الجيش اللبناني يرفض التفاوض مع «داعش» قبل كشف مصير العسكريين

يمهد لإنهاء المعركة باستخدام أحدث الأسلحة التي وصلت إليه أخيراً

رئيس الحكومة سعد الحريري في جولته على مواقع الجيش اللبناني عند الحدود الشرقية أول من أمس (إ.ب.أ)
رئيس الحكومة سعد الحريري في جولته على مواقع الجيش اللبناني عند الحدود الشرقية أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

الجيش اللبناني يرفض التفاوض مع «داعش» قبل كشف مصير العسكريين

رئيس الحكومة سعد الحريري في جولته على مواقع الجيش اللبناني عند الحدود الشرقية أول من أمس (إ.ب.أ)
رئيس الحكومة سعد الحريري في جولته على مواقع الجيش اللبناني عند الحدود الشرقية أول من أمس (إ.ب.أ)

واصلت أمس وحدات الجيش اللبناني استعداداتها القتالية واللوجيستية في جرود رأس بعلبك والقاع عند الحدود الشرقية، تمهيدا لتنفيذ المرحلة الرابعة والأخيرة من عملية «فجر الجرود»، في حين كرر الجيش رفضه أي تسوية أو تفاوض قبل الحصول على معلومات حول مصير العسكريين المختطفين لدى «داعش» منذ 3 سنوات، وذلك بعد المعلومات التي أشارت إلى موافقة كل من «حزب الله» والنظام السوري على طلب التنظيم التفاوض والانسحاب إلى دير الزور في سوريا.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»: «لم نتبلغ لغاية الآن بأي طرح حول خروج عناصر التنظيم من الجرود، ويبقى كشف مصير العسكريين هو الأولوية بالنسبة إلينا إذا عرض أي شيء من هذا القبيل».
ومن الناحية العسكرية، وصفت المصادر العسكرية هذه المرحلة من المعركة بـ«الأصعب»، عادّة أن المدة المطلوبة لإنهائها ترتبط بمدى وكيفية القتال والمواجهة من قبل عناصر التنظيم. وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري، العميد المتقاعد خليل الحلو إن صعوبة هذه المرحلة تقنية وليست عسكرية، موضحا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «وادي مرطبيا الذي انحسر وجود التنظيم فيه واد عميق استطاع الجيش السيطرة على المرتفعات المحيطة به، وبالتالي فإن الصعوبة تكمن فقط في الوصول إلى هذه المنطقة التي تحتاج إلى فتح طرقات لتسهيل مرور الآليات». ويلفت إلى أن مراكز التنظيم الموجودة في هذا الوادي هي بين 3 و4 كانت مشاغل لتصليح الدراجات النارية التي يستخدمها عناصره في تنقلاتهم». وأمس أعلنت مديرية التوجيه أن «مدفعية الجيش وطائراته تقوم بقصف ما تبقى من مراكز الإرهابيين، واستهداف تجمعاتهم وتحركاتهم في وادي مرطبيا ومحيطه، كذلك تتابع الفرق المختصة في فوج الهندسة شق طرقات جديدة وتنظيف المناطق المحررة، وتفجير العبوات والفخاخ والألغام والأجسام المشبوهة التي خلفها الإرهابيون وراءهم».
وأفاد مصدر عسكري لـ«وكالة الأنباء المركزية» أن «الإرهابيين خلّفوا وراءهم كثيرا من العبوات والألغام المزروعة في مواقع عدة، ما يعني صعوبة (تنظيفها) بسرعة؛ إذ تحتاج إلى كثير من الوقت كي تصبح خالية من الألغام»، وأشار إلى «أننا نتعامل مع تنظيم إرهابي لا يعترف بقوانين الحرب والأخلاقيات؛ إذ خلّف وراءه منطقة (موبوءة) بالألغام».
ويرى الحلو، الذي عاين أول من أمس مسار المعركة عن قرب خلال زيارته غرفة العمليات العسكرية لـ«فجر الجرود» في رأس بعلبك، أن ما حقّقه الجيش خلال أيام معدودة يعد إنجازا غير مسبوق في تاريخه وتاريخ الدول التي حاربت هذا التنظيم؛ «إن لجهة الدقة في العمليات، أو الخسائر المحدودة»، لافتا إلى أن وحداته استخدمت أسلحة متطورة؛ من المدفعية والذخائر الذكية لأول مرة، ومعظمها كان قد تسلّمها هباتٍ عسكرية من الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات العشر الأخيرة».
وعدّ أنه «ليست هناك عجلة في الحسم، أو حتى إمكانية الحديث عن تسوية نظرا إلى شبه انتهاء المعركة وخطر التنظيم، الذي انهار في الجهة اللبنانية»، مؤكدا أنه لم تسجّل خلال الـ48 ساعة الأخيرة أي تحركات لعناصر «داعش» في وادي مرطبيا، مرجحا هروبهم إلى سوريا. وهنا، يرى الحلو، أن فرار عناصر التنظيم إلى سوريا يعني إما أنه ليست هناك معركة حقيقية على الجهة السورية من قبل «حزب الله» و«النظام السوري»، أو أنهم لا يزالون بعيدين عن الحدود اللبنانية.
على الجهة السورية استمر «حزب الله» والنظام السوري في معركتهما ضد التنظيم في القلمون الغربي. ولا تزال تحظى معركة «فجر الجرود» بأولوية الاهتمامات لدى المسؤولين اللبنانيين، وقد استهل رئيس الجمهورية ميشال عون جلسة مجلس الوزراء بطلب الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش اللبناني الذين ارتقوا في معركة «فجر الجرود». وتحدث عن العملية العسكرية التي يخوضها الجيش، ووصفها بأنها ناجحة، و«الجيش أظهر فاعلية كبيرة، وحرر القسم الأكبر من الأراضي اللبنانية المحتلة، ولم تبق سوى مساحة صغيرة سيعمل الجيش على تحريرها في الوقت المناسب». وأضاف: «الجيش لقي دعما رسميا وشعبيا واسعا، والكل قال: إننا فخورون بالجيش، وهو فخور بما يقوم به»، مشددا على «ضرورة تأمين حاجات الجيش من العتاد والتجهيزات اللازمة».
من جهته، أطلع رئيس الحكومة سعد الحريري مجلس الوزراء على نتائج جولته على مواقع الجيش اللبناني عند الحدود الشرقية، أول من أمس، مشيدا «بالمعنويات العالية التي وجدها لدى العسكريين على مختلف رتبهم، والعمل الحرفي الكبير الذي قاموا به، والإنجازات التي حققوها، بحيث بات ينتشر الجيش اليوم في أماكن لم يسبق أن تواجد فيها».
وأكد الحريري أن «الجيش سيتمركز في كل الأماكن التي حررت من الإرهابيين، وستقام مراكز مراقبة وتحصينات يحدد الجيش حاجته على ضوئها، وعلينا أن نعمل كحكومة لتأمين هذه الحاجات».


مقالات ذات صلة

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا أفراد من جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

توقيف 3 متطرفين في ألمانيا للاشتباه بتخطيطهم لهجوم

أُوقِف 3 شبان يعتقد أنهم متطرفون بعد الاشتباه بتحضيرهم لهجوم في جنوب غربي ألمانيا، وفق ما أفادت به النيابة العامة والشرطة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)

قال الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية عبر خليج عدن أحبطتا هجوما شنته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة إكس إن الحوثيين أطلقوا عدة طائرات مسيرة وصاروخ كروز أثناء عبور السفن للخليج أمس الاثنين واليوم الثلاثاء. وأضافت "لم تسفر الهجمات الطائشة عن إصابات أو أضرار لأي سفن أو مدنيين أو البحرية الأميركية".

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن الجماعة استهدفت ثلاث سفن إمداد أميركية ومدمرتين أميركيتين مرافقتين لها في خليج عدن.