فرهاد مانجو

الأرض... الإنسان يفسد والنمل يُصلح!

نشر فريق من العلماء من جامعة هونغ كونغ في سبتمبر (أيلول) أكثر إحصاء كامل للنمل على الإطلاق، وقد كانت الأرقام هائلة، لدرجة أنها بدت مختلقة، ذلك أن الدراسة قدرت أن هناك ما لا يقل عن 20 كوادريليون (أي 20.000.000.000.000.000) نملة على وجه الأرض، وهو ما يعادل نحو 2.5 مليون نملة لكل إنسان. ونظراً لأن الدراسة اعتمدت على تقدير متحفظ للنمل الذي يعيش في الأشجار، ولم يشمل النمل الموجود تحت الأرض، فمن شبه المؤكد أن هذا الإحصاء أقل من العدد الحقيقي، وقد صرحت سابين نوتين، التي أعدت الدراسة، لصحيفة «التايمز» البريطانية: «لن أتفاجأ إذا اتضح أن العدد أعلى من ذلك بكثير». لقد أربكتني الأرقام.

«يو إس بي ـ سي»... قفزة نوعية

إذا اشتريت هاتفاً جديداً، أو حاسوباً، أو منصة للألعاب، أو أي جهاز آخر من هذا القبيل خلال السنوات القليلة الماضية، فلديك فرصة جيدة لأن تكون قد شحنت هذا الجهاز باستخدام كابل له طرف واحد على الأقل يبدو مثل العلبة المضغوطة - مقبس مستطيل ذو زوايا مستديرة يبلغ طوله نحو عُشر بوصة وعرضه ثُلث بوصة. رسمياً، ووفقاً لتحالف شركات التقنية التي تحدد هذا النوع من الأشياء، فإن موصلاً من هذا الشكل يُعرف باسم «الناقل التسلسلي العالمي - سي».

إلى أي مدى تحجب الإنترنت الحقيقة الكاملة عنا؟

الإنترنت هي الخلاصة الأكثر شمولاً للمعرفة البشرية، لكن هل اتساع حجمها ميزة أم عيب؟ هل تقوض ضخامتها فائدتها كمصدر للمعلومات؟ كم مرة جرى فيها دفن البيانات القيمة تحت تلال قمامة المعلومات؟ لنفترض أنك تبحث عن شخص مشهور أو شبه مشهور – شخص مؤثر أو سياسي أو خبير. هل تحصل على صورة دقيقة لحياة ذلك الشخص أم صورة خاطئة جرى التلاعب بها؟ كل هذه الأسئلة ليست بالجديدة. هي في الواقع أشياء لطالما تساءلت عنها خلال تعاملي مع العالم الرقمي، والإجابات كانت تتغير باستمرار مع تغير البيانات على الإنترنت.

الركود لن يطال شركات التكنولوجيا الكبرى

عندما أصرّ الرئيس الأميركي ووزير الخزانة ومسؤولون آخرون في إدارة بايدن الأسبوع الحالي على أن الاقتصاد الأميركي حالياً لا يعاني من الركود، تعرضوا للسخرية لتمكنهم من درء الأخبار السيئة عن أنفسهم فقط لأسباب إجرائية، كمن أفلت من العقاب لنقص في الإجراءات. فقد أعلنت وزارة التجارة، الخميس، أن المقياس الأوسع للنشاط الاقتصادي، الناتج المحلي الإجمالي، انخفض للربع الثاني على التوالي خلال العام، في إجماع لتعريف واسع الانتشار، وإن كان غير رسمي، على حدوث الركود.

الرعب يطارد العالم الرقمي

في أوائل عام 2009، قدمتُ للعالم بعض النصائح التقنية التي ندمت عليها كثيراً فيما بعد؛ حيث طلبت من الجميع الانضمام إلى «فيسبوك». فقد سخرتُ من هؤلاء الذين توقف بهم الزمن عند الكتابة على السبورة، وقررت أن أدفعهم دفعاً للكتابة عبر الشاشة، وأمسكت بالمتشككين في جدوى «فيسبوك» من طيات صدر ستراتهم، ووبختهم لإصرارهم على كونهم رجعيين. كتبتُ بعد وقت قصير من إعلان الشركة البالغة من العمر آنذاك 5 سنوات، عن نموها إلى 150 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم، قائلاً: «لم يعد هناك أي سبب وجيه لتجنب (فيسبوك).

هل إيلون ماسك بهذا السوء حقاً؟

من الصعب أن تحب أو حتى تعجب بشخص مثل إيلون ماسك، رغم أنه عندما كان في طريقه ليصبح أغنى شخص في العالم، أطلق الكثير من مبادرات التسامح مع الذات التي ربما جعلته يتخطى حتى الحدود التي اشترطتها «اتفاقيات باريس». لا يحتاج ماسك لأن يكون شخصاً جذاباً، أو أن يكون سياسياً بارزاً لنقدر مساهماته الإنسانية العميقة. فمن خلال مساعيه في مجال الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، قد يفعل ماسك المزيد لمكافحة تغير المناخ أكثر من مجرد أي ناشط بيئي أو سياسي يمكنك تسميته. يبدو ماسك أفضل حتى عند الحكم عليه في مقابل المليارديرات الآخرين الموجودين حول العالم في فلكه.

حول مستقبل شركات التكنولوجيا الكبرى!

انخفضت أسعار أسهم كثير من كبرى الشركات العام الحالي، بعضها بشكل طفيف. فقد انخفضت أسهم «أبل»، و«غوغل» بأكثر من 6 في المائة، والبعض الآخر بشكل هائل، حيث فقدت شركة «ميتا»، الشركة الأُم لموقع التواصل «فيسبوك»، وشركة «نتفيلكس» نحو ثلث قيمتها منذ بداية العام الجديد. ونظراً إلى أن ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا قد أدى إلى ارتفاع سوق الأسهم في عام 2021، فقد ساهم انخفاضها بالتالي في هبوط السوق.

فشل ابتكارات «فيسبوك»

كانت تفسيرات التراجع المفاجئ والمذهل في قيم أسهم «فيسبوك» الأسبوع الماضي واضحة للعيان حيث ذكرت شركة «ميتا»، الشركة الأم لـ«فيسبوك»، في تقرير أرباحها أن نمو مستخدميها قد توقف، فيما يواصل الشباب، وهم أعلى فئة ديموغرافية، قضاء الوقت على «تيك توك»، وهو تطبيق الفيديو القصير الذي لا يقاوم، والذي بات المنافس الأكثر روعة من «فيسبوك» منذ سنوات. تعمل ميزات الخصوصية الجديدة التي أضافتها «أبل» إلى «أيفون» العام الماضي على إعاقة الإعلانات الرقمية المستهدفة التي تعد أحد مصادر المال الرئيسية على «فيسبوك».

أميركا: صراع الحزبين على «الديمقراطية»

اعتاد صحافي السياسة الخارجية جوشوا كيتنغ كتابة سلسلة لـمجلة «سلات» بعنوان «إذا حدث ذلك هناك»، حيث كثيراً ما كتب عن التطورات السياسية والثقافية في الولايات المتحدة بنبرة مراسل أميركي أجنبي يبعث برسائل من دولة على الجانب الآخر من الكرة الأرضية. كانت سلسلة كيتنغ في جانب منها مزحة عن الأبوة الغربية. لكن من خلال تسليط الضوء على الهشاشة المرعبة لمنزلنا الزجاجي، فإن المجاز قدم أيضا للأميركيين هدية قوية تتجلى في المنظور.

الشريحة التي يمكنها تغيير الحوسبة

لعقود من الزمان، هيمنت شركة «إنتل» العملاقة لصناعة الرقائق على عالم الكمبيوتر بوصفها واحدة من أكثر شركات التقنية تقدماً في «وادي السيليكون». كان غوردن مور، الشريك المؤسس لشركة «إنتل»، هو مَن تنبأ على نطاق واسع بأن رقائق الكمبيوتر ستستمر في الهيمنة بشكل لا يمكن تصوره. وكانت منتجات شركة «إنتل»، تحديداً خط x86 من المعالجات الدقيقة الموجود في قلب كل كمبيوتر شخصي تقريباً، هي التي حوّلت نبوءة مور إلى «القانون» المهمين تقنياً.