صالح القلاب

صالح القلاب
كاتب أردني. وزير إعلام ووزير ثقافة ووزير دولة سابق، وعضو سابق في مجلس أمناء المجموعة السّعوديّة للأبحاث والتّسويق.

وحدة العرب تمزقها التحديات... والقادم أعظم!

عندما كان هناك ذلك الاعتقاد الذي ساد في نهايات النصف الأول من القرن التاسع عشر بأن القادم سيكون أفضل، وأن العرب لأنهم «أمة واحدة»، ستكون لهم «إمبراطورية موحدة»، لكن كانت الصدمة الكبرى التي تلقتها الأجيال العربية اللاحقة، وهي أن العالم العربي الذي كان يوصف بأنه «من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر» قد تمزق إلى ما هو عليه الوضع الآن، وأصبح هناك أكثر من 20 دولة لم تعد تجمعها إلا الجامعة العربية التي كانت قد أنشئت لتكون إطاراً لدول وشعوب من هذه الأمة الإسلامية التي وصفت في القرآن الكريم بـ«كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِن

«إخوان الأردن»... ما لهم وما عليهم سابقاً وحتى الآن!

منذ تأسيس فرع لـ«الإخوان المسلمين» في الأردن في عام 1945 واختيار عبد اللطيف أبو قورة، الذي كان عضواً في الهيئة التأسيسية لـ«الإخوان» المصريين، الذين كان مراقبهم العام حسن البنا منذ تأسيسهم في عام 1928، فإن العلاقة بينهم وبين الدولة الأردنية لم تصل إلى ما وصلت إليه من تردٍّ في الفترة الأخيرة، حيث أصدرت محكمة التمييز قراراً باعتبار هذه الجماعة «منحلّة حكماً» وفاقدة لشخصيتها القانونية الاعتبارية.

«السلطة» انتهت والدور أصبح للدولة الفلسطينية المستقلة!

حسب المتابعين للوضع الفلسطيني وحسب كبار المسؤولين الفلسطينيين فإن «اتفاقيات أوسلو»، التي جرى إقرارها والتأكيد عليها في اجتماع واشنطن الشهير في سبتمبر (أيلول) عام 1993 برعاية الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وحضور العاهل الأردني الراحل الملك حسين، وبالطبع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، ورئيس وزراء إسرائيل آنذاك إسحق رابين، قد انتهت وأنجزت ما كان مطلوباً منها، وهو إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية والهيئات والمؤسسات التابعة لها، وفتح الطريق أمام الدولة المستقلة التي اعترفت بها الأمم المتحدة، ولكن كدولة تحت الاحتلال. والمعروف أن القيادة الفلسطينية، سواء في عهد الرئيس الفلسطيني ال

حكاية «الفرات» طويلة عنوانها قبر سليمان شاه

يبدو أن «شراكة» أهم نهرين «عربيين»، نهر النيل ونهر الفرات، ستتحول مع الوقت إلى مشكلة كبيرة فعدد السكان في الدول المشاطئة في تزايد متواصل ومياه الأمطار باتت شحيحة ثم وهناك الخلاف القديم والجديد على سبيل المثال بين تركيا وسوريا وهو خلاف سياسي بالأساس وقديم وجديد بين هاتين الدولتين، فإحداهما تابعة حتى الآن إلى حلف شمالي الأطلسي «الناتو» والأخرى كانت تابعة من دون عضوية إلى حلف «وارسو» وهي رغم انهيار هذا الحلف وتشتت أعضائه إلا أنها لا تزال على علاقة وطيدة مع روسيا الاتحادية. إن ما يربط تركيا بنهر الفرات هو أن ضريح الجد الأكبر للأتراك العثمانيين سليمان شاه كان موجوداً على شاطئ هذا النهر التاريخي في

العراق المتمسك بعروبته ضد الطائفية

لم يُبتلَ العراق العظيم على مدى تاريخه الطويل بمثل ما أصبح عليه منذ عام 2003؛ فالتنظيمات الطائفية الإيرانية باتت تتناهشه كتناهش الذئاب الكاسرة للشاة المنفردة، فهناك «حزب الله» الإيراني، الشقيق المذهبي لـ«حزب الله» اللبناني، و«وكيله» حسن نصر الله الذي يبدو أنه أحلّ ضاحية بيروت الجنوبية محلَّ قصر بعبدا، وهناك «الحشد الشعبي» و«عصائب أهل الحق» و«حزب الدعوة الإسلامية» و«عصبة الثائرين» وغيرها من تنظيمات كثيرة، وحيث مع طلوع كل شمس بات يظهر «فصيل» جديد، ولو بشخص واحد، والكل يدّعي أنه حرّر بلاد الرافدين من «بقايا» صدام حسين، وأن من حقه أن يأخذ حصته من هذه الغنيمة!! كان الخميني، الذي كان يحمل صفة «آية

هل تدرك إسرائيل خطر ضمها الأراضي الفلسطينية؟

كانت إسرائيل تنتظر ولا تزال أن تبادر السلطة الوطنية الفلسطينية إلى حل نفسها، وأن يتخلى محمود عباس (أبو مازن) عن موقعه كرئيس لدولة الشعب الفلسطيني المعترف بها بهذه الصفة من قبل معظم دول العالم، بما فيها الدائمة العضوية في مجلس الأمن باستثناء الولايات المتحدة بالطبع والممثلة في معظم المنظمات والهيئات الدولية السياسية والثقافية، وهكذا فإن مجرد التفكير في خطوة كهذه غير وارد، لأنه تلبية لما ينتظره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وما يسعى إليه بعد إقدامه على «خطوة الضم» التي سيقدم عليها، كما قال وكرر القول مرات متعددة. والمعروف كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي مراراً وتكراراً، فإن خطوة «الضم

الأسد أمام توقعات كارثية قريبة

لم يجد بشار الأسد ما يلوّح به في وجوه الذين باتوا يهدّدونه فعلياً وجدياً، بعدما بات «قيصر» يقف على أبواب دمشق، إلا بقايا «شراذم» حزب البعث الذي بقي منسياً على مدى سنوات طويلة منذ أزاح «القدر» من أمامه شقيقه باسل بحادث سيارة، لا تزال تدور حوله الشبهات، في 2 يناير (كانون الثاني) عام 1994، ثم إنه لا تزال تدور تساؤلات كثيرة أيضاً حول مقتل زوج شقيقته، آصف شوكت، في انفجار لا يزال غامضاً، كان استهدف مكتب الأمن القومي السوري الذي كان محصناً بطريقة معقدة. كان حافظ الأسد قد توفي بالمرض العضال في عام 2000 بعد حكمٍ بالحديد والنار، كما يقال، بدأ فعلياً وعملياً في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1970، وهذا مع أنه

السويداء تطلق شرارة الثأر والثورة على نظام الأسد!

ليس مستغرباً أنْ تنتفض مدينة السويداء عاصمة جبل العرب ضد هذا النظام وتهتف: «ارحل...

هضبة الجولان و«الصمت» الطويل!

مع أنّ أول عملية فدائية فلسطينية كان قادها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) في الفاتح من عام 1965، واستهدفت سدّ «عيلبون» بالقرب من مدينة طبريا وبحيرتها وأيضاً بالقرب من مدينة الناصرة، وقد جرت تسللاً من خلال هضبة الجولان السورية المطلة على الشمال الفلسطيني، فإنّ هذه العملية المبكرة كانت الأولى والأخيرة التي تمت عبر هذه الهضبة، إذْ إنّ القرار السوري قبل حرب عام 1967 وبعدها كان منع أي عملٍ فدائي عبر هذه المنطقة، بحجة عدم استدراج سوريا إلى حرب قبل أوانها!! حتى التنظيم الذي أنشأه «حزب البعث» الحاكم لـ«منافسة» حركة «فتح»، وهو «طلائع حرب التحرير الشعبية - قوات الصاعقة» رفض القيام بأي عمل

العراق لن يُستعاد إلا خطوة خطوة وإيران لن تغادره بسهولة!

إنه لازمٌ، لا بل هو واجب قومي، في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة حيث الوضع العربي بصورة عامة «لا يسرُّ الصديق ولا يغيظ العدا» أن تكون هناك هذه المبادرة الخيّرة بالانفتاح على العراق كخطوة ضرورية ليأخذ مكانه الذي لا يمكن أن يملأه غيره في كيان أمته العربية، وعلى غرار ما بقيت عليه الأمور في حقب زمنية متلاحقة منذ العصر العباسي والعصر الأموي وقبل ذلك بكثير عندما كانت هناك «دولة المناذرة» العرب، الذين حتى في ذلك الزمن البعيد جداً قد لقّنوا «الفرس» ذلك الدرس الذي ما نسوه ولن ينسوه في معركة «ذي قار» الشهيرة التي كان بطلها آخر ملوك المناذرة النعمان الثالث ابن المنذر، بينما كان هناك الملك الفارسي كسرى واسع