د. صائب عريقات

د. صائب عريقات
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

خطة ترمب: دولتان أم دولة واحدة وبانتوستان؟

الكذبة الكبرى التي تنطوي عليها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب هي حديثها عن حل الدولتين وادعاؤها أنها تمنح الفلسطينيين دولة بمساحة تقارب تلك التي استولت عليها إسرائيل في عدوان 1967. هذه الكذبة ينقضها تماماً ما تنص عليه الخطة من أن السيطرة الأمنية المطقلة غربي نهر الأردن حتى البحر الأبيض المتوسط…

أيُّ سلام وازدهار في ظل العبودية؟

قبل أيام أحيا الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده الذكرى الحادية والسبعين لنكبته الكبرى عام 1948، وسيحيي بعد أيام قليلة الذكرى الثانية والخمسين للاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967. وطيلة هذه العقود شهد شعبنا نكبات متوالية في محاولة لتصفية وجوده الوطني، آخرها الحرب المفتوحة التي شنتها إدارة الرئيس ترمب ضد شعبنا باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومحاولة شطب حق العودة للاجئين، وشرعنة المستوطنات، وإعطاء الضوء الأخضر لحكومة نتنياهو بضم معظم الضفة الغربية.

في ذكرى «يوم الأرض» الخالد الـ43

فلسطين الوطن، الأرض والشعب، وهذا التلاحم التاريخي بينهما هو الذي صنع الهوية الوطنية الفلسطينية. ولكي ينجح المشروع الاستيطاني الاستعماري في اغتصاب الأرض، كان لا بد له أن يفكّ تلاحمها مع الشعب، وأن يمحو الهوية، ويقصي الوجود المادي، ويسيطر على الحيز المكاني، وينتهي بمحو الرواية وحيز الذاكرة الفلسطينية. الصراع إذن لم يكن على الأرض فحسب، وإنما على كينونة الشعب وهويته ووجوده الوطني أيضاً، وبالتالي حقه في تقرير المصير على هذه الأرض.

قطاع غزة: أزمة الضمير الإنساني ومسؤولية المجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال

لقد مرّ اليوم 12 عاماً، وشهر واحد، و14 يوماً على الحصار الإسرائيلي غير القانوني على قطاع غزة الذي يعاني من ظروف إنسانية صعبة للغاية في ظل الحصار الذي يفرضه الاحتلال، والذي يشمل تدابير تعسفية تضر بالاحتياجات الحيوية لسكان القطاع. يعيش في قطاع غزة اليوم أكثر من مليوني فلسطيني في منطقة صغيرة محاصرة جغرافياً وسياسياً، تُضاعف تقريباً حجم العاصمة واشنطن لكن بأربعة أضعاف سكان واشنطن. تسيطر إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على قطاع غزة أرضاً وجواً وبحراً، وتقطع عليها التواصل مع العالم الخارجي، وتشن على سكانها المدنيين العدوان والحروب المنظمة.

كيف يمكن لبريطانيا أن تكفّر عن وعد بلفور؟

وعد بلفور لم يكن يوما كلمات على ورق، أو وعدًا أطلقه أحد الساسة البريطانيين، بل اتفاق استعماري إحلالي دعمَ وأسسَ لقيام واحدة من مآسي القرن العشرين، مأساة شعب ما زال يدفع ثمن تواطؤ بعض الدول الاستعمارية عليه. لقد انضوى الوعد بشكل جلي على تناقض رئيسي يكمن في الدعوة إلى عدم الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية لما سمّاه الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، والذي يتناقض جذريا مع فكرة قيام وطن قومي لليهود وقيام أي عمل يسهّل ذلك، إذ إن قيام هذا الوطن كان يتطلب اقتلاع شعب من أرضه وإحلال آخر، والانتقاص بشكل متعمَّد من حق الشعب الفلسطيني، بصفتهم السكان الأصليين، في العيش بوطنهم وتقرير مصيرهم على أرضهم