د. ناصيف حتي

الهجرة غير الشرعية أحد التحديات الدولية الرئيسية

تشكّل الهجرة غير الشرعية تحدياً دولياً ازداد حجمه لجملة من الأسباب. تأتي في طليعتها بالطبع تداعيات جائحة «كورونا» وما تركته من آثار سلبية على مختلف بقاع العالم ولو بدرجات مختلفة حسب مدى انتشار الجائحة في كل دولة، وقدرة الدولة الاقتصادية وغيرها على التعامل بنجاح مع التداعيات المختلفة على المجتمع المعني. كما شكّلت تداعيات الحرب الأوكرانية المستمرة أحد مسببات ازدياد هذه الهجرة التي طالت المجتمع الأوكراني أساساً والذي تقول إحصاءات البنك الوطني الأوكراني في مطلع هذا العام إن هنالك نحو تسع ملايين مهاجر أوكراني بسبب الحرب الدائرة.

مخاطر غياب التسوية في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة

أشرنا مراراً إلى أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية الجديدة، من سياسات على الأرض، منذ اليوم الأول لتسلمها السلطة، ومن تكرار إعلان نياتها ورؤيتها لمستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة، يؤكد -ليس فقط على مستوى العقيدة والخطاب السياسي؛ بل خصوصاً الممارسة- أنها الحكومة الأكثر يمينية وعنصرية في تاريخ إسرائيل. فلا اعتراف بأبسط حقوق المواطنة للفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، وبالطبع الرفض الكلي للاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

عام جديد من النزاعات والتحديات المستمرة والمتجددة

الحرب الروسية الأوكرانية ستكمل عامها الأول خلال أقل من شهرين ومعها المواجهة الغربية الروسية الذي تأخذ كل يوم منحى تصعيدياً مما جعل من القارة القديمة مسرح مواجهة متصاعدة وبأشكال مختلفة بين الحلف الغربي وروسيا الاتحادية. ولا نعرف بعد متى وكيف ستنتهي هذه المواجهة الجيواستراتيجية في المستقبل القريب أو البعيد. كما يزداد الحديث بسبب العديد من المؤشرات عن أن هذا العام قد يشهد احتمال حدوث سيناريو أوكرانيا أخرى في تايوان، أو ما يسميه البعض بأوكرانيا آسيوية.

دبلوماسية القمم مع الصين الشعبية

دبلوماسية القمم مع الصين الشعبية، أو تحديداً ترويكا القمم (القمة السعودية – الصينية، والخليجية – الصينية، والعربية - الصينية) التي نظمتها واستضافتها الرياض في العشرية الأولى من هذا الشهر، شكّلت نقلة نوعية كبيرة في العلاقات بين الأطراف المعنية. كل من هذه القمم شكّل رافداً وداعماً ومعززاً للقمة التي تلته، مع التذكير بالتكامل الطبيعي بين هذه القمم الثلاث. وللتذكير أيضاً، صارت الصين الشعبية الشريك التجاري الأول للمملكة العربية السعودية في السنوات الخمس الأخيرة.

تحديات القمة الأميركية ـ الفرنسية

زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة، الحليف الحيوي، حسب وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، كانت «زيارة دولة»، وهي الأعلى في الأعراف الدبلوماسية فيما يتعلق بالزيارات الرئاسية. الأهمية أيضاً تكمن في كونها الزيارة الأولى من هذا المستوى منذ تولي الرئيس الأميركي مسؤولياته. وهذا بحد ذاته يعدّ مؤشراً مهماً على طبيعة العلاقات الأميركية - الفرنسية. ففي إطار تاريخ العلاقات التقليدية بين الولايات المتحدة والقوى الأوروبية كان من غير المفاجئ لو أن الزيارة الأولى من هذا النوع كانت بريطانية أو حتى ألمانية.

لبنان إلى أين؟

حذّر الكثيرون من أن لبنان ذاهب نحو الانهيار الشامل، والتحول إلى «دولة فاشلة» مع السقوط التدريجي منذ سنوات للطبقة المتوسطة والازدياد الحاد في مستوى الفقر في لبنان وكذلك الفجوة الاجتماعية وأيضاً مختلف أوجه عدم المساواة. ويواكب ذلك غياب سياسات اجتماعية هي أكثر من ضرورية لحماية الطبقات الضعيفة. وكان صندوق النقد الدولي قد دعا بعد التوصل إلى ما يُعرف «باتفاق على مستوى الموظفين» مع السلطات اللبنانية إلى ضرورة «اعتماد إصلاحات تقوم على تعزيز الحوكمة والشفافية وإزالة المعوقات من أمام العمالة المولِّدة للنمو وزيادة الإنفاق الاجتماعي والاستثماري».

الحرب في أوكرانيا: ديناميات دولية جديدة أو متجددة

9 أشهر تقريباً مرت على الاجتياح الروسي لأوكرانيا، أو ما وصفه بعض الكتّاب القريبين من الموقف الروسي بالحرب الاستباقية أو الوقائية، تدفع إلى إدراج بعض الملاحظات بشأن السمات التي تبلورت أو استقرت على الصعيد الدولي... أولاً، ولادة جديدة لحلف شمال الأطلسي مع ولادة تهديد استراتيجي جديد للحلف كان غائباً منذ نهاية الحرب الباردة. التهديد الروسي أعاد «شد العصب» عند دول الحلف بعد سنوات أيضاً من الوهن أسهمت فيها الإدارة الأميركية السابقة...

هل من انتفاضة فلسطينية ثالثة؟

سؤال يُطرح بقوة مع التطورات الحاصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبشكل خاص في الضفة الغربية. وللتذكير بداية، فإن الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة) انطلقت في أواخر عام 1987 وانتهت أو همدت في سبتمبر (أيلول) 1993 مع الآمال التي حملها حينذاك اتفاق إعلان المبادئ الفلسطيني - الإسرائيلي (اتفاق أوسلو). الانتفاضة الثانية التي عرفت بانتفاضة الأقصى ولدت في سبتمبر 2000، غداة تراكم خيبات الأمل من عدم حصول أي تقدم في مسار أوسلو وفشل القمة الثلاثية في كامب ديفيد التي جمعت «بضيافة» الرئيس الأميركي بيل كلينتون الرئيس ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك.

إصلاح مجلس الأمن... على «الطاولة» من جديد

شهدت الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة (الدورة 77) عودة الحديث حول ضرورة إصلاح مجلس الأمن. الدافع وراء ذلك من دون شك تكاثر التحديات والأخطار الدولية، من الحرب الأوكرانية المفتوحة على أسوأ السيناريوهات الممكنة، إلى التداعيات المختلفة لجائحة «كورونا» على الاستقرار المجتمعي في عدد غير قليل من الدول، وبالتالي على الاستقرار الإقليمي في مناطق كثيرة في العالم، إلى جانب بالطبع التحديات البيئية ذات التداعيات الخطيرة أيضاً على الاستقرار في دول وأقاليم مختلفة. كل ذلك إلى جانب استمرار وازدياد انتشار نزاعات مختلفة في سماتها ومسبباتها، يجري احتواؤها أحياناً من دون النجاح في تسويتها.

منظمة شنغهاي للتعاون في النظام العالمي الجديد

جاء انعقاد القمة السنوية لمنظمة شنغهاي للتعاون في طشقند، عاصمة أوزبكستان، في خضم مناخ دولي يتسم بازدياد التوترات وتصاعدها. مناخ يشير إلى عودة الحرب الباردة التي تتغذى على الحرب الساخنة في أوكرانيا وتغذيها: مواجهة غربية روسية حول أوكرانيا ومواجهة غربية صينية، ولو حتى الآن، أقل حدة حول تايوان. المواجهة الأخيرة قابلة للتصعيد إذا لم يتم التوصل إلى تفاهم جديد لتنظيم العلاقات بين القوى المعنية حول هذه المسألة الاستراتيجية الشديدة الأهمية لطرفي الصراع... المنظمة التي أنشئت عام 2001 تضم خمسين في المائة من سكان العالم وعشرين في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي.