الشرق الأوسط

الشرق الأوسط

تونس ومصر..سنوات مهدرة

القواسم المشتركة بين التجربتين السياسيتين التونسية والمصرية عديدة. ففي البلدين انطلقت انتفاضات شعبية قادت إلى إسقاط النظام، ودشنت مرحلة من الطموحات بشأن المستقبل - وبعض الأوهام أيضا - ولكن من اللافت للنظر أن إقرار الدساتير استغرق سنوات ثلاث، شهد خلالها البلدان الكثير من أعمال العنف والقليل من الحوار. ولقد ضاعت على البلدين وشعبيهما ثلاث سنوات وسط غموض مصطلح «الدولة المدنية»، الذي اجتذب الشعبين التونسي والمصري، لكن من دون التعمق في أبعاده والاتفاق على تعريفه. فثمة فريق رأى أن «الدولة المدنية» هي نقيض «الدولة الأمنية أو العسكرية»، في حين اقتنع فريق آخر بأنه يعني شيئا آخر غير «الدولة الدينية».

مستقبل الطاقة في السعودية

دشنت المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للطاقة في العالم، مع بداية عام 2014.

مصر واستحقاق الدستور

بين الدول العربية التي داهمها قطار ما أطلق عليه «الربيع العربي» في 2011 كانت مصر تقريبا هي النموذج الأبرز الذي تمكنت فيه الدولة بتعريفها الشامل من الحفاظ على قدر من التماسك في وجه إعصار أدى إلى تلاشي أو انحسار الدولة كمظلة لكل المنتمين جغرافيا لسيادتها في دول أخرى، أو حتى تفككها بما تبع ذلك من تداعيات أفرزت ظواهر منازعة ميليشيات وتنظيمات لمفهوم السيادة. وبحكم الموقع المحوري، والتأثير الإقليمي والدولي، المكتسب من تاريخ طويل تأثر وأثر في ما حوله سياسيا وثقافيا وحضاريا، كان هناك قلق مشروع خارج مصر على تماسك الدولة المصرية، بسبب التقلبات والأزمات التي اتسمت بها الفترة من بعد 25 يناير (كانون الثاني

حصاد «الشرق الأوسط» في موسم 2013

قبل سنة بالتمام والكمال أطلّت «الشرق الأوسط» بافتتاحية تحمل توقيع «هيئة التحرير». وكانت الفكرة كما أشرنا في حينه إحداث «نقلة مهمّة في التعامل مع الأحداث المفصلية والأزمات المتطاولة، تتجاوز القراءة السريعة، وتعمد إلى المعالجة المعمّقة بشمولية وموضوعية». يومذاك سعينا إلى الإجابة عن سؤالين اثنين هما: لماذا بتوقيع «هيئة التحرير»؟ ولماذا افتتاحية أسبوعية؟ وأوضحنا الغاية من خلال نص تلك الافتتاحية.

القتل مستمر في لبنان: اغتيال وطن

عودة الاغتيالات السياسية إلى لبنان، من بوابة الوزير السابق الدكتور محمد شطح، تتخطى «تفصيل» الشخص، بصرف النظر عن أهميته ودوره، لتتعداه إلى ما هو أبعد من ذلك، أي محاولة «اغتيال وطن». لقد اختار المفجرون، مرة جديدة، أوقح الطرق للاغتيال.

لا أحد يحتاج حربا أهلية جديدة

بسبب ظروف الجغرافيا وتراكمات طويلة تاريخية فشلت أجيال ما بعد الاستقلال في مواجهتها، كان السودان تقريبا أقدم المشاكل العربية بحرب أهلية طويلة استمرت تقريبا ثلاثة عقود بين الشمال والجنوب، بخلاف الأزمات المختلفة وصراعات السلطة وانقلابات وتغيرات في الأنظمة، كلها جاءت بوعود براقة وانتهت والمواطن السوداني شمالا وجنوبا أسوأ حالا. وفي عام 2011، وهو عام الإعصار السياسي الذي ضرب العالم العربي وغير أنظمة في عدة جمهوريات عربية جرى سريان الاتفاقات التي أبرمت بين الشمال والجنوب بعد استفتاء في الجنوب أسفر عن انفصال السودانيين، مع ترتيبات تعاون بين الجمهوريتين الجديدتين وآمال بأن يكون هذا الترتيب الذي يشبه ال

من أجل اليمن

بلغ الإرهاب ذروة شأنه، إن كان للانحطاط ذرى، في الهجوم الوحشي المقزز على المستشفى العسكري في صنعاء. المناظر مبثوثة على كل الشاشات، وهي مذهلة، قطعان من الإرهابيين يطلقون النار على كل آدمي، ممرضة، مريضة، زائر، طبيب، صغير، كبير، بالرصاص الحي، وبالقنابل، وعن قرب، وجها لوجه، والقاتل يرى رمشة القتيل قبل فعلته، بلحظات. إنها مجزرة وحشية مروعة، تذكرنا بما يفعله شبيحة الأسد في سوريا، وإرهابيو داعش والنصرة من طرف آخر.

قمة الكويت وقمة الصراحة

غدا في الكويت، قمة جديدة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي. غدا تطرح الأسئلة الحقيقية على طاولة النقاش.

فوز دبي بـ«إكسبو» انتصار للطموح والعقلانية

ليس مستغربا أن يكون هناك هذا الشعور العربي العام بالفرح والابتهاج لدبي ودولة الإمارات، بفوزها بتنظيم أهم المعارض الدولية «إكسبو» في عام 2020 بعد منافسة مع مدن عالمية أخرى شهيرة، كما أنه من حق دبي أن تحتفل بهذا الفوز الذي يأتي ثمرة مشوار طويل من الإنجازات والتفرد في التجربة الاقتصادية والاستفادة من المكان. المكاسب على صعيد حركة الاقتصاد والأعمال والتجارة والسياحة كثيرة من تنظيم مثل هذا الحدث الدولي المهم الذي تتناوب عليه الدول منذ القرن التاسع عشر كل خمس سنوات، وارتبطت به مشاريع أصبحت معالم لمدنها مثل برج إيفل في باريس. والأرقام التي قدمت في توقعات المكاسب من تنظيم دورة المعرض سواء من خلال توقع.

لبنان أمام منعطف خطير

احتفل لبنان قبل بضعة أيام بالذكرى السنوية السبعين لاستقلاله، وهو استقلال ما عاد بإمكان المخلصين في لبنان سوى النظر إليه بقلق بالغ. وكان ملاحظا أن الاحتفالات اختصرت بعض الشيء لأن المناسبة جاءت في أعقاب تفجيرين إرهابيين هزا محيط السفارة الإيرانية في جنوب بيروت، ووسط أوضاع سياسية وأمنية ومعيشية مأزومة للغاية. بادئ ذي بدء، لا بد من التشديد على أن الإرهاب مرفوض تحت أي مبرر وفي أي ظرف من الظروف، وبخاصة أن العنف لا يستثير إلا العنف، والكراهية لا تنتج إلا الكراهية.