د. عمرو الشوبكي

السودان وطرح الأسئلة الصحيحة

حين نجح الشعب السوداني في إسقاط حكم البشير منذ أربع سنوات وتطلّع لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، لم ينجح تيار كبير من نخبته في تقديم الأسئلة الصحيحة عن مشكلات البلاد وأدخل نفسه في مسار انتقالي متعثر أدى في النهاية إلى مواجهات مسلحة بين طرفي المكون العسكري، أي الجيش والدعم السريع. والحقيقة أن المعادلة التي اعتمدت عليها قوى التغيير في السودان قامت على طرح أسئلة عن الواقع السوداني بعضها كان صحيحا، ولكنها تجاهلت أسئلة أخرى مفصلية كان لا بد من طرحها حتى تكتمل صورة المشهد السوداني. لقد طالبت قوى الحرية والتغيير بالحكم المدني في مواجهة العسكري، وبخروج الجيش من المعادلة السياسية، واعتمدت على الصوت ا

تونس والإصلاح من خلال المسار الحالي

تعيش تونس حالة استقطاب سياسي حاد منذ أن اتخذ الرئيس قيس سعيد في يوليو (تموز) 2021 قراراته الاستثنائية بوقف العمل بالدستور، وتجميد عمل البرلمان ثم حله، وبعدها قام بتشكيل حكومة جديدة أعقبها وضع دستور جديد عرض على الشعب في استفتاء عام في يوليو من العام الماضي، ونال موافقة 94 في المائة من الشعب، ثم أجريت في نهاية العام الماضي انتخابات تشريعية شارك فيها نحو 11 في المائة من التونسيين، وقاطعتها معظم الأحزاب السياسية. وتعاني تونس من أزمة اقتصادية وحالة استقطاب سياسي بين فريق يرى قرارات الرئيس سعيد مجرد انقلاب على السلطة، ويضم حركة «النهضة» وحلفاءها، بجانب تيارات مدنية أخرى ممثلة في «جبهة الخلاص الوطني

كان حزباً مقاوماً؟!

أعاد حكم المحكمة الدولية بإدانة أحد عناصر «حزب الله» (سليم عياش) وتبرئة ثلاثة آخرين لعدم كفاية الأدلة، فتح ملف النقاش حول تحولات «حزب الله». واتضح من أداء المحكمة الدولية وحكمها أنها محكمة مهنية وتقنية، بعيدة عن السياسة وتحزباتها، فبرَّأت متهمين لعدم وجود أدلة إدانة قطعية (رغم وجود مؤشرات وأدلة ظنية راجحة بإدانتهم). وهي كلها معانٍ لا يعرفها «حزب الله» الذي اعتبر منذ اللحظة الأولى أن المحكمة مسيَّسة، وأكد أنه لن يسلِّم أي عنصر من عناصره للعدالة. واللافت أنه مع كل أزمة يظهر في خلفيتها «حزب الله»، ينبري البعض ليردد المقولة الشهيرة: «لا تمسوا (حزب الله) لأنه مقاوم لإسرائيل».