في مقدمتها نظام الوكالات التجارية، التي ينسحب عليها عقود التوزيع و(الفرنشايز)، وبطبيعة الحالة أضخم تلك القطاعات هو قطاع السيارات والمحركات».
وبين قاروب أن الاستبيان الذي أجرته الوزارة وإدراج أسماء وكلاء السيارات قانوني، على اعتبار أن تلك الأسماء هي علامات تجارية يستخدمها الوكلاء للإعلان عن سياراتهم، كما أنه كان استبيانا شفافا عرض على موقع الوزارة لقياس مدى رضا المستهلكين عن قطاع معين، إلا أن النتائج التي جاءت غير مرضية للوكلاء جعلتهم رافضين لهذا النوع من الاستبيان.
وأضاف: «أنا على يقين أن وزارة التجارة نفذت هذا الاستبيان وبهذا الأسلوب انطلاقا من الحجم الكبير من الشكاوى التي وردت للوزارة بخصوص وكلاء السيارات، والتي تركزت على أربع نقاط أساسية، وهي عدم توفر قطع الغيار بشكل مناسب، ضعف برامج الصيانة وعدم ملاءمتها والمبالغة في أسعار الصيانة وعدم التعويض عن العيوب المصنعية كبقية دول العالم».
وأكد عضو المجلس الاستشاري للمحاماة في وزارة العدل أن الإجراءات التي تقوم بها وزارة التجارة حاليا هي محل تقدير لما ستحدثه من أثر على صعيد منع الاحتكار في السوق والحفاظ على حقوق العملاء والمستهلكين دون المساس بحرية السوق، مشيرا إلى أن ذلك سينعكس على أداء الاقتصاد السعودي وعلى البيئة التجارية في المملكة.
وحول إمكانية مقاضاة وكلاء السيارات لوزارة التجارة يعود الدكتور ماجد قاروب للتأكيد على أن من حق وكلاء السيارات التقدم بشكوى إلى القضاء الإداري في ديوان المظالم وهي الجهة المختصة بالنظر في أي شكوى ضد أي جهة حكومية أو قرار حكومي، مشيرا إلى أن ثقافة التقاضي مطلب وحق مشروع في حال كان الوكلاء يعتقدون أن ظلما وقع عليهم.



الأسواق الناشئة تسجل عوائد قوية في 2025 وتستعد لمواصلة الصعود

موظفون يعملون في بورصة المكسيك (رويترز)
موظفون يعملون في بورصة المكسيك (رويترز)
TT

الأسواق الناشئة تسجل عوائد قوية في 2025 وتستعد لمواصلة الصعود

موظفون يعملون في بورصة المكسيك (رويترز)
موظفون يعملون في بورصة المكسيك (رويترز)

تحدّت الأسواق الناشئة الرسوم الجمركية والحروب التجارية واضطرابات الاقتصاد العالمي، محققةً عوائد مزدوجة الرقم في 2025، ما عزّز آمال المستثمرين بتكرار الأداء القوي في العام المقبل.

فبعد سنوات من الخيارات المالية الصعبة، وسياسات نقدية دقيقة اتخذها صانعو القرار في البنوك المركزية، باتت دول كانت تُعدّ عالية المخاطر تبدو اليوم أكثر متانة في مواجهة الغيوم السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة وأوروبا، وتزايد التشرذم الجيوسياسي، وفق «رويترز».

وقالت المديرة التنفيذية في «مانولايف لإدارة الاستثمارات»، إلينا ثيودوراكوبولو: «هناك رياح مواتية كثيرة انتقلت من هذا العام إلى العام المقبل، لا سيما في ظل الأداء اللافت والمميز»، مشيرةً إلى «مزيج من السياسات السليمة والحظ الجيد».

تحرّر الأسواق الناشئة

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض مناخاً من عدم اليقين، يدفع عادةً المستثمرين إلى الملاذات الآمنة مثل السندات الأميركية أو الدولار. غير أن السياسات الجمركية المتقلبة وهجمات ترمب على «الاحتياطي الفيدرالي» قلبت المعادلة، لتجعل الأسواق الناشئة تبدو أكثر استقراراً نسبياً.

وبينما لا تزال تداعيات السياسات الأميركية تتصدّر قائمة المخاطر المحتملة على موجة الصعود المتوقعة في 2026، استغل بعض المستثمرين التراجعات التي أحدثتها إعلانات «يوم التحرير» الجمركية في أبريل (نيسان)، لزيادة انكشافهم على أصول الأسواق الناشئة.

وقال مدير المحافظ في «جانوس هندرسون»، توماس هوغارد: «نرى توجهاً متزايداً لتنويع الاستثمارات بعيداً عن الولايات المتحدة أو السعي إلى تنويع عالمي أوسع». وأضاف أن ديون الأسواق الناشئة كانت دون الملكية لفترة طويلة بعد سنوات من تدفقات الخروج.

وشهدت دول عدة تحولات جذرية؛ إذ تحولت تركيا إلى سياسات اقتصادية تقليدية منتصف 2023، وألغت نيجيريا الدعم وخفّضت قيمة النايرا، وواصلت مصر إصلاحات مدعومة من صندوق النقد الدولي، فيما اجتازت غانا وزامبيا وسريلانكا فترات تعثّر تلتها تحسينات في التصنيفات الائتمانية.

وساعد هذا الصعود في عكس سنوات من نزوح رؤوس الأموال، مؤكداً -حسب المستثمرين- أن الخيارات الصعبة التي اتخذتها الحكومات تُؤتي ثمارها، وتمهّد لقوة إضافية في 2026.

وقالت جوليا بيليغريني، من «أليانز غلوبال إنفستورز»: «باتت هذه الاقتصادات قادرة على امتصاص الصدمات الكبرى؛ إذ تقف على أسس أقوى».

كما أشار محللون إلى عام آخر من صافي الترقيات الائتمانية بوصفه دليلاً إضافياً على استمرار المتانة. وقال استراتيجي «مورغان ستانلي»، جيمس لورد: «الأساسيات تتحسن في هذه الفئة من الأصول، خصوصاً من منظور الجدارة الائتمانية السيادية»، لافتاً إلى «زخم متنامٍ في الترقيات عاماً بعد عام».

ملاذات جديدة؟

في وقت تعرّض فيه «الاحتياطي الفيدرالي» لانتقادات، أظهرت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة استقلالية ومصداقية في صنع السياسات، حسب المستثمرين.

وقال رئيس ديون الأسواق الناشئة في «إم أند جي»، شارل دو كينسوناس: «مصداقية السياسة النقدية في الأسواق الناشئة ربما بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق». وأضاف: «خفّضت الفائدة، بل سبقت (الفيدرالي)، لكنها لم تُفرط في الخفض، مما ساعد العملات على الصمود».

وأسهم الانضباط النقدي في تفوق عملات الأسواق الناشئة، بالتزامن مع تراجع الدولار، ما غذّى الإقبال على ديون العملات المحلية التي حقّقت عوائد بنحو 18 في المائة هذا العام، مع توقعات بإمكان تكرار عوائد مزدوجة الرقم في 2026.

وحتى عدم اليقين الانتخابي -من المجر إلى البرازيل وكولومبيا- الذي كان يُقلق المستثمرين عادة، بات لدى البعض مصدر فرص. وقالت جوليا بيليغريني: «التغييرات السياسية المحدودة التي قد تلي الانتخابات يمكن أن تخلق تحركات سوقية تولّد فرصاً استثمارية».

أميركا تبقى الخطر الأكبر على آفاق الأسواق الناشئة

ويبقى الخطر الأكبر مرتبطاً بالولايات المتحدة، فدخولها في ركود قد يطلق موجة سحب رؤوس أموال تضر بالأسواق الناشئة. كما أن رفع «الفيدرالي» الفائدة قد يعزّز الدولار ويضغط على عملات هذه الأسواق. ويزيد الغموض مع احتمال تعيين رئيس جديد لـ«الفيدرالي» في 2026.

لكن حتى هذه المخاطر لم تعد بالحدة السابقة ذاتها. وقال دو كينسوناس: «من الناحية الأساسية، أصبحت الأسواق الناشئة أقل حساسية بكثير للاقتصاد الأميركي مما كانت عليه».

ومع ذلك، يثير التفاؤل المفرط بعض التحفظ، فقد أظهر استطلاع «إتش إس بي سي» لمعنويات الأسواق الناشئة، الصادر في ديسمبر (كانون الأول)، اختفاء النظرة السلبية بالكامل وتسجيل صافي معنويات قياسي هو الأعلى في تاريخ الاستطلاع.

وقال رئيس استراتيجية الدخل الثابت للأسواق الناشئة في «بنك أوف أميركا»، ديفيد هاونر: «لم أصادف عميلاً واحداً متشائماً رغم حديثي مع أكثر من 100 عميل خلال الأسابيع الأخيرة». وأضاف محذراً: «عندما يتفق الجميع على اتجاه السوق، يعلّمنا التاريخ ضرورة توخي الحذر».


صناع السياسة في «المركزي الأوروبي» يدعون لـ«توجيه حذر» للسياسة النقدية

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
TT

صناع السياسة في «المركزي الأوروبي» يدعون لـ«توجيه حذر» للسياسة النقدية

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

حذَّر صناع السياسة في البنك المركزي الأوروبي، يوم الجمعة، من المخاطر الكبيرة التي تحيط بتوقعاتهم الاقتصادية الأخيرة، داعين إلى توخي الحذر في إدارة السياسة النقدية، وعدم استبعاد خيار خفض أسعار الفائدة مجدداً في الوقت الراهن.

وأبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثابتة، يوم الخميس، ورفع بعض توقعاته للنمو والتضخم، وهي خطوة عدّها المستثمرون إشارةً إلى عدم وجود تخفيضات وشيكة لتكاليف الاقتراض، وفق «رويترز».

ورغم أن الأسواق استبعدت أي خفض محتمل لأسعار الفائدة، وتتوقَّع رفعها في 2027، فإن عددًا من صناع السياسات، بمَن فيهم فرانسوا فيليروي دي غالهو من فرنسا، وأولاف سليغبن من هولندا، ومارتن كوخر من النمسا، وخوسيه لويس إسكريفا من إسبانيا، وأولي رين من فنلندا، حذَّروا من التسرع في استخلاص النتائج.

وقال كوخر للصحافيين في فيينا: «لسنا في وضع مريح فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي العام، لأن حالة عدم اليقين لا تزال مرتفعة. وهذا يعني وجود احتمال لخفض إضافي إذا لزم الأمر، واحتمال لرفع الفائدة إذا اقتضت الظروف ذلك». ووافقه إسكريفا، مؤكداً أن الخطوة التالية قد تكون في أي من الاتجاهين.

وأفادت مصادر مطلعة بأن صناع السياسات كانوا عموماً مرتاحين لتوقعات السوق باستقرار أسعار الفائدة خلال العام المقبل، لكنهم حرصوا على عدم إرسال أي إشارات تستبعد إمكانية التيسير النقدي الإضافي.

وأشار معظم الخبراء إلى أن مخاطر النمو والتضخم متوازنة، رغم أنها كبيرة ومعرَّضة لتقلبات مفاجئة نتيجة التطورات الجيوسياسية. وقال سليغبن: «أعتقد أن مخاطر النمو والتضخم متوازنة إلى حد كبير، رغم أنها كبيرة. ما زلنا في وضع جيد، فالتضخم في أوروبا يقترب من 2 في المائة، ويمكن القول إنه أشبه بجنة بالنسبة لمحافظي البنوك المركزية، لكن في الوقت نفسه ندرك أن المخاطر لا تزال كبيرة».

وفي حديثه لصحيفة «لو فيغارو»، تبنى فيليروي وجهة نظر أكثر تساهلاً، داعياً إلى «أقصى قدر من المرونة»، مؤكداً: «هناك مخاطر في كلا الاتجاهين بالنسبة للتضخم، خصوصاً على الجانب السلبي، لذلك سنكون على قدر عالٍ من المرونة في كل اجتماع من اجتماعاتنا المقبلة».

وقد رفع البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، توقعاته للتضخم لعام 2026؛ نتيجة تسارع نمو الأجور والخدمات، لكنه لا يزال يتوقع أن يكون نمو الأسعار الإجمالي أقل من الهدف خلال العامين المقبلين.

وأوضح البنك أن انخفاض التضخم الحالي يعود في معظمه إلى تأثيرات استثنائية في قطاع الطاقة، بينما يظل نمو الأسعار الأساسي أعلى من الهدف، ما يستدعي توخي الحذر. ومع استمرار انخفاض أسعار الطاقة منذ تاريخ انتهاء التوقعات، هناك خطر من أن تبدأ توقعات الأسعار بالانخفاض تدريجياً مع انخفاض قراءات التضخم الشهرية، مما يطيل أمد ضعف نمو الأسعار.

وقال رين: «على الرغم من المفاجآت الإيجابية الأخيرة في النمو، فإن الوضع الجيوسياسي والحرب التجارية المستمرة قد يؤديان إلى مفاجآت سلبية لمنطقة اليورو. وتجعل هذه التطورات توقعات التضخم أكثر غموضاً من المعتاد بسبب المواجهات الجيوسياسية والنزاعات التجارية العالمية».


«أدنوك» توقّع تمويلاً أخضر بمليارَي دولار مع «كي - شور» الكورية

الدكتور سلطان الجابر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ويونغجين جانغ الرئيس ورئيس مجلس إدارة «كي - شور» (الشرق الأوسط)
الدكتور سلطان الجابر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ويونغجين جانغ الرئيس ورئيس مجلس إدارة «كي - شور» (الشرق الأوسط)
TT

«أدنوك» توقّع تمويلاً أخضر بمليارَي دولار مع «كي - شور» الكورية

الدكتور سلطان الجابر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ويونغجين جانغ الرئيس ورئيس مجلس إدارة «كي - شور» (الشرق الأوسط)
الدكتور سلطان الجابر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ويونغجين جانغ الرئيس ورئيس مجلس إدارة «كي - شور» (الشرق الأوسط)

أعلنت «أدنوك» توقيع اتفاقية تمويل أخضر بقيمة 7.34 مليار درهم (نحو مليارَي دولار) مع «شركة التأمين التجاري الكورية» (كي - شور)؛ لتمويل مشروعات منخفضة الكربون عبر عملياتها المختلفة، في خطوة قالت إنها تعكس التزامها بإدماج مبادئ التمويل المستدام ضمن خطط النمو والتوسع.

وأوضحت «أدنوك» أن التسهيل الائتماني المدعوم من «كي - شور» جرت هيكلته ضمن «إطار عمل التمويل المستدام» الخاص بالشركة، بما يتيح تمويل المشروعات المؤهلة والمتوافقة مع المعايير الدولية المعتمدة للتمويل المستدام.

وأضافت أن «فيتش المستدامة» أصدرت رأياً مستقلاً بصفتها «طرفاً ثانياً» يؤكد توافق إطار عمل «أدنوك» مع تلك المعايير.

وجرى الإعلان عن الاتفاقية خلال زيارة الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها، إلى جمهورية كوريا، حيث التقى يونغجين جانغ، الرئيس ورئيس مجلس إدارة «كي - شور».

وقال خالد الزعابي، رئيس الشؤون المالية لمجموعة «أدنوك»، إن التسهيل الائتماني «يؤكد التزام (أدنوك) بتمويل النقلة النوعية في أنظمة الطاقة بالتزامن مع الحفاظ على نهج قوي ومنضبط في إدارة رأس المال». وأضاف أن الشراكة مع «كي - شور» توسِّع نطاق الوصول إلى التمويل الأخضر، وتعزِّز العلاقات الاقتصادية مع كوريا، إلى جانب دعم مساعي الشركة لترسيخ مكانتها ضمن الشركات الرائدة في مجال الطاقة منخفضة الكربون عالمياً.

وبيّنت «أدنوك» أن هذا التسهيل يمثل أول تمويل ائتماني أخضر للشركة، يأتي مدعوماً من وكالة ائتمان صادرات كورية، وذلك بعد صفقة مماثلة بقيمة 11 مليار درهم (3 مليارات دولار) أبرمتها مع «بنك اليابان للتعاون الدولي» في عام 2024. وبذلك ترتفع القيمة الإجمالية للتمويلات الخضراء التي حصلت عليها «أدنوك» إلى 18.35 مليار درهم (5 مليارات دولار) خلال 18 شهراً، وفق البيان.

وفي سياق أهداف خفض الانبعاثات، أشارت الشركة إلى أنها تُعد من بين منتجي النفط والغاز الأقل كثافة في مستويات الانبعاثات الكربونية، وتعمل على خفض كثافة انبعاثات عملياتها التشغيلية بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2030.

كما لفتت إلى أنها تستثمر 84.4 مليار درهم (23 مليار دولار) في مشروعات خفض الانبعاثات من عملياتها، إلى جانب تسريع نمو مصادر الطاقة الجديدة، بما في ذلك الهيدروجين والطاقة الحرارية الجوفية والطاقة المتجددة.

وأضافت «أدنوك» أنها عضو مؤسس في «ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز»، وهو ائتلاف يضم شركات وطنية ودولية تعهدت بتحقيق صافي انبعاثات من الميثان قريبة من الصفر بحلول عام 2030، وصافي انبعاثات صفري بحلول أو قبل عام 2050.

وذكرت الشركة أن «بنك أبوظبي الأول» تولى دور المنسق لجزء «التمويل الأخضر»، بينما قام بنك «سانتاندير» بدور المنسق لجزء «وكالة ائتمان الصادرات» ضمن الاتفاقية.