توماس فريدمان

توماس فريدمان

ما لم يقله نتنياهو

الآن، ومع عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (السيد بيبي) لقضيته حول إيران أمام الكونغرس، ومع أجواء السيرك الدولي المنصوب حولها، دعونا نطرح سؤالا جادا: ما هي مصلحة الولايات المتحدة في عقد اتفاق مع إيران؟ وذلك لأن مصالحنا ومصالح إسرائيل ليست دائما على خط الاتساق ذاته. فما هو الحد الأدنى المطلوب لتلبية أو للوفاء بمصالحنا؟ وكيف يمكننا موازنة الانتقادات الموجهة لسياساتنا من نتنياهو الجاد للغاية في مقابل انتقادات نتنياهو الساخر للغاية؟

سنظل دائما أميركيين

لماذا يقف الناس في صفوف من أجل القدوم إلى هذا البلد؟ لماذا يشيدون قوارب من صناديق الحليب الكرتونية من أجل الإبحار إلى هنا؟ لماذا يثقون بدبلوماسيينا وجنودنا على نحو لا يحدث مع أي دولة أخرى؟ ذلك لأننا منارة للفرص والحرية، وكذلك لأن هؤلاء الأجانب يعرفون في قرارة أنفسهم أننا نقوم بالأشياء بشكل مختلف عن القوى الكبرى الأخرى على مدار التاريخ. من الأشياء العظيمة التي قمنا بها، انتخابنا رجلا أسود، كان جده مسلما، ليكون رئيسا لنا بعد تعرضنا لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001.

الظلام الإعلامي في العراق وسوريا

صاحب سيطرة تنظيم «داعش» الوحشية على مساحات واسعة من العراق وسوريا عمليات اختطاف وقطع رؤوس للصحافيين. وعليه، أصبح دخول أي صحافي غربي للمناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» اليوم ينطوي على مخاطرة بحياته في كل ثانية. وبذلك نجد الآن أن الولايات المتحدة تشارك في أول حرب طويلة الأمد داخل الشرق الأوسط في العصر الحديث، من دون أن يتمكن المراسلون والمصورون الأميركيون من تغطية الأحداث بصورة مباشرة ويومية.

لغز العراق الموحد وسوريا الموحدة!

يدور حديث كثير حاليا حول تعاون الولايات المتحدة مع إيران من أجل دحر ائتلاف المسلحين السنة الذين استولوا على مدينة الموصل وغيرها من المدن السنية غرب العراق وسوريا. بالنسبة للوقت الحالي من رأيي البقاء خارج هذا القتال - ليس لأن هذا هو الخيار الأفضل ولكن لأنه الأقل سوءا. فما السياق الذي سنتدخل به؟ العراق وسوريا توأمان: مجتمعات متعددة الأعراق والطوائف حُكمت كشأن بقية الدول العربية من القمة إلى ما دون ذلك. أولا بقبضة العثمانيين الناعمة الذين حكموا من خلال شخصيات محلية مرموقة بطريقة غير مركزية، ثم بالقبضة الحديدية للقوى الاستعمارية البريطانية والفرنسية وأخيرا بالقبضة الحديدية للديكتاتوريين الوطنيين.

من يؤثر على من؟

في بعض الأحيان ينم أبسط الأسئلة عن أضخم الحقائق، وهو ما حدث عندما حضرت اجتماعا مع بعض ناشطي ميدان الحرية هنا في كييف، الأسبوع الماضي. وكنا نتحدث عن إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن أوكرانيا كانت جزءا من محيط نفوذ روسيا التقليدي ومنطقتها العازلة مع الغرب، ومن ثم ينبغي على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إبعاد أيديهما عنها. خلال اللقاء انفجر الصحافي الأوكراني فيتال سيتش غاضبا متسائلا: «هل سألنا أي شخص عما إذا كنا نرغب في أن نكون جزءا من منطقته العازلة؟». كان سؤال سيتش صائبا فيما طرحه هنا.

لعب الهوكي مع بوتين

لعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعبة استعراضية للهوكي قبيل دورة ألعاب سوتشي الأولمبية بقليل هناك. ومن الواضح أنه كان في حالة إحماء لاستيلائه على شبه جزيرة القرم. ولم ينل بوتين إعجابي كلاعب شطرنج بالمصطلحات الجيوسياسية، وهو يفضل لعبة الهوكي من دون حكم، وبذلك يكون التدافع بالأكواع والتعثر وتفحص جسم الخصم جميعه مسموحا. لا تذهب أبدا لتلعب الهوكي مع بوتين وأنت تتوقع أن تلعب وفق قواعد لمس الكرة في كرة القدم. وما الصراع حول أوكرانيا سوى لعبة هوكي من دون حكم، فإن أردنا أن نلعب نحن والأوروبيون ومناصرو الغرب من الأوكرانيين، فعلينا أن نكون جادين.

بوتين وقوانين الجاذبية

من بين الأمور التي تعلمتها خلال تغطيتي لأحداث الشرق الأوسط على مدار سنوات عديدة، هو أن هناك (صباح اليوم التالي)، وبعد صباح اليوم التالي، سيأتي صباح يوم تالٍ، واحذروا الخلط بينهما. ففي صباح اليوم الذي يلي حدثا ضخما يسارع فيه السذج إلى الإعلان عن أن انتصار أو هزيمة شخص ما في معركة واحدة سيغير كل شيء إلى الأبد.

لا تفعل شيئا.. الزم مكانك

في ضوء تذمر روسيا نتيجة لسقوط حليفتها الحالية أوكرانيا واستمرارها في حماية حليفها الحالي الذي يرتكب أعمال قتل في سوريا، يمكننا أن نقول الكثير بشأن عودتنا إلى الحرب الباردة، وأن فريق أوباما لا يحمي مصالحنا أو أصدقاءنا. إنني لا أوافق على هذا الأمر، ولا أعتقد أن زمن الحرب الباردة قد عاد. ففي الواقع أن علم السياسة الجغرافية في الوقت الراهن يتسم بالمزيد من الإثارة بشكل أكثر من ذلك. ولا أرى أن حذر الرئيس أوباما في غير محله بالشكل الكامل. كانت الحرب الباردة حدثا فريدا بين قوتين عالميتين تحمل كل منهما آيديولوجيا عالمية، وتتمترس كل منهما خلف ترسانة نووية، وتقف من ورائهما تحالفات واسعة.

الانتفاضة الثالثة

تساءلت لوهلة لماذا لم تحدث انتفاضة ثالثة؟ أي لماذا لم تحدث انتفاضة فلسطينية أخرى في الضفة الغربية؟ وكانت الانتفاضة الأولى هي التي ساعدت في دفع عملية أوسلو للسلام، والانتفاضة الثانية مع المزيد من الذخيرة الحية من الجانب الإسرائيلي والتفجيرات الانتحارية من الجانب الفلسطيني أدت إلى انهيار اتفاقية أوسلو. هناك عدة تفسيرات من الجانب الفلسطيني: أنهم فقراء للغاية، منقسمون للغاية، منهكون للغاية. أو أنهم أدركوا في نهاية الأمر أن هذه الانتفاضات تضرهم أكثر مما تنفعهم لا سيما الانتفاضة الثانية. لكن بحكم وجودي هنا فمن الواضح أن الانتفاضة الثالثة في الطريق.

ويكيليكس.. الجفاف وسوريا

في سبعينات القرن الماضي، حصلت على شهادتي البكالوريوس والماجستير في دراسات الشرق الأوسط الحديثة، وأستطيع أن أؤكد أنه لم يحدث في أي وقت من الأوقات أن صادفت قضايا مناخية أو بيئية في المناهج التي كنت أدرسها. أما اليوم، فلا يمكن للمرء أن يفهم الانتفاضات التي تشتعل في المنطقة العربية أو حتى الحلول التي يعرضونها للخروج من مشكلاتهم من دون أن يأخذ الضغوط البيئية والمناخية والسكانية في الاعتبار. خلال الفترة الماضية، كنت ضيفا في أحد الأفلام الوثائقية التي تعدها إحدى قنوات شبكة «شوتايم» والذي سيجري عرضه في أبريل (نيسان) المقبل.