لينا الخطيب
رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، «تشاثام هاوس» - لندن

الفرصة سانحة للضغط على إيران في سوريا

حملت الأسابيع القليلة الماضية إشارات على أن الطريق إلى السلام في سوريا لا يزال معقداً، وأننا قد نرى تصعيداً قبل أي شيء آخر. لكن هذه التطورات تؤكد أن من المهم للولايات المتحدة أن تُظهر لروسيا وإيران أنها جادة في السعي لإنهاء الصراع السوري، وإلا فسيتضرر حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. لقد قالت روسيا مراراً إنها ليست متمسكة بوجود بشار الأسد في السلطة، ولكنها تريد الحفاظ على الدولة السورية، وحمايتها من العدوان الغربي، وما تعتبره «إرهاباً».

هل تستغل أميركا القلق الروسي لإنهاء الحرب في سوريا؟

أكد الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على أهداف تابعة للنظام السوري في أبريل (نيسان) الماضي، رداً على استخدام هذا النظام الأسلحة الكيماوية في دوما، أن نهاية الصراع السوري ليست في الأفق. في أعقاب الهجوم مباشرة، أصدرت الرئاسة السورية شريط فيديو قصيراً يُظهر بشار الأسد، وهو يسير بهدوء إلى مكتبه، كما نُظمت احتجاجات ضد الهجوم في الأماكن العامة في دمشق.

لا سلام في سوريا مع بقاء بشار الأسد

منذ أن أرسل الرئيس دونالد ترمب تلك التغريدة المصيرية عن هجوم يَلوح في الأفق على سوريا كعقوبة على استخدام الأسلحة الكيماوية من قِبَل نظام الأسد، والعالم يترقب الخطوة التالية. قبل تغريدة ترمب، لم يكن العمل العسكري من قِبَل الغرب، بالضرورة، جزءاً من حل النزاع في سوريا.

الصراع حول رواية الحرب في سوريا

دخل الصراع السوري عامه الثامن وازداد عنفاً، وشهد انتشار مجموعات متطرفة عديدة لدرجة أن هناك خطراً أن تهيمن هاتان الناحيتان على قصة الصراع، ما يغطي على دور النشاط اللاعنفي في سوريا، ويتجاهل في الغالب تلك الجماعات والكيانات المسلحة الموالية للنظام.

جون بولتون وسياسة الارتباك

جاء تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي الأميركي، من قبل الرئيس دونالد ترمب، كصدمة لكثير من المراقبين، مما أدى إلى انتشار التعليقات من قِبل خصومه، التي تقول إن إعادة بولتون إلى السلطة تهدد بدفع الولايات المتحدة في اتجاه الحرب. لا يبدو أن هناك إجماعاً حول إن كان الأمر يتعلق بالحرب مع كوريا الشمالية أو الحرب في الشرق الأوسط، ولكن هناك بالتأكيد في كثير من تلك التعليقات أصداء لحرب العراق التي قادتها إدارة جورج بوش في عام 2003.

هل «ربح» النظام السوري الحرب؟

نجح النظام السوري في تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاث مناطق، في تكتيك يهدف إلى منع الجماعات المتمردة المختلفة التي تقاتل في هذه المنطقة من التنسيق ضده. ينظر إلى هذا التطور على نطاق واسع كخطوة أخرى إلى الأمام للنظام، في جهوده لاستعادة السيطرة في جميع أنحاء سوريا. كما بدأ كثيرون في الغرب يعتبرون أن النظام السوري يقترب من «النصر» في الصراع، وأن صانعي السياسة والوكالات الدولية يجب أن يجهزوا أنفسهم على هذا الأساس. لكن مفهوم «السيطرة» المستخدم في الحديث عن سوريا في المجال العام في الغرب، غالباً ما يتم اختزاله إلى الأمور العسكرية.