د. الشيباني أبو همود

سيناريو حل الأزمة الليبية

قدم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد برناندينو ليون، الأسبوع الماضي، في مدينة الصخيرات المغربية، رؤيته لحل المعضلة الليبية. الرؤية التي تضمنت ما بات يُعرف بمسودة الحوار الرابعة تمثل خلاصة النقاشات التي دارت في الجولات الماضية والتي امتدت لمدة تجاوزت الستة أشهر، كما تمثل ما يعتبره المجتمع الدولي حلاً منصفًا وعمليًا للصراع الليبي. مشروع الاتفاق هذا يهدفُ كما جاء على لسان وزير الخارجية الألماني، الذي احتضنت بلاده آخر جولات هذا الحوار، إلى تفادي تشظي ليبيا ووقوعها فريسة للجماعات المتشددة.

جذور الأزمة الليبية ودور العرب في حلها

تمر ليبيا، كحال كثير من البلدان العربية الأخرى، بواحدة من أصعب المراحل في تاريخها، لدرجة أن استمرار وجودها كدولة موحّدة أصبح هو نفسه على المحك. فالاقتتال الدائر حاليا في شرقها وغربها وبنسبة أقل في جنوبها لا يمكن إذا ما استمر إلا أن يكون عنوانا لحرب أهلية شاملة يصعب تحديد مآلاتها ونتائجها. المتفائلون يرون في كل ذلك مخاضا طبيعيا وسنّة من سنن الثورات، وبالتالي فلا يجب تهويل ما يجري، كما أنه لا يمكن عمل الكثير حياله.

الغرب وعقدة صندوق الاقتراع

مما لا شك فيه أن الديمقراطية هي إنتاج بشري لا يقل أهمية عن كثير من الاختراعات العلمية التي غيرت وجه الكون، إلى درجة أن الرئيس الأميركي الأسبق أبراهام لينكولن وصفها يوما بأنها أمل البشرية الأخير The last best hope of earth. ومما لا شك فيه أيضا أن الديمقراطية تمثل الظاهرة السياسية الأبرز في القرن العشرين.

مسؤولية المجتمع الدولي تجاه ليبيا

ينعقد في السادس من هذا الشهر مؤتمر روما لمجموعة أصدقاء ليبيا، بحضور أكثر من 30 دولة، بما فيها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والكل يتساءل: ما الذي يمكن أن يقدمه هذا المؤتمر لليبيا في هذه المرحلة الصعبة من تاريخها؟