جمال أبو الحسن
كاتب مصري

الدفاع عن النظام الإقليمي «فرض عين» سياسي

النظام الإقليمي العربي ليس كيانًا مُتخيلاً. ليس مفهومًا ينشغل به الأكاديميون والمفكرون. إنه واقع قائم على الأرض مؤسس - في المقام الأول - على قيمٍ مُشتركة، وفي المرتبة الثانية على مصالح ومنافع متبادلة. النُظم الإقليمية والدولية تلتئم في الأساس حول فكرة كُبرى جامعة. قيمة عُليا ينعقد عليها ما يُشبه الإجماع. تلك القيمة العُليا هي التي تمنح النظام الشرعية اللازمة لوجوده. من دونها يصير النظام ذاته بلا معنى. بلا خيط ناظم لمكوناته.

الانتصار في العراق يبدأ من سوريا

في كتابه الأخير «النظام العالمي»، جادل هنري كيسنجر بأن ثيودور روزفلت (رئيس الولايات المتحدة في الفترة 1901 - 1909) كان سيدخل الحرب العالمية الأولى في وقت مبكر لو كان هو الرئيس وقتها، وأغلب الظن أنه كان سينهي هذه الحرب بتسوية سياسية تُجنب العالم الحرب الثانية التي بُنيت على تسوية فرساي الهشة والمعطوبة. ثيودور روزفلت هو الرئيس المثالي في نظر كيسنجر لأنه أول من أدرك مغزى قوة أميركا ودورها في العالم. الأهم أنه كان يرى العالم كما هو عليه، لا كما ينبغي أن يكون. في المُقابل: ويلسون - الذي كان رئيسا في وقت الحرب - يُمثل كل ما هو قصير النظر ومنبت الصلة بالواقع في السياسة الخارجية.