عادل بن حمزة

عادل بن حمزة

هل يصلح الدستور ما أفسدته السياسة في تونس؟

سيظل تاريخ الأحد 26 يناير(كانون الثاني) 2014 راسخا في تاريخ تونس الحديث وفي ذاكرة التونسيين، فكما كان تاريخ 14 يناير 2011 لحظة مفصلية بعد مغادرة زين العابدين بن علي السلطة، فإن ليلة الأحد الماضي يمكن عدها فرصة جديدة لتونس والتونسيين من أجل تدارك الشعارات والأحلام التي جرى إطلاقها فيما سمي ثورة الياسمين..

ثورات بلا مجد

خلد التونسيون قبل أيام، الذكرى الثالثة لثورة الياسمين كما لا يتوقع أن تخلد الذكريات المجيدة، لقد اختاروا أن يبعثوا برسالة للنخب السياسية الجديدة وللعالم، مفادها أن لا شيء تغير تحت الشمس، وكانت أقوى الاحتجاجات المخلدة للذكرى، هي تلك التي احتضنتها مدينة سيدي بوزيد الصغيرة، مهد الشرارة الأولى لما عرفته تونس من تحول، عندما أحرق محمد البوعزيزي نفسه وقدم على أنه ملهم الثورات العربية. الحقيقة أن ما سمي ثورات الربيع العربي لم تكن في جزء كبير منها سوى حلقات متأخرة من سلسلة ثورات شهدتها بعض بلدان أوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، نفس السيناريو ونفس الشعارات وبنفس أسلوب التواصل، إنه عصر

الاتحاد المغاربي.. أي ثمن للغياب؟

تبدو منطقة المغرب العربي وكأنها خارج التاريخ، ففي الوقت الذي تتطور فيه الاتحادات الإقليمية بجوارها وقريبا منها، ما زالت هذه المنطقة تغط في سبات الحرب الباردة، وتلعب بعض دولها أدوارا على خشبة مسرح هجره الجميع..

أسئلة الربيع والديمقراطية

لم نتمكن إلى اليوم من التقاط الأنفاس من أجل فهم واستيعاب ما يجري في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط منذ سنتين ونصف سنة، إذ بعيدا عن القراءة الإخبارية المثقلة بالبروبغندا وقلة المهنية، وخطابات الفاعلين في الأحداث التي تميل بصفة تلقائية نحو تمجيد الذات، ما زال الفكر السياسي الحديث لم يبلور وجهة نظر متكاملة قادرة على تفسير هذه الظاهرة، من دون أن يشيطنها من جهة، وفي نفس الوقت لا يقدمها في إطار أسطوري يضفي عليها طابعا من القداسة من جهة أخرى، فاستمرار الأحداث وتفاعلها إلى اليوم، يجعل من الصعب تقديم تفسير متكامل ونهائي لكل ما عرفته بلدان ما يسمى بالربيع العربي. كانت البداية من حيث لم يتوقع أحد، تمام