آيلين كوجامان

آيلين كوجامان
كاتبة معلقة ومحللة في التلفزيون التركي

الصورة التي أخطأ «الصحافيون المعارضون» في رسمها عن تركيا

«الصحافة المعارضة».. يا له من مصطلح! إنه الاسم المستعار الذي يجري إطلاقه على هذا الشكل المثير من الصحافة في تركيا. ويتمتع مصطلح «الصحافة المعارضة» بشعبية كبيرة، حيث إنه يمكن توجيه النقد بحرية للحكومات والمسؤولين والدول تحت مظلة ذلك المصطلح. ولا شك أن توجيه النقد لتلك الجهات من الأمور الجيدة والمهمة، غير أن الطريقة التي يجري اتباعها في توجيه النقد تبدو مختلفة تماما في هذه الحالة، حتى أنها تكون أقرب إلى قالب صحافة كشف الفضائح أو بالأحرى ما يسمى بـ«الصحافة الصفراء». وفي هذا النوع من الصحافة يجري تحديد هدف معين، ثم بعد ذلك يجري استغلال أي حدث كوسيلة للقضاء على ذلك الهدف.

تركيا.. المشكلة لا تكمن في الفساد

من المؤكد أن تركيا صار لديها مجددا أجندة حافلة بالأحداث هذا الأسبوع. فبعد استقالة ثلاثة وزراء وإجراء التعديل الوزاري والعملية الجديدة التي ألغاها رئيس النيابة في آخر لحظة، وتقديم الاستقالات من جانب أعضاء حزب العدالة والتنمية، يقول رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان: «إنني الوحيد المستهدف في هذه العملية».

ماذا يحدث في تركيا؟

تركيا لديها عرف ديمقراطي يعود إلى 90 عاما، لكنها تتقاسم مع منطقة الشرق الأوسط عرفا أوسع نطاقا، فحينما تتخذ تركيا خطوات تعزز من مكانتها، تصطدم تلك الخطوات على الفور بانقلابات أو اضطرابات داخلية. ورغم الكشف عن مدبري مثل هذه الأحداث، فإن ذلك لا يمنع من ظهور بعض الانتهازيين الذين يحاولون الاستفادة منها.

طفل متجمد في صندوق.. وعالم يحتفل بـ «حقوق الإنسان»

يحتفل العالم بيوم حقوق الإنسان كل عام في العاشر من ديسمبر (كانون الأول). وقد احتفل البعض بهذا اليوم: احتفل به الذين يتمتعون بحقوق الإنسان، واحتفل به أولئك القادرون على القتال من أجل حقوقهم، كما احتفل به الذين يستطيعون أن يرفعوا أصواتهم عاليا في وجه الحكومات للمطالبة بحقوقهم.

شعب سوريا يذرف الدموع

تحدث العالم عن أزمة إنسانية عندما شاهد حالات الموت المفاجئ للأطفال في الغوطة. تحدث الجميع علانية عن هذا الأمر، وأدان قادة القوى العظمى الحادث وأسرفوا في إطلاق التهديدات بالقيام بعمل عسكري ضد نظام دمشق. بيد أنه بمرور الوقت، خفتت هذه الأصوات وتراجعت القوى العظمى عن موقفها، ولم يعد هناك في أجنداتها ما يشير إلى هؤلاء الأطفال الذين قُتلوا أو الذين تعرضوا لمذبحة وحشية. وكان الشيء الوحيد الموجود في أجندتها هو الأسلحة الكيماوية.

هل من انحسار لهذه الآيديولوجيات؟

كان العالم في وقت من الأوقات موزعا بين قطبين: الكتلة الشيوعية والكتلة الإمبريالية التي اعتبرت الأولى تهديدا. وظن العالم أن التوازنات تغيرت عقب انهيار الشيوعية في روسيا. ومن المؤكد أن التوازنات طرأت عليها تغييرات، لكن هل انهارت الشيوعية فعليا؟ ومن أجل تحليل هذا الأمر، نحتاج للنظر إلى وضع القطبين في منطقة الشرق الأوسط بعد تغير النظام في روسيا.

مصر وتركيا.. سحابة صيف

«تركيا ومصر مثل نصفي تفاحة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط».. جاءت هذه الكلمات على لسان الرئيس التركي عبد الله غل، في بيانه الذي أصدره في أعقاب إعلان الخارجية المصرية أن السفير التركي في مصر «شخص غير مرغوب فيه» وطرده من مصر. وأكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على الأمر ذاته، مشددا أن «تركيا ومصر قوتان إقليميتان تتسم علاقاتهما بالاحترام المتبادل، ولن تؤثر مثل هذه الأحداث على الأواصر القوية لصداقتنا مع مصر». وأضاف أوغلو «أواصر الأخوة بين الشعب التركي والمصري أبدية». بيد أن طرد السفيرين كان مؤشرا واضحا على مدى الضعف الذي شاب العلاقات الثنائية بين البلدين. ولكن ماذا عن العلاقات الإنسانية؟

تركيا والعراق والأكراد

كنا نقول دائما لمن يصنفون تركيا، التي تنتهج سياسة تصفير المشكلات مع جيرانها، بـ«الرجل المعزول في الشرق الأوسط» إن هذه الحالة «وضع مؤقت، فالأحلام العظيمة لا تتحقق من دون مواجهة الصعاب»، وعلى وجه الخصوص في خضم ربيع العنف الذي نشهده حاليا في منطقة الشرق الأوسط. هناك ثمن باهظ سنضطر إلى تكبده بسبب المشكلات مع دول الجوار، فقد عزز الصراع التركي - السوري من قوة تنظيم القاعدة وحزب الاتحاد الديمقراطي على الحدود، بينما تسبب النزاع التركي - العراقي في حدوث مواجهات بين السنة والعراق في العراق الذي يسوده الاضطراب بالفعل.

ميانمار.. ماذا نتوقع من القوى العظمى؟

«تعرض قارب آخر للغرق في ميانمار، أسفر عن وفاة 70 شخصا وفقدان العشرات»، كان هذا تقريرا منشورا في الهوامش الجانبية في بعض الصحف اليومية الأسبوع الماضي. كان هذا خبرا مألوفا، وربما لا يُعتبر خبرا ذا أهمية، فالقوارب دائما ما تغرق في ميانمار. وكم عدد الأشخاص الذين يعرفون السبب الذي يهرب منه هؤلاء الناس، والمكان الذي سيتوجهون إليه، ولماذا تهيمن عليهم هذه الحالة من البؤس والشقاء وهم على متن تلك القوارب البدائية؟ يتعرض مسلمو ميانمار للنسيان والتهميش، للاضطهاد على يد الحكم العسكري منذ عام 1962. ويتعرضون لسياسة ممنهجة للتطهير العرقي منذ عام 2012، عبر القتل أو التهجير القسري خارج البلاد.

رسالة إلى أميركا

كان هدف أميركا في بداية القرن العشرين السيطرة على العالم، وانتزاعه من براثن أوروبا التي اعتادت استغلال الدول الضعيفة لتكون هي القوة المسيطرة الوحيدة. تلك الخطط التي بدأت في بداية القرن العشرين، عندما راودت الولايات المتحدة أحلام الإمبراطورية للمرة الأولى، سعت إلى الكمال. وكان هدف الولايات المتحدة الحقيقي بعد الحرب العالمية الثانية هو الشرق الأوسط، الذي كان مقسما إلى دويلات صغيرة يمكن استغلالها، ودعم حكومات موالية لها، وتحولت إلى دول أشبه برجال درك يرفعون تقارير عما يجري في المنطقة.