توماس فريدمان

توماس فريدمان

هل مواقع التواصل الاجتماعي مخربة أم بنّاءة؟

على مدار السنوات القليلة الماضية شاهدنا عددا من الثورات التي أشعلها «فيسبوك»، بدءا من ثورات الربيع العربي، مرورا باحتلال «وول ستريت»، وميادين إسطنبول إلى كييف وهونغ كونغ، ثورات استمدت وقودها الأساسي من مواقع التواصل الاجتماعي. لكن بمجرد انقشاع الغبار، فشلت كل تلك الثورات في بناء أي كيان سياسي مستدام، وبسبب تعدد الأصوات المرتفعة، أصبح تكوين كيان واحد أمرا مستحيلا. سؤال: هل اتضح أن مواقع التواصل الاجتماعي نجحت فقط في تحطيم الأشياء لا في بنائها؟ مؤخرا أجاب صوت مهم على هذا السؤال بـ«نعم» كبيرة.

الأصدقاء واللاجئون المحتاجون

يدخل الرئيس باراك أوباما، الذي يقضي عامه الأخير في البيت الأبيض، في حالة الإرث التاريخي. ولدى الرجل الكثير ليفخر به. ولكن إذا أراد لإنجازاته التاريخية أن يصيبها عكر السياسة الخارجية، فسوف يقضي آخر عام له في الرئاسة مضاعفًا من جهوده لاحتواء أزمة لاجئي الشرق الأوسط قبل أن تتحول من مشكلة إنسانية عملاقة إلى مشكلة جيوستراتيجية عملاقة تتحطم على صخورها العلاقة مع أهم حلفاء أميركا على الإطلاق: الاتحاد الأوروبي. أعلم أن وضع الاتحاد الأوروبي في صدارة مقال منشور في الولايات المتحدة هو بمثابة لافتة «لا تقرأ هذا الخبر». وربما أدعوه باسم «اتحاد ترامب الأوروبي» حتى ينتشر سريعًا.

ماذا لو...؟

ادعوني للحديث عن عالم اليوم ولسوف أفسد، وبشكل جيد، أي حفل عشاء أحضره.

أنت لست أميركيًا يا أخي

كنت في الكويت، منذ أسبوعين، للمشاركة في ندوة صندوق النقد الدولي للمعلمين العرب. ولقد ناقشنا، لمدة 30 دقيقة، تأثير اتجاهات التكنولوجيا على التعليم في منطقة الشرق الأوسط. ثم رفع أحد مسؤولي التعليم المصريين يده وطلب أن يطرح عليَّ سؤالا شخصيا: «لقد سمعت دونالد ترامب يقول إننا بحاجة إلى إغلاق المساجد في الولايات المتحدة»، كما قال ببالغ الحزن والأسى. «فهل ذلك ما نريد لأطفالنا أن يتعلموه؟». حاولت أن أؤكد له أن ترامب لن يكون رئيسنا القادم، وأن الالتزام الأميركي بالتعددية هو التزام قديم وأصيل. ولكن ذلك اللقاء كان بمثابة تذكير بأن ما بدأ في ولاية أيوا يجد صداه، هنا في الكويت، بعد خمس دقائق فحسب.

احتراق الأصول.. دونالد ترامب نموذجًا

تقول القاعدة العسكرية، إنه عندما يعمد خصومك الجيوسياسيون الرئيسيون إلى أذية أنفسهم، فما عليك إلا الرجوع إلى الوراء والمشاهدة والاستمتاع بالعرض. غير أنني لا أشعر بالراحة وأنا أرى الصين تحرق الأموال، وروسيا تحرق الغذاء، نظرا لطبيعة العالم المتداخل الذي نعيش فيه ونتأثر به. كما أني لا أرى بهجة في ذلك، لأننا كأميركيين، بدأنا أيضا في حرق أهم مصادر الميزات التنافسية لدينا - ألا وهي التعددية.

أسخن بقاع العالم

ذلك هو رهاني حول مستقبل العلاقات السنية، الشيعية، العربية، التركية، الكردية: إذا لم يعملوا على إنهاء صراعاتهم المستمرة منذ فترة طويلة، فسوف تعمل الطبيعة على الوقوف ضدهم جميعًا إذا لم يعالجوا مشكلاتهم.

لو كنت إسرائيليًا!

سألت نفسي سؤالاً إثر حالة الجدل الدائرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل إزاء الاتفاق النووي مع إيران: كيف أنظر إلى ذلك الاتفاق إذا ما كنت بقالاً، أو جنرالاً إسرائيليًا، أو رئيسًا لوزراء إسرائيل؟ إذا ما كنت بقالاً إسرائيليًا، أتابع أنباء ذلك الاتفاق عبر المذياع، فلسوف أبغضه لأنه يكرس حق إيران في تخصيب اليورانيوم، وحيث إن إيران التمست سبيل الغش من أجل توسيع قدراتها في ذلك، حتى رغم توقيعها على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

كيف نهزم البرمجيات؟

إليكم إحصاءات مثيرة للاهتمام مصدرها استطلاع خاص بالعمل، أجراه موقع «بيرنينغ غلاس» عام 2014. وأظهر الاستطلاع أن 65 في المائة من إعلانات الوظائف الجديدة، التي تطلب سكرتيرًا أو مساعدًا تنفيذيًا، تشترط أن يكون حاصلاً على شهادة البكالوريوس، في حين أن «19 في المائة فقط من الذين يشغلون هذه الوظائف حاليًا، هم من يحملون هذه الشهادة». ويعني هذا أنه لن يتم التفكير في توظيف أربعة أخماس الذين يشغلون وظيفة سكرتير اليوم، في ثلثي الإعلانات التي تطلب عاملين في هذا المجال، لأنهم لم يحصلوا على شهادة جامعية للقيام بالمهمة التي يقومون بها بالفعل حاليًا.

هيلاري وجيب و«فيسبوك» والاضطرابات

بالنسبة لحملة الانتخابات الرئاسية التي بدأت مبكرا للغاية، من المذهل حقا أن نجد قلة قليلة جدا من المرشحين الذين يريدون التفاعل مع القضايا الرئيسية محل الاهتمام اليوم، ناهيكم بقضايا المستقبل. فهيلاري كلينتون ترفض اتخاذ موقف واضح حيال قضيتين مهمتين كانت قد تفاوضت بشأنهما حينما كانت تشغل منصب وزيرة خارجية الولايات المتحدة؛ اتفاقية التجارة الحرة مع دول المحيط الهادي، والاتفاق النووي مع إيران. وتبدو حملة جيب بوش الرئاسية عالقة حول ما إذا كان الرجل صورة مكررة من أخيه جورج من عدمه.

هل سيكون هناك اتفاق أم لا؟

تدخل جهود فريق أوباما في المفاوضات الدائرة مع إيران للتوصل لاتفاق قد يحول بين الإيرانيين وتطوير سلاح نووي لمدة 10 سنوات على الأقل، مرحلتها الحاسمة والنهائية. أتمنى أن يتم التوصل لاتفاق جيد يتضمن آليات يمكن من خلالها متابعة تنفيذ الاتفاق، ولكن أمرا مثل هذا لن يكون سهل المنال؛ لأنه لو كان كذلك لكنا حصلنا عليه بالفعل. وفيما يلي أهم التحديات: أولاً، بوسعك أن تتفاوض مع خصم لا تثق به للتوصل لاتفاق بسيط للحد من التسلح، وقد فعلنا هذا مع الكرملين أثناء الحرب الباردة.