د. هاني عانوتي

«حزب الله» محشور لبنانياً

القارئ في التاريخ والسياسة اللبنانية وإلى حد ما الشرق أوسطية، يعلم جل العلم أن وضع «حزب الله» الحالي كما هو عليه لا يمكن أن يستمر، وأن نفوذ الحزب وقوته أصبحا أكبر من حجمه وقدراته وأضخم من محيطه، وأن الدولة اللبنانية غير قادرة على استيعاب «حزب الله» الذي أصبح قوة رديفة عن القوة الشرعية إن لم نقل أقوى من الدولة المهترئة والمتفككة. فغالباً ما تكون الدولة ومؤسساتها الحاضن الطبيعي للأحزاب التي تعمل وفق نصوص قانونية واضحة وتحت إشراف الدولة ومؤسساتها حتى مع سيطرة الأحزاب الحاكمة على السلطة.

لبنان... غياب الحكومة غياب الدولة

استوقفني في أحد مقاهي برشلونة، حديثي مع أحد الأصدقاء الإسبان عن تغيير الحكومة السريع هنا، والذي أطاح برئيس الحزب الشعبي ماريانو راخوي وأوصل الرئيس الاشتراكي بادرو سانشيز إلى رئاسة الحكومة. فتشكيل الحكومة هنا لم يستغرق أكثر من أربعة أيام وجميع الوزراء من أصحاب الخبرات والكفاءة، لذلك اختيروا لتولّي مناصب وزارية حسب اختصاصاتهم. المدهش والمتطور في هذه الحكومة أن النساء حصلن على 11 وزارة من أصل 17. فالنساء هنا لسن بحاجة إلى «كوتا نسائية» ولا لمن يتحنن ويتفضل عليهن لإعطائهن المناصب.