نيكولاس كريستوف

الولايات المتحدة.. أرض القيود

نحب أن نتباهى بأن أميركا هي أرض الفرص، كما أن هناك دلائل تاريخية على ذلك. يا له من طموح جميل، تلك الرؤية التي جلبت والد روبيو إلى الولايات المتحدة، ووالدي كذلك. ومع ذلك فإنني أخشى أنه بحلول عام 2015 تحولنا إلى مجتمع جامد اجتماعيا، ذلك الذي فرّ منه أجدادنا، مكررين ذات الحواجز والفجوات الطبقية التي دفعت بالأوائل بعيدا.

الاتفاق النووي الإيراني لا يتعلق بالقنابل فقط

مع اقتراب المحادثات النووية الإيرانية من مضاعفة الوقت الإضافي، دعونا نتذكر أن المحادثات لا تدور حول أجهزة الطرد المركزية فحسب، بل حول إيجاد فرصة ما مع مرور الوقت لإعادة تنظيم منطقة الشرق الأوسط وإخراج إيران من عزلتها الحالية.

ناقد من معجبي أوباما

لعلني من الأميركيين القلائل الذين بقي لديهم شيء من التعاطف لسياسة الرئيس أوباما الخارجية ولكن عليّ مع ذلك الاعتراف بأن سياسته بشأن سوريا كانت فوضوية. وتحول «خطه الأحمر» الخاص بالأسلحة الكيماوية إلى ما يشبه الاقتراحات المكتوبة بالقلم الرصاص. وأدى رفضه لمقترح هيلاري كلينتون وديفيد بترايوس بتسليح أجنحة المعارضة السورية المعتدلة إلى تمكين «داعش» في كل من العراق وسوريا. وكان وصف أوباما لـ«داعش» «بلاعبي الاحتياط» سخيفا - وفاقم من ذلك محاولات البيت الأبيض إنكار قول أوباما لذلك.

غزة.. من على صواب ومن على خطأ؟

بينما تغزو القوات الإسرائيلية غزة مجددا ويرتفع عدد القتلى، تتشابه بعض الروايات التي يدلي بها أنصار كلا الجانبين بشكل غريب. ربما يكون قد حان الوقت لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة وسط الصواريخ التي تُقصف ذهابا وإيابا. على النقيض من ذلك، هذه الحرب يحظى فيها كلا الجانبين بقدر كبير من الحق.

أوباما وماكين والمالكي.. لوم مشترك لما يحدث في العراق

الفشل المفاجئ الذي حدث في العراق ليس خطأ الرئيس باراك أوباما، وليس خطأ الجمهوريين.. كلاهما يتحمل جزءا من المسؤولية، ولكن القدر الأكبر من الخطأ يقع على عاتق رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي. يشير البعض من اليسار إلى أن الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش يستحق اللوم، لأنه قام بغزو العراق في المقام الأول. في المقابل، يدفع السيناتور جون ماكين بأن البيت الأبيض يتحمل مثل تلك المسؤولية، حتى إنه يجب على الرئيس أوباما تغيير فريقه المختص بالأمن القومي. دعونا نتذكر أن العراق ليس قضية لكسب الدعم السياسي، بل دولة يقف شعبها البالغ 33 مليون نسمة على شفا كارثة.

التفرقة العنصرية الفظيعة في ميانمار

ظلت مينورا بيغم تعاني آلام المخاض لنحو 24 ساعة وجنينها عالق. ومما زاد الأمر سوءا أنه انقلب داخل رحمها وأخرج الجنين إحدى قدميه الدقيقتين إلى العالم في ولادة صعبة مع الجنين في وضع مقلوب تهدد حياة الاثنين. وتضع مينورا البالغة الثالثة والعشرين مولودها الأول وهي بحاجة ماسة إلى طبيب. لكن حكومة ميانمار حصرتها مع 1500 مواطن آخر فيما يشبه معسكرات الاعتقال خارج المدينة، ومنعت عمال الإغاثة من الدخول لتقديم المساعدة الطبية وتركتها تواجه مصيرها. مرحبا بكم في ميانمار حيث غمرت الجرائم ضد الإنسانية التي تستهدف أقلية الروهينغا المسلمة، التقدم الديمقراطي الهائل في هذا البلد البوذي.

أوكرانيا والدعم الأميركي

ذاق الشعب الأوكراني على مدى عقود مرارة الجوع والقهر والخوف على أيدي الروس، وفي ظل التحريض الروسي الراهن على عدم الاستقرار الذي قد يؤدي إلى الغزو وتقطيع أوصال شرق أوكرانيا، يقول كثير من الأوكرانيين الشجعان هنا إنهم يدركون ذلك وإنهم على استعداد «للذهاب لصيد الدب»، إذا ما تمكنوا من تسليح أنفسهم. وقد سألني متظاهر سابق يحدوه الأمل في ساحة الاستقلال في كييف، بين مجموعة من الحواجز المحترقة التي شهدت مقتل الكثير من الأوكرانيين خلال سعيهم لإسقاط حاكم فاسد في بداية العام الحالي: «هل هناك إمكانية لتوفير بعض المدافع الرشاشة أو بنادق القنص»؟ وأوضحت له أنني لا أملك أيا منهما.

التقدم في الحرب على الفقر

بلغت حرب أميركا على الفقر عامها الخمسين أخيرا، وخلص الكثير من الأفراد إلى النتيجة نفسها التي ذكرها الرئيس ريغان من قبل: «خضنا حربا ضد الفقر، وانتصر الفقر علينا». هذا الافتراض يمثل شكا صائبا في كوبونات الغذاء، والزيادات المحدودة في الأجور ومد إعانات البطالة. وقد نشر قارئ يدعى فرانك على صفحتي على «فيس بوك» رسالة قال فيها: «كل المساعدات الحكومية والإعانات في العالم لن تصنع آباء أفضل. هذا هو السبب في أن كل الأفكار التي تقدم بها اليسار، على الرغم مما تتسم به من نوايا طيبة، لم تنجح، وضاعت كل هذه المساعدات هباء». بيد أن نظرة فاحصة على الأدلة تشير إلى أن مثل هذا الرأي غير صحيح تماما.

كيف يمكن تكريم مانديلا بالشكل اللائق؟

يتسابق زعماء العالم ومن بينهم الرئيس باراك اوباما للفوز بفرصة الاحتفال بنيلسون مانديلا هذا الأسبوع، وهو الأمر الذي من المؤكد انه سيجعل مانديلا سعيداً.

لذلك يبقى مانديلا حيا

الحقيقة المفضلة لديّ عن الزعيم الراحل نيلسون مانديلا هي أنه دعا أحد سجانيه البيض السابقين والذي ساعد على سجنه لمدة 27 عاماً، الى حفل تنصيبه رئيسا لجمهورية جنوب افريقيا. كانت علامةً على شهامة ودفء مانديلا، وغياب نزعة الانتقام تماماً عنه كان السمة التي تميز بها مانديلا. هناك الكثير من المناضلين والمنشقين العظام، لكن قليلين منهم نجحوا في بلوغ مرتبة الزعيم الوطني. إن الصفات التي تميز المتمرد – الشجاعة الفجة والعناد بل وحتى عدم المعقولية - لا تصنع جميعها رئيساً عظيماً.