وزير الداخلية الإسباني يحل بالرباط اليوم لتبادل المعلومات بشأن تحقيقات هجوم برشلونة

القضاء الفنلندي يحدد الهوية الحقيقية لقاتل النساء في توركو

«الإرهاب لا دين له»... مسيرة حاشدة  في شوارع كتالونيا أول من أمس رفعت شعارات منددة بالإرهاب الذي ضرب مدينة برشلونة والهجمات التي شهدتها إسبانيا يوم 17 أغسطس الحالي (أ.ف.ب)
«الإرهاب لا دين له»... مسيرة حاشدة في شوارع كتالونيا أول من أمس رفعت شعارات منددة بالإرهاب الذي ضرب مدينة برشلونة والهجمات التي شهدتها إسبانيا يوم 17 أغسطس الحالي (أ.ف.ب)
TT

وزير الداخلية الإسباني يحل بالرباط اليوم لتبادل المعلومات بشأن تحقيقات هجوم برشلونة

«الإرهاب لا دين له»... مسيرة حاشدة  في شوارع كتالونيا أول من أمس رفعت شعارات منددة بالإرهاب الذي ضرب مدينة برشلونة والهجمات التي شهدتها إسبانيا يوم 17 أغسطس الحالي (أ.ف.ب)
«الإرهاب لا دين له»... مسيرة حاشدة في شوارع كتالونيا أول من أمس رفعت شعارات منددة بالإرهاب الذي ضرب مدينة برشلونة والهجمات التي شهدتها إسبانيا يوم 17 أغسطس الحالي (أ.ف.ب)

يقوم خوان إغناسيو زويدو وزير الداخلية الإسباني اليوم (الثلاثاء) بزيارة للمغرب يلتقي خلالها نظيره المغربي عبد الواحد لفتيت، وذلك على إثر الهجوم الإرهابي الذي تعرضت لها برشلونة.
وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، عن الزيارة المرتقبة لوزير الداخلية الإسباني للمغرب. وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة إيفي الإسبانية إن وزير الداخلية الإسباني سيجري خلال زيارته مباحثات مع نظيره المغربي، من أجل تبادل المعلومات حول التحقيقات المغربية الإسبانية في هجوم برشلونة الإرهابي. وأوضح البيان أن التعاون الأمني بين البلدين أصبح مكثفا منذ يونيو (حزيران) 2015، حين رفعت إسبانيا حالة التأهب الأمني إلى الدرجة الرابعة، مشيرا إلى أن هذا التعاون أثمر عن اعتقال أكثر من 175 شخصا يشكلون خطرا إرهابيا على كلا البلدين. يشار إلى أن إسبانيا تمكنت من تفكيك الخلية الإرهابية التي نفذت هجوم برشلونة الإسباني المكونة من 12 فردا، أغلبهم مغاربة، حيث قُتل 8 أفراد من الخلية، فيما تم اعتقال 4 أفراد آخرين.
من جهة أخرى، أعلن المغرب خلال الأسبوع الماضي اعتقال 3 أشخاص يشتبه في علاقتهم بالخلية الإرهابية التي نفذت هجوم برشلونة، في مدن وجدة والناظور والدار البيضاء.
وقال عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي المغربي للأبحاث القضائية التابعة لمديرية مراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية) في حوار مع وكالة إيفي الإسبانية إن المكتب أفرج عن شخصين ضمن المعتقلين الثلاثة، نظرا لعدم وجود أدلة على علاقتهم بالخلية الإرهابية التي نفذت هجمات برشلونة، فيما تم استمرار اعتقال الشخص الثالث، الذي اعتُقل بالناظور، بعد اعترافه بتخطيطه لتفجير السفارة الإسبانية بالرباط.
وعبر الخيام عن استغرابه من أن إسبانيا لم تستوعب كثيرا درس الهجوم الإرهابي الذي هز البلاد سنة 2004، حيث قال: «أستغرب كيف أن الأمن الإسباني لم يلاحظ أي شيء قبل الهجوم الإرهابي الذي خلف 16 قتيلا وما لا يقل عن مائة جريح»، وأرجع سبب حدوث الهجوم إلى عدم مراقبة الأمن الإسباني لمسجد ريبول ببرشلونة.
وزاد الخيام قائلا باستغراب: «كنت أعتقد أن إسبانيا قد فهمت أشياء كثيرة عن الإرهابيين بعد هجوم سنة 2004 الإرهابي»، في إشارة إلى أنه كان على الأمن الإسباني مراقبة المساجد.
على صعيد ذي صلة، أعلنت السلطات الفنلندية أمس أنها تمكنت أخيرا من تحديد هوية المشتبه فيه الرئيسي في تنفيذ حادث الطعن بالسكين الذي استهدف النساء في سوق بمدينة توركو (غرب البلاد) يوم 18 أغسطس (آب) الجاري، كما وجهت له تهم «القتل ومحاولة القتل ذات طبيعة إرهابية».
وأوضح القضاء الفنلندي أنه توصل أمس من المكتب الوطني للتحقيقات بما يفيد أن «الاسم الحقيقي للمتهم هو عبد الرحمن بوعنان ويبلغ من العمر 22 عاما»، وليس «عبد الرحمن مشكاح البالغ من العمر 18 عاما»، كما سبق للسلطات الفنلندية أن أعلنت قبل أسبوع، مشيرا إلى أن بوعنان يحمل الجنسية المغربية، وأنه دخل فنلندا خلال سنة 2016 بأوراق هوية مزورة.
ونفذ بوعنان اعتداءه يوم 18 أغسطس باستعمال سكين، واستهدف في هجومه النساء في سوق بمدينة توركو.
وخلف الهجوم قتيلتين و8 جرحى بينهم ست نساء، بالإضافة إلى رجلين تدخلا من أجل إيقافه. وتمت السيطرة على بوعنان بعد تدخل الشرطة وإطلاق النار عليه وإصابته في رجله. ولم تكشف السلطات الفنلندية عن الدافع الحقيقي وراء ارتكابه لهذه الجريمة، غير أنها أكدت «الطابع الإرهابي» للحادث في سياق توجيه التهم للمشتبه فيه.
ولم تكشف السلطات الفنلندية أي معلومات عن المكان الذي قدم منه بوعنان، وإن كان قد جاء مباشرة من المغرب أم عبر دولة أخرى، ولا أين حصل على الوثائق المزورة. وبهذا الصدد استبعد الباحث المغربي المتخصص في الجماعات الأصولية، عبد الله الرامي، أن يكون بوعنان قد حصل على الوثائق المزورة في المغرب، مشيرا إلى أنه أصبح من الصعب تزوير بطاقة الهوية وجواز السفر المغربي بعد التغييرات التي أدخلها المغرب على هذه الوثائق، والتي جعلها بيومترية. كما يصعب، حسب الرامي، مغادرة التراب المغربي بوثائق مزورة.
ويرى الرامي أن بوعنان قد يكون حصل على وثائقه المزورة في سوريا أو تركيا، من خلال شبكة منظمة. وقال: «لا يمكن لعناصر معزولة أن تصل إلى العصابات المتخصصة في تزوير الوثائق». لذلك لا يستبعد أن يكون بوعنان قد حصل عليها «في إطار شبكة محكمة وعمل منظم».
وتوقع الرامي أن تتكرر مثل هذه الحالات، في سياق التراجع الذي تعرفه «داعش» ومحاولة إعادة انتشار مقاتليها وتوجيههم للقيام بعمليات في مناطق مختلفة من العالم، خصوصا في أوروبا. وعرفت فنلندا في العامين الأخيرين عدة اعتقالات بارتباط مع أحداث إرهابية جرت خارج البلاد.
ففي يناير (كانون الثاني) 2016 أعلنت الشرطة الفنلندية اعتقال عراقي يشتبه في تورطه في جرائم إرهابية ببلده لصالح «داعش». وفي ديسمبر (كانون الأول) 2016 حاكم القضاء الفنلندي توأمين عراقيين بتهمة المشاركة في مجازر ارتكبها «داعش» في العراق خلال عام 2014، غير أن حادث الطعن الذي استهدف النساء يوم 18 أغسطس الجاري يعتبر أول عملية إرهابية تنفذ داخل البلاد، رغم أن «داعش» لم يعلن تبنيه لها، وذلك بعد أن ظلت لمدة طويلة خارج نطاق نشاط المنظمات الجهادية.
وحتى الآن اعتقلت السلطات الفنلندية سبعة أشخاص، بينهم المتهم الرئيسي، على ذمة هذه القضية. وتم الإفراج عن ثلاثة فيما لا يزال التحقيق متواصلا مع الباقين.


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)
آسيا خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

قال أنس حقاني، ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» بأفغانستان، خليل الرحمن حقاني، إن الوزير وستة آخرين قُتلوا في تفجير بالعاصمة كابل.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».