عادل درويش
صحافي معتمد في مجلس العموم البريطاني، وخبرة 55 عاماً في صحف «فليت ستريت». وكمراسل غطى أزمات وحروب الشرق الأوسط وأفريقيا. مؤرخ نشرت له ستة كتب بالإنجليزية، وترجمت للغات أخرى، عن حربي الخليج، و«حروب المياه»؛ أحدثها «الإسكندرية ، وداعاً: 1939-1960».

بريطانيا: وفاة السيدة العجوز

حكاية مثارة في الوسائل الصحافية البريطانية التي تستجوب المسؤولين والوزراء، هذا الأسبوع؛ السبب نشر التحقيق حول ابنة الستين شيلا سيليواين، التي ظلت ميتة في شقتها جنوب شرقي لندن، ثلاث سنوات قبل اكتشافها. شوهدت على قيد الحياة آخر مرة بداية 2019 عندما زارت الطبيب شاكية من ضيق في التنفس. آخر إيجار شهري وصل لجمعية الإسكان، صاحبة العقار بتحويل البنك إلكترونياً في أغسطس (آب) من العام نفسه.

احتجاجات إسرائيل والتناقضات الدستورية

رغم اختلاف جوهر الاحتجاجات وطبيعتها، ومطالب المتظاهرين والأسباب من ورائها، في كبريات المدن الفرنسية المستمرة لفترة طويلة، عما يجري في إسرائيل، فإن هناك عوامل مشتركة أريد التركيز عليها.

انتحار «الأبلة» الناظرة

تعمدت اختيار عنوان بالكلمات الكلاسيكية لجيلي القديم «الأبلة الناظرة»، وليس المستحدث «مديرة المدرسة»، لاعتقاد الأغلبية (التي تمسك لسانها خشية تهمة الكفر بـ«الصوابية السياسية»)، أن تسمية المؤسسة والمناصب وألقاب شاغليها تعبر عن مفهوم الحكومة والمجتمع والمسؤولين عن وعي الجهة المعنية برسالتها ومهامها ومسؤولياتها، فينعكس ذلك في مدى جودة الأداء والقدرة على تلبية حاجات المواطنين التي تمولها ضرائبهم، ونجاحها في تحقيق الأهداف التي من أجلها تأسست.

«عدم الانحياز» يختلف عن «الحياد»

ربما تكون «الأزمة» بين «بي بي سي» ومقدم برنامج «ماتش أوف ذي داي» غاري لينيكر - صاحب الأجر الأعلى بين المذيعين - انتهت، لكن «التسونامي» الذي أثارته من التساؤلات باقٍ يعصف بمؤسسات ودعائم ترتكز عليها بريطانيا. أسئلة حول حريتي التعبير والصحافة، وروح القوانين (التقليدية)، لا شكلها، في قدرتها على حماية حرية الفرد وخصوصياته، بعد أن تحولت الإنترنت، كأهم ثورة لمقرطة المعرفة والمعلومات وتبادلها بحرية منذ اختراع الطباعة في 1450، إلى محيط متلاطم الأمواج يهدد سفن الحريات التي أشرنا إليها بالغرق. الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أثارت التشوش والاختلاط في مفاهيم وتعريفات دقيقة لأبعاد علاقات متعددة: كعلاقة ا

القوانين وحدها لا تكفي

في قمة الإليزيه بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والزعيم البريطاني ريشي سوناك، ومشاركة وزراء من الجانبين (الجمعة)، كانت أولويات الوفد البريطاني إيجاد حلول عاجلة للتعامل مع عصابات تهريب البشر، الذين يضعون الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين في القوارب الصغيرة عبر القنال الإنجليزي (بحر المانش). يوم الأربعاء، المساءلة الأسبوعية لرئيس الوزراء، أسئلة زعيم المعارضة العمالية السير كيير ستامر الستة (ومداخلات نوابه ونواب أحزاب المعارضة الأخرى) تحولت إلى مبارزة كلامية حامية، وتدخلات من رئيس الجلسة للتهدئة؛ محور النزاع مشروع قانون تعده الحكومة بغرض تثبيط عزم المهاجرين اللاشرعيين عن عبور بحر المانش. وكانت

الكاتب الشبح

ما «بين الصحافة والسياسة» أحياناً ما تُطرح أسئلة صعبة عن أخلاقيات المهنة، والالتزام القانوني عندما يشترك شخصان في صياغة كتاب، ودور الكاتب الشبح، ghost writer (المؤلف الحقيقي لكتاب يصدر باسم شخصية مشهورة). الأسئلة تحولت إلى معركة قانونية بين وزير سابق وصحافية شاركته في تأليف كتاب عن وباء «كوفيد» في بريطانيا. هذا الأسبوع نشرت «الديلي تلغراف» العريقة، سبقاً صحافياً، هو الأكبر من ناحية مسؤولية المؤسسة السياسية أمام الشعب، منذ كشف الصحيفة نفسها مغالاة نواب البرلمان في تقاضي مصاريف نثرية قبل ثلاثة عشر عاماً.

الاقتصاد أم الآيديولوجيا؟

تساءلنا سابقاً عما يدفع حكومات بلدان عريقة لانتهاج سياسات تضر بالاقتصاد، كمثال زيادة حكومة المحافظين الضرائب؛ ما دفع شركة أدوية عملاقة لاختيار إيرلندا، بدلاً من إنجلترا لاستثمارها الجديد. وقبل أيام، أتت سياسة الهوس الآيديولوجي بالبيئة، وما يسمى بموازنة عوادم المحروقات في معادلة الصفر مع عام 2050 (أي تساوي الخارج من عوادم الكربون مع مساهمة البلاد فيما تقدمه من طاقة خضراء)...

درس استقالة الوزيرة الأولى لأسكوتلندا

استقالة نيقولا ستيرجين، الوزيرة الأولى في أسكوتلندا، تستحق الدراسة، كظاهرة وقوع الزعيم الكاريزماتي أسيراً لآيديولوجيته وشعاراته التي نجحت مؤقتا في قيادة الجماهير (غالبا إلى هزائم في معارك افتعلها مع قوى خارجية) وتتحول الآيديولوجية إلى منزلق انتهائه سياسياً كحال أول سيدة تتولى منصب الوزير الأول والأطول بقاء فيه منذ إنشائه في 1999. الظاهرة الأخرى الملازمة هي الحركات السياسية ذات الهدف الواحد، التي تنتهي صلاحيتها الانتخابية بتحقيقه. مثلا حركات «التحرر الوطني»، خاصةً المؤدلجة والتي اعتمدت العنف كوسيلة لتحقيق هدفها، أو ما تسمي نفسها «مقاومة»، فبعد الاستقلال أو انتهاء «الاحتلال»، تحاول تبرير وجودها،

رهان المحافظين يخيف المستثمر البريطاني

الاسم «أسترازينيكا»، مؤسسة العقاقير وأبحاث الفارماكولوجيا، ارتبط بالنجاح في بريطانيا، في خريف 2020، ونذكر تكرار رئيس الحكومة وقتها، بوريس جونسون، التفاخر القومي بالإنجاز الطبي والعلمي للبلاد. المؤسسة العلمية، ومقرها كمبريدج، بالتعاون مع فريق سارة غيلبرت، بروفسير دراسات التطعيم الطبي في جامعة أكسفورد، دخلا التاريخ بنجاح تطعيم - مصل (وهو ليس لقاحاً حياً) لبرمجة جهاز المناعة الإنساني لإنتاج مضادات أجسام تقاوم فيروس كورونا المستجد، مساهمين في إنقاذ حياة الملايين أثناء وباء «كوفيد» العالمي.

الأصل كانت الكلمة المطبوعة

أثبتت السلطة الرابعة مكانتها التقليدية، بعد أن كنت فقدت الأمل في عودة المهنية إلى مستواها المعتاد في الصحافة البريطانية (خصوصاً المرئية).