تزامن توقيت مكالمة الأسبوع الماضي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني شي جينبينغ، مع عيد ميلاد الأخير، ولإرسال رسالة أيضاً. فمن خلال التأكيد مجدداً على دعم بكين لموسكو، حتى في الوقت الذي يباشر فيه الجيش الروسي إفساد رقعة واسعة من أوكرانيا، كان الرئيسان الروسي والصيني يوجّهان كلامهما إلى الغرب بأن التوازي الاستراتيجي الذي صيغ مؤخراً بين بلديهما سوف يستمر.
وهذا التحالف القريب بين العملاقين المستبدين يضع الغرب أمام أعظم تحدٍ جيوسياسي يواجهه منذ نهاية الحرب الباردة.
بعد خمسة أشهر من رئاسته، لم يكن الرئيس الأميركي جو بايدن في عجلة من أمره لتغيير جوهر سياسة سلفه تجاه الصين. فقد حافظ بايدن على الرسوم الجمركية المرتفعة على أكثر من 300 مليار دولار من الواردات الصينية، ووسع العقوبات على شركات التكنولوجيا الصينية وذهب إلى أبعد من الرئيس السابق دونالد ترمب بإحياء محادثات التجارة والاستثمار الخاملة مع تايوان رغم المعارضة الصينية.
بالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي حذر، الخميس الماضي، «القوات الأجنبية» من أنها «ستكسر رؤوسها وتسفك دمها» على «سور فولاذي عظيم» إذا حاولوا التنمر على الصين، ربما لا يبدو بايدن أفضل من ترمب في نظره.