الصومال يطلب مساعدة أميركية إضافية لمحاربة حركة «الشباب»

TT

الصومال يطلب مساعدة أميركية إضافية لمحاربة حركة «الشباب»

طلبت الحكومة الصومالية رسميا مساعدات عسكرية واستخباراتية عاجلة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إطار الحرب التي تشنها ضد حركة «الشباب» الإرهابية، فيما كشف وزير الخارجية الصومالي النقاب، أمس، عن استحواذ الحركة على اليورانيوم، ويعتبر ذلك أول تأكيد علني على احتمال سيطرة حركة تابعة لتنظيم القاعدة على مناجم لليورانيوم في أفريقيا، وفقا لما جاء في رسالة دبلوماسية من مسؤول صومالي رفيع المستوى ناشد الولايات المتحدة «تقديم مساعدة عسكرية فورية».
وقال وزير الخارجية الصومالي يوسف جراد عمر في رسالة إلى السفير الأميركي لدى الصومال ستيفن شواريتز، نشرتها وسائل إعلام أميركية، إن حكومته تطلب مساعدات عسكرية من القوات الأميركية البرية بالإضافة إلى المخابرات الأميركية، مشيرا إلى أن حركة «الشباب» استولت على أراضٍ حيوية تحتوي على اليورانيوم في إقليم جلجمود مؤخرا.
وتابع: «كل يوم يمر دون تدخل يوفر لأعداء أميركا مواد إضافية للأسلحة النووية»، معتبرا أنه يمكن تلخيص هذه المسألة بكلمة واحدة «اليورانيوم»، وأضاف: «فقط الولايات المتحدة لديها القدرة على مواجهة عمليات حركة الشباب في بلادنا».
وقال عمر: «من المفهوم أن الولايات المتجددة بعيدة عن التدخل في شؤون إقليمنا، لكن الآن الوقت يمر، بالنظر إلى أن قوات حفظ السلام الأفريقية لا يمكن لها المساعدة في دحر تنظيمي داعش وحركة الشباب فقط القدرات القتالية والعمل الاستخباراتي الأميركي هو ما يمكن أن يساعدنا».
وأكد سفير الصومال لدى الولايات المتحدة أحمد عوض لقناة «فوكس نيوز» الأميركية أن الرسالة «صدرت بالفعل» من قبل وزير الخارجية يوسف عمر الذي وقع توقيعه على الوثيقة. وقال عوض، إن «وزارة الخارجية الصومالية اعترفت بهذه الرسالة، بينما لم تعلق وزارة الخارجية الأميركية عليها ولم تناقش صحتها... وأحالت التساؤلات إلى حكومة الصومال».
وكانت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية أشارت أول من أمس إلى طلب الحكومة الصومالية من الولايات المتحدة رسميا بتقديم مساعدات عسكرية إضافية من أجل تصفية ما تبقى من ميليشيات حركة الشباب المتمردة في البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن بيان للخارجية الصومالية، أن الجيش بالتعاون مع قوات حفظ السلام الأفريقية (أميسوم)، قاموا بجهود كبيرة أدت إلى انتصارهما على الميليشيات الإرهابية التي تعرقل الأمن والاستقرار؛ لكنها لفتت في المقابل إلى أن «هذه القوات المشتركة لم تتمكن في الوقت ذاته من تطهير العناصر الإجرامية في جميع أرجاء الصومال بسبب تقلص المساعدات المخصصة لعمليات قوات حفظ السلام الأفريقية».
ومع ذلك، أعلنت الخارجية الصومالية ترحيب حكومتها بجميع العناصر المنشقة من حركة «الشباب» التي تنخرط في صفوف قوات الجيش للمشاركة في عمليات الأمن والاستقرار والتنمية داعية في الوقت ذاته الميليشيات الإرهابية إلى الاستسلام والاستفادة من العفو العام الذي أعلنته الدولة.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد فرماغو، عزم حكومته شن عمليات أمنية موسعة جديدة ضد ميليشيات حركة «الشباب» الإرهابية التي اتهمها جيش منطقة البونت لاند (أرض اللبان) شبه المستقلة بقتل 12 شخصا بينهم خمسة جنود في انفجار بقنبلة يدوية.
ودعا فرماغو في خطبة مطولة ألقاها بمسجد الشهداء بالقصر الرئاسي في العاصمة مقديشو، الشعب، لمساعدة الفقراء والمحتاجين منهم، وكذلك العمل بجانب الدولة الفيدرالية لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
وأدى هجوم شنته «حركة الشباب» في بلدة أف أرور في إقليم البونت لاند (أرض اللبان) على بعد مائة كيلومتر جنوب مدينة بوصاصو، إلى مقتل جنود في قوات الجيش المحلي.
وقال عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم العمليات العسكرية للحركة: «نحن مسؤولون عن الهجوم في قرية أف أرور... قتلنا خمسة جنود وأصبنا عشرة آخرين»، طبقا لما نقلته «رويترز».


مقالات ذات صلة

4 ناقلي بضائع مغاربة اختفوا على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو

أفريقيا مسؤولون وأعضاء من وكالة الطوارئ الوطنية يمسحون محتوى رسومياً لجثث ضحايا انفجار صهريج وقود مغطاة بأغصان الأشجار عند تقاطع ديكو وهو طريق يربط أبوجا بكادونا بنيجيريا في 18 يناير 2025 (إ.ب.أ)

4 ناقلي بضائع مغاربة اختفوا على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو

فُقد الاتصال بـ4 مواطنين مغاربة يشتغلون في قطاع نقل البضائع نحو دول أفريقيا، حين كانوا على متن شاحنات نقل تستعد لعبور الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ورئيس حزب «النصر» أوميت أوزداغ يخضعان للتحقيق بتهمتي التهديد وإهانة إردوغان (موقع حزب النصر)

تركيا: تحقيقان ضد إمام أوغلو وأوزداغ بتهمتي التهديد وإهانة إردوغان

تعيش تركيا أجواء صدام حاد بين الحكومة والمعارضة تُرجمت بسلسلة من التحقيقات والملاحَقات القضائية التي وصفها زعيم المعارضة أوزغور أوزال بأنها «إعلان حرب».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)

رئيس وكالة إغاثية: تخفيض التمويل لأفغانستان هو أكبر تهديد يضر بمساعدة النساء

حذر رئيس إحدى وكالات الإغاثة الكبرى، الأحد، بأن تخفيض التمويل المخصص لأفغانستان يمثل التهديد الأكبر المُضِرّ بمساعدة النساء في البلاد.

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين وخاصة في المقاطعات الغربية خيبر بختونخوا في الشمال التي تحد أفغانستان وتعد موطناً لـ«طالبان» الباكستانية وبلوشستان في الجنوب التي تحد إيران وتعد موطناً للتمرد البلوشي... ووفقاً لمركز البحوث والدراسات الأمنية «CRSS» قُتل ما لا يقل عن 685 فرداً من قوات الأمن في إجمالي 444 هجوماً إرهابياً في عام 2024 مما يجعله العام الأكثر دموية (إ.ب.أ)

باكستان تطلق عملية أمنية بعد تصاعد العنف الطائفي

قال مسؤولون باكستانيون، الاثنين، إن قوات الأمن أطلقت عملية أمنية تستهدف المسلحين في منطقة مضطربة في شمال غربي البلاد على الحدود مع أفغانستان، بعد تصاعد الهجمات.

«الشرق الأوسط» (باراتشينار(باكستان))
أفريقيا أسلحة صومالية بعد ضبطها لدى عناصر من حركة «الشباب» (متداولة)

ضبط أسلحة في طريقها إلى «حركة الشباب» بجنوب وسط الصومال

ضبط الجيش الوطني الصومالي سيارة محملة بالأسلحة في طريقها إلى «ميليشيات الخوارج» بمحافظة هيران في جنوب وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (مفديشو )

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.