دي ميستورا يدعو إلى مفاوضات حقيقية تقوم على «الواقعية»

أوبراين يطالب بإحالة الملف السوري إلى «الجنائية الدولية»

المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي سابق في جنيف (إ ب أ)
المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي سابق في جنيف (إ ب أ)
TT

دي ميستورا يدعو إلى مفاوضات حقيقية تقوم على «الواقعية»

المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي سابق في جنيف (إ ب أ)
المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي سابق في جنيف (إ ب أ)

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة تناول خلالها الوضع السياسي والإنساني في سوريا، واستمع فيها إلى إحاطتين من الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين.
وحض أوبراين، الذي يتحدث أمام المجلس للمرة الأخيرة قبل انتهاء ولايته، مجلس الأمن الدولي باسم الإنسانية المشتركة على إيجاد سبيل لإنهاء معاناة السوريين. وقال إنهم يدفعون ثمن الفشل السياسي، مضيفاً: «قدمت 27 تقريراً إلى الأمين العام حول الأزمة السورية منذ أن توليت منصبي في يونيو (حزيران) 2015».
وقال: «قدمت إفادات لا حصر لها في اجتماعات مفتوحة بقاعة مجلس الأمن وفي مشاورات مغلقة. إننا جميعا شهود على تدمير دولة ومواطنيها وأطفالها ومستقبلها. شهدنا أطفالا يموتون جوعا، وطفلا غريقا على الشاطئ بعد محاولة أسرته اليائسة للفرار من الويلات المخزية في سوريا والمستمرة حتى يومنا هذا».
وأشار أوبراين إلى عدم محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة على الأرض، داعياً مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
كما دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى دعم الآلية الدولية المستقلة المحايدة. وطالب السلطات السورية بالسماح بدخول اللجنة الدولية للتحقيق المعنية بسوريا، في وقت دعا أعضاء مجلس الأمن إلى السمو فوق مصالحهم للوفاء بالمسؤولية المشتركة بما فيه مصلحة جميع شعوب العالم.
وقال مخاطباً أعضاء المجلس الـ15 إن «ما يتسبب في الانقسام بينكم في هذا المجلس ليس أهم مما يجب أن يوحدكم ويوحدنا جميعا، وهو إنسانيتنا المشتركة لتخفيف معاناة الأشد ضعفا، ومنح الأمل والمستقبل للنساء والرجال وكبار السن والمرضى والأطفال العالقين في الأزمات، والذين لا يستحقون أقل مما تستحقونه أنتم جميعا».
من جانبه، استعرض دي ميستورا بعض التطورات الإيجابية على الأرض، ومنها تقلص المساحة الخاضعة لسيطرة «داعش» في سوريا، والهدوء النسبي في بعض المناطق.
وقال دي ميستورا إن التحدي الآن يتمثل في ضرورة أن يتحقق التقدم في المجال السياسي.
وذكر أن ذلك يتطلب تفكيرا جديدا وواضحا من المعارضة والحكومة، مضيفاً عبر دائرة تلفزيونية من جنيف أن «من مصلحة الشعب السوري، الذي عانى طويلاً، أن تدرك الحكومة والمعارضة أن الوقت حان للانخراط في مفاوضات أكثر جدية وحسماً. وفي هذا السياق أود الإشارة إلى أننا لا نركز فقط على الحكومة والمعارضة، بل نستمع أيضا إلى جميع الأطراف السورية». وقال إنه وفور اختتام الجولة السابعة للمحادثات السورية، أكمل مكتبنا المعني بالمجتمع المدني مشاورات إقليمية في بيروت وغازي عنتاب وعمان. وشملت هذه المناقشات أكثر من 120 طرفا وشبكة، وتم وضع أساس المشاورات المستقبلية في جنيف».
وأشار إلى أنه منذ انتهاء جولة المحادثات السورية في جنيف في الرابع عشر من يوليو (تموز)، انخرط في جهود دبلوماسية واتصالات منها عقد مشاورات رفيعة المستوى في طهران وباريس، بالإضافة إلى المحادثات في موسكو والسعودية، مؤكدا أن هذه «الجهود تهدف إلى إتاحة الظروف الملائمة لعقد مفاوضات حقيقية بين الأطراف».
وأعلن دي ميستورا، في كلمته أمام مجلس الأمن، نيته عقد جولة المحادثات السورية في جنيف في أكتوبر (تشرين الأول)، معرباً عن أمله في أن تأتي الحكومة والمعارضة إلى جنيف في ذلك الوقت على استعداد لإجراء مفاوضات رسمية.
وأضاف أن الوقت قد حان للتمسك بالواقعية، والتحول من منطق الحرب إلى التفاوض، ووضع مصلحة الشعب السوري أولاً. وشدد على أهمية أن يتحد المجتمع الدولي وراء هدف إنهاء الصراع.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.