زهير الحارثي

زهير الحارثي
كاتب وبرلماني سعودي. كان عضواً في مجلس الشورى السعودي، وكان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية، وقبلها كان عضواً في مجلس «هيئة حقوق الإنسان السعودية» والناطق الرسمي باسمها. حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة القانون من جامعة كِنت - كانتربري في بريطانيا. وهو حالياً عضو في مجلس أمناء «مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني». عمل في النيابة العامة السعودية إلى أن أصبح رئيساً لدائرة تحقيق وادعاء عام. مارس الكتابة الصحافية منذ نحو 3 عقود.

الخطاب المؤدلج... عندما تكون للأجندة فيه نصيب!

قبل بضع سنوات خرج أحد المشايخ السعوديين معتذراً للسعوديين عما اقترفته «الصحوة» في حق المجتمع، معترفاً بالأخطاء التي ارتُكبت، وهي شجاعة وبادرة جريئة لافتة تحسب له بغض النظر عن أي شيء آخر. كان الأمير خالد الفيصل من أوائل من حذّروا من خطورة هذا الفكر؛ فقبل أكثر من عقدين حذّر من التطرف الديني في زمن الصحوة. الأمير لم يكن يتحدث من فراغ؛ فالأمر جلل بكل تأكيد ولم يكن بعيداً عن الساحة وهو المثقف الفطن، لا سيما أن ثمة مناطق آنذاك كانت معقلاً لإنتاج هذا الخطاب المتشدد عبر رموز وقيادات صحوية استغلت البيئة المحافظة لزرع آيديولوجيتها.

إرهاب «داعش» هدمٌ للتعايش... يا تُرى مَن المستفيد؟

مشاهد ظلامية وسوداوية طفت على السطح في الفترة الماضية وعادت بنا إلى شريط ذكريات مزعج ومحزن ومؤلم. ما حدث في سجن الحسكة السورية، والهجوم على أفراد من الجيش العراقي في ديالى العراقية، مؤشر خطير ويبعث على القلق والخشية من وجود عناصر نشطة وفاعلة لتنظيم «داعش» في سوريا والعراق. انبعاث الحركات الراديكالية من جديد يثير تساؤلات حول حقيقة نموها ونشاطها وهل بإمكانها أن تعود للتنفس من دون دعم خارجي؟ وهل فعلاً هناك أطراف ترى في عودة هذه الجماعات مصلحة لها وتحقيقاً لأجندتها الخفية؟ ليس سراً أن الاستفادة من هكذا جماعات تسهم في بعثرة الأوراق وتؤثر على مسار أولويات المجتمع الدولي في التعاطي مع ملفات المنطقة.

الإمارات وهجمات الحوثي: ما الذي تريده إيران؟

استهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي من الجماعة الحوثية المدعومة إيرانياً، عمل إرهابي جبان ويجسّد حدثاً مفصلياً في تركيبة الأزمة اليمنية علاوة على طبيعة وأبعاد الصراع، بدليل الاتجاه نحو التصعيد والتأزيم، ويبقى السؤال المطروح: ما الذي تهدف إليه السلطة الإيرانية من هكذا سلوكيات وعلى من تعوّل؟ العمل الإرهابي المرفوض كشف لنا وبوضوح وحدة الصف والموقف بين السعودية والإمارات وأن حرب اليمن هي حربهما ضد قوى الشر والفوضى وميليشيات الإرهاب. كثيرون في العالم يرون الإمارات دولة سلام وحضارة ونموذجاً يحتذى ورقماً لا يمكن تجاوزه في المنطقة، وبالتالي يتساءلون عن سبب الهجوم عليها أو استهدافها أو تشويه منجزاتها.

الغرب وحقوق الإنسان: القصة التي لن تنتهي

لا أحد ينكر أن تركيبة النظام الغربي لافتة، خصوصاً في جانب التوازن والفصل، وأعني بهذا طبيعة النظام المؤسسي واستقلالية السلطات والنزوع إلى الشفافية والمكاشفة في ظل نظام مُقنن، إلا أن هذا لا يعني أنه - أي الغرب - يمتلك الحقيقة المطلقة أو الوصاية على الآخرين، كما أن التميز الذي يعيشه ويحظى به يجب ألا يعطياه ذلك الإحساس الذي يشعِره بالفوقية ويجعله يعيش حالة من الشوفينية، وتحديداً في جانبه الحقوقي والإعلامي. العدالة، وعبر التاريخ ومنذ المجتمعات البدائية لا تزال تشكل هاجساً مهيمناً على الوعي الاجتماعي، حيث قناعة الضمير وراحة الذات.

حزب فوق الدولة... حزب دمر لبنان!

خيانة الوطن تصنف كأبشع سلوك بشري ليس لكونه فعلاً مجرماً فحسب، بل لأنه أيضاً فعل قاتل يصعب وصفه واستيعابه لأنه طعنة في الظهر وأسلوب دنيء ولئيم قذر لا يمكن تبريره. حزب في لبنان الجريح يجسد هذا السلوك وبامتياز ويقوده شخص أعلن على الملأ أنه ينتمي لنظام طهران. قبل أيام خرج علينا الأمين العام لهذا الحزب بحديث معيب واعتدنا منه أنه يهذي ويهرف بما لا يعرف، وفي كل مرة يتجاوز كل الخطوط فيما يتعلق بعلاقات لبنان مع السعودية ودول الخليج، ويحرج بلاده وقياداتها في أمور سخيفة وتافهة، ولكن كل إناء بما فيه ينضح كما يقال.

العام الجديد... شيء من الأمنيات وكثير من التحديات!

عام جديد ندخله اليوم واعتدنا منه أنه يأخذنا إلى دائرة التوقعات والتكنهات والتخمينات. هذه طبيعة النفس البشرية؛ تعيش حاضرها، ولكنها ترنو إلى معرفة المجهول والماورائيات. مرهقة هذه المشاعر والأحاسيس التي تلفنا عند بداية كل عام جديد، وخصوصاً منذ أن غزت متحورات «كورونا» كوكب الأرض. لا يزال الفيروس مرعباً ومهدداً، ولا يلبث أن يتشكل باستمرار، فلا يكل ولا يمل في حصد الأرواح، ورغم وجود اللقاحات لا يزال المتحور المتلون المخيف يكرس المعاناة القاسية لشعوب الأرض. ضحايا وعدوى وقلق وذعر وإجراءات احترازية وتداعيات كبيرة اقتصادية واجتماعية ونفسية لا تلبث أن تطفو حيناً وإن غابت أحياناً أخرى.

بين هيبة الدولة وثقافة الرفض والمزايدات!

الدول لا يمكن لها أن تنشأ وتنمو من دون رؤية حضارية وعصرية وحداثة فكر وسلوك؛ لأن مضامينها هي التي تحدد تقدم المجتمعات أو تأخرها، ولذا فالحداثة تعني تحديداً التقدم والتطور ومواكبة جديد العالم والتناغم معه من دون أن يعني ذلك الانسلاخ مما تملك من موروث أو هوية أو تاريخ. الحقيقة أن هذا المناخ هو ما تجسده سعودية اليوم.

دول الخليج ومصر: المصالح العليا والأمن القومي العربي

المشهد الخليجي في الأيام الفائتة كان مبهجاً ومفرحاً لأهل الخليج، ولكننا لا نستبعد أنه في الوقت ذاته كان مزعجاً وغير مريح لأطراف ودول في المنطقة كونها لا تميل لهكذا تقارب بين الإخوة الأشقاء. الأسبوع الماضي لم يكن أسبوعاً عادياً، بل كان متدفقاً بالأحداث والأيام الخليجية اللافتة التي حضرت فيها الإرادة السياسية وبامتياز..

جولة ولي العهد: الروح الجديدة في الخليج!

«دول الجوار مهمة لنهضتنا» هكذا قال الأمير محمد بن سلمان، وفي تقديري العبارة تمثل العنوان العريض لجولة ولي العهد السعودي، حيث دعم الاستقرار والتنمية وتنسيق المواقف، ما يعني تكريس بناء منظومة العمل الخليجي. جولة الأمير، أو قل جولة ترتيب البيت الخليجي، عززت الثقل الذي يحظى به مجلس دول التعاون الخليجي في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد قمة العُلا وتنفيذ مستهدفاتها.

ماكرون في السعودية: حلحلة قضايا المنطقة!

طبيعي أن تترقب الأوساط الإقليمية، بشكل عام، نتائج الجهود السعودية الفرنسية الرامية إلى حلحلة الكثير من القضايا المعلقة في المنطقة.