أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان «التزام» بلاده بتسوية النزاع في ليبيا، في أول زيارة له إلى البلد الغارق في الفوضى. وقال لودريان في تصريح بالعاصمة طرابلس: «هذا مؤشر على التزام فرنسا والرئيس ماكرون بإرادة حل هذه الأزمة»، وذلك عقب لقائه فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، قبل أن ينتقل إلى شرق ليبيا للقاء المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي.
وأضاف الوزير أن «هدفنا هو بالتأكيد استقرار ليبيا في صالح الليبيين أنفسهم، لكن أيضا لما فيه مصلحة البلدان المجاورة التي نحن جزء منها بشكل ما». وعدّ لودريان أن استقرار ليبيا «يمر عبر تطبيق (إعلان لقاء سان كلو) الذي نص أساسا على تعديل اتفاق الصخيرات» الموقع بين الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة نهاية 2015، وتنظيم انتخابات، متابعا أن الهدف «هو ليبيا موحدة مع مؤسسات فاعلة» مما يمثل «شرطا لتفادي التهديد الإرهابي بشكل مستدام وإتاحة المصالحة».
وقال الوزير الفرنسي إن «هذه الرؤية مستوحاة تماما من مسار بدأه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة» غسان سلامة «بتناغم شامل بين رغبة الأمم المتحدة (...) والسيد سلامة، والتعهدات المتخذة في سان كلو».
من جهته، قال حفتر في بيان مقتضب إنه التقى بمقر القيادة العامة للجيش الوطني في منطقة الرجمة شرق بنغازي أمس، مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي تتضمن أجندة زيارته أيضا الاجتماع مع بعض السياسيين في مدينتي طرابلس ومصراتة غرب البلاد. وفي طرابلس، قال مسؤولون ليبيون إن لو دريان اجتمع مع السراج، ويعتزم إجراء محادثات مع عبد الرحمن السويحلي، وهو سياسي مرتبط ببعض من خصوم حفتر ويرأس برلمانا في العاصمة.
ومن المقرر أن يزور لودريان مصراتة مسقط رأس السويحلي وقاعدة المعارضة لحفتر قبل أن يتوجه إلى بنغازي ليجتمع مع حفتر، ثم إلى طبرق حيث يلتقي رئيس برلمان شرق ليبيا المتحالف معه. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: «يريد الوزير تعزيز هذا الاتفاق من خلال إقناع الأطراف التي لم توجه لها الدعوة في يوليو (تموز) الماضي، بدعمه»، وأضاف: «يريد أن يضمن العدالة للجميع وأن يضع الأسس لإجراء انتخابات».
ونقلت «رويترز» عن المصدر الدبلوماسي الفرنسي قوله إن الزيارة تتفق مع جهود سلامة لإعلان خريطة طريق لإجراء الانتخابات خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأضاف: «من الواضح أن السراج وحفتر يريدان قياس شعبيتيهما في الانتخابات».
ويرجح أن تحتاج ليبيا لإقرار دستور أو قانون جديد للانتخابات قبل إجرائها، وستكون مهمة صعبة في البلد الذي يعاني انقسام مؤسساته. وينطوي تنظيم الانتخابات على تحديات لوجيستية وأمنية كبيرة. وسبق أن فشلت محاولات غربية للوساطة من أجل إبرام اتفاقات بسبب الصراعات السياسية بين الفصائل والكتائب المسلحة التي تتنافس على السلطة.
وهذه هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية الفرنسي لليبيا بعد مبادرة لقاء سان كلو قرب باريس حيث عقد لقاء بين السراج وحفتر، أبرز طرفين ليبيين، «وترغب مختلف الأطراف الليبية في الانضمام إليه (أي اللقاء) خصوصا الفاعلين المؤسساتيين» وفق الوزير. وتتسق الزيارة مع مساعي الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون لتعميق دور فرنسا في توحيد الفصائل الليبية على أمل التصدي لعنف الإرهابيين وتخفيف أزمة المهاجرين إلى أوروبا. وكان السراج التقى في نهاية يوليو (تموز) الماضي قرب باريس بالرجل القوي في شرق ليبيا المشير حفتر، ووافقا، دون توقيع، على خريطة طريق بشأن وقف إطلاق نار وتنظيم انتخابات في 2018.
وتسعى الحكومات الغربية، التي يساورها القلق من ازدهار نشاط الإرهابيين ومهربي البشر في ظل الفوضى الليبية، من أجل إبرام اتفاق أشمل تدعمه الأمم المتحدة لتوحيد ليبيا وإنهاء الاضطرابات التي أضعفت البلاد منذ سقوط القذافي في 2011.
وتواجه حكومة السراج صعوبة في بسط سيطرتها، كما أن مجلسها الرئاسي منقسم. ويرفض حفتر قبول شرعية هذه الحكومة، ويحقق مكاسب ميدانية.
وكان وزيرا خارجية ألمانيا سيغمار غابرييل والمملكة المتحدة بوريس جونسون، زارا ليبيا الصيف الماضي.
لودريان لإنقاذ اتفاق السراج وحفتر
زيارة الوزير الفرنسي تشمل طرابلس وبنغازي
لودريان لإنقاذ اتفاق السراج وحفتر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة