زهير الحارثي
كاتب وبرلماني سعودي. كان عضواً في مجلس الشورى السعودي، وكان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية، وقبلها كان عضواً في مجلس «هيئة حقوق الإنسان السعودية» والناطق الرسمي باسمها. حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة القانون من جامعة كِنت - كانتربري في بريطانيا. وهو حالياً عضو في مجلس أمناء «مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني». عمل في النيابة العامة السعودية إلى أن أصبح رئيساً لدائرة تحقيق وادعاء عام. مارس الكتابة الصحافية منذ نحو 3 عقود.

في الدولة والمجتمع... برميل البارود الذي انفجر!

تشهد دول عربية مماحكات وصراعات واشتباكات داخل نسيجها المجتمعي، وأقصد هنا السلطة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني. معادلة معقدة لا في تركيبتها ولا في تفكيكها لأن النتيجة خسائر في خسائر في كل الأحوال. وانظر لما يجري في اليمن وما صنعه الحوثي مروراً بالعراق ولبنان وليبيا وتداعيات التدخل الخارجي، ناهيك عن المواجهة والتصعيد في تونس والسودان، فالمشاهد التي نراها يومياً كافية لندرك مدى انتشار هذا الخطر المريع. كنا نقول إن المنطقة بأسرها ترقد على برميل بارود يوشك أن ينفجر في أي لحظة. ولكن الانفجارات قد بدأت فعلاً مهددة السلم الأهلي في تلك الدول وغيرها.

الطيب ولوبان... بين ضرورة التسامح وكارثة التعصب!

يبدو أننا نعيش اليوم في عالمنا العربي حالة من اليقظة الفكرية إزاء الخطاب الديني والموروث والعلاقة ما بين الأديان ونحن والآخر...

في الفضاء المدني... ضرورة وليست ترفاً!

لخلق تناغم بين المجتمعات والحكومات في العالم العربي، فإنه يكمن في الفضاء المدني وجمعياته ومؤسساته، وليس من الحيز السياسي وتنظيماته وتعقيداته.

هل يعود لبنان للحضن العربي؟

بين معاناة الشعب اللبناني المعيشية اليومية القاسية وحالة الإحباط واليأس والحزن التي ألمّت به، وبين أخبار الانتخابات والاستحقاقات القادمة، وقصة الثلث الضامن والثلث المعطل في الحكومة، وأفلام الرعب لـ«حزب الله» حول منع وتقييد سلاحه وخطابات التهديد والترويع والترهيب، يدور لبنان في حلقة مفرغة، حيث لا أمل في الخروج من هذا النفق المظلم الذي ازداد طولاً وعمقاً مع هيمنة «حزب الله» على كل شيء، علاوة على تدخلات إيران ومس السيادة اللبنانية ومصادرة قرارها السياسي.

حديث الأمير والمواطنة واللغة الجديدة

ذات يوم وقف رجل أنيق الهندام أمام سقراط متباهياً ومفاخراً بمظهره، فقال له الفيلسوف الشهير: تكلم حتى أراك. وكأنه يقول إن قيمتك ومكانتك تكمنان في فكرك وعقلك، فالعبرة ليست بالمظهر والشكل، وإنما بالمضمون والهيكل. عندما تتم التفرقة أو الازدراء أو التفضيل بسبب الجنس أو المذهب، اللون أو العرق، فإن ذلك يعني تعصباً وانتقاصاً بقيمة هذا الإنسان وانتهاكاً لحقوقه وضرباً لقيمة العدالة، ما يعني أنها وبصراحة عنصرية بغيضة ترسخ مفهوم التمييز بين الناس.

الإسلاموفوبيا والتعايش: احترام الآخر فكراً وعقيدة وثقافة

خطوة لافتة تستحق الاهتمام تلك التي اتخذتها واعتمدتها الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بإصدارها قراراً بالإجماع يعتبر 15 مارس (آذار) من كل عام «يوماً لمكافحة الإسلاموفوبيا» أو ما يُسمى «رهاب الإسلام». كان من المهم أن يصدر هكذا قرار من المنظمة الدولية الأم لأنه يحمل في جعبته رسائل إيجابية عدة، وإنْ كان الأمر يتطلب أيضاً في تقديري دراسة معمقة تتناول محاولة فهم أسباب التحريض والكراهية والصدام بين أتباع الأديان والثقافات، وهذا عمل الساسة والمنظمات المعنية ولا بد من إرادة جادة للتعاطي معها. التطرف البغيض سبق أن أطل بوجهه القبيح في منطقتنا فعادى أتباع الديانات الأخرى وقتل أبرياء،

السيسي في الرياض... تكريس النظام العربي الإقليمي!

المشهد العربي الراهن يؤكد المرة تلو الأخرى مروره بانتكاسات متوالية تعكس طبيعته وبامتياز؛ فالواقع يقول بأن المشكلات العربية مزمنة وبمرور الوقت تزداد تعقيداً وصعوبة، بدليل إشكالية إدارة الأزمات/ التحالفات، سواء داخل المحيط العربي أو في النطاقين الإقليمي والدولي.

صراع القوى... الحرب التي لم تعد باردة!

الواضح أن رياحاً سيئة تهب على العالم وهناك تدهور متسارع في العلاقات الأميركية – الروسية؛ مما سيلقي بظلاله على أزمات العالم الشائكة. يبدو أن القصة كلها التي يعيشها العالم اليوم تدور حول تعزيز مساحات النفوذ والقطبية الواحدة والكرامة ورد الاعتبار وإعادة صفحات التاريخ المرصعة بالأمجاد. الصراع الذي نشهده اليوم ليس بالضرورة هو الحقيقة الكاملة، بل لعلها عناوين لحقائق ليست مكشوفة.

خريطة طريق للبنان... الدعم والحضن العربي!

خلال مؤتمر ميونيخ للأمن سئل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عن الأزمة اللبنانية، وكان لافتاً في إجابته الموضوعية والعقلانية، واضعاً النقاط على الحروف وواصفاً واقع الحال وما الذي يمكن القيام به ليتجاوز لبنان محنته. قال الوزير إن على لبنان أن يقدم إشارات أقوى على جديته في الإصلاح من أجل الحصول على دعم المجتمع الدولي بينما يواجه أزمة مالية. وأضاف أن «لبنان يحتاج أولاً إلى التحرك بهمّة لإنقاذ نفسه...

الحروب والبشرية والعالم... الانتكاسة الجديدة

حديث العالم اليوم يدور حول ما يجري عند الحدود الروسية - الأوكرانية. وبعيداً عمّا يُطرح من أنها حرب نفسية أو تضليل غربي أو خداع روسي أو تهويل إعلامي... إلخ، كل هذا لا يسترعي الانتباه بقدر ما أن المهم ما هو كائن وماثل على الأرض كالقوات الروسية مثلاً المنتشرة على أطراف الحدود الأوكرانية. ثمة تساؤلات موجعة مطروحة في خضم هذا القلق المتصاعد. هل أصبحت الحرب هي الحل للصراعات والنزاعات ما بين الدول؟ وبعد ما شهدته البشرية من حروب وكوارث ومآسٍ ومعاناة وألم ودمار فهل يدور بخلد أي دولة في عالمنا تكرار التجربة المرعبة والتورط في حرب كونية؟