هل استغلت جماعة الإخوان المسلمين إصرار الشيخ حمد بن خليفة، أو الأمير الأب، على نشر الفوضى في العالم العربي من أجل توسيع نفوذه على مستوى المنطقة وهي بهذا تُجيّره لصالح مشاريعها دون أن يدري؟ أم أن الأمير الأب وجد في «الجماعة» مطية يحقق عبرها طموحاته السياسية التي تقوم على خلق الفوضى وتغيير الأنظمة؟ أو بشكل آخر: من يستغل من؟
في تقديري إنها ليست علاقة مريبة تلك التي تربط بين الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وجماعة الإخوان المسلمين.
لو كان بالإمكان بناء «جدار من نار» بيننا وبين بلاد فارس، لكنا بنيناه منذ زمن، وتلك كانت أمنية الفاروق في زمانه تجنبًا للفتن والمؤامرات والحروب. ذلك الجدار لم ولن يُبنى؛ فالجغرافيا أحيانًا كثيرة لعنة! إذ لا مفر من إيران كجار مزعج متغطرس لا يحيى إلا بإثارة الفتن في محيطه. لكن علاقات «حسن الجوار» قد لا تكون الأسلوب الأنسب مع جار يفسر هذا التعامل الأخلاقي كنوع من الإذعان له أو الخوف منه.. وسكوتنا الطويل على سلوكه وتدخلاته في المنطقة قاد إلى تكوين خلاياه العلنية والنائمة في العالم العربي، مما زاد من صفاقته وغروره.