علي إبراهيم

علي إبراهيم
صحافي وكاتب مصري، ونائب رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط».

المبررون

أثار ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني قبل أسابيع جدلاً بحديثه عن هؤلاء الذين لا ينخرطون في الإرهاب، لكنهم بأفكارهم المتشددة يخلقون بيئة مناسبة أو حاضنة لظهور إرهابيين.

إردوغان ومصر

لم تكن العلاقات المصرية - التركية سهلة منذ دخول جيش العثمانيين القاهرة وتعليق السلطان طومانباي على باب زويلة لمدة 3 أيام بعد شنقه إثر معارك ضارية قتل فيها نحو 50 ألفا وتحولت مصر إلى ولاية عثمانية تستغل أي فرصة تلوح للتمرد على الآستانة. في القرن العشرين الذي شهد بدايته تفكك الإمبراطورية العثمانية والثورة العربية الكبرى التي كانت أساسا في منطقة الشام ضد العثمانيين، تغيرت قواعد اللعبة بعدما قام أتاتورك بتحديث تركيا، ولأسباب كثيرة ظلت تركيا بعيدة عن العالم العربي متوجهة في الأساس إلى الاتحاد الأوروبي حتى حدث التحول مع صعود حزب رجب طيب إردوغان إلى السلطة وصداقته في البداية مع النظام السوري الذي فتح

إرهاب بالتحكم عن بعد

في يوم واحد ضرب الإرهاب بعنف ثلاثة أماكن في ثلاث قارات، متسببًا في مقتل عشرات على شاطئ تونسي وفي مسجد كويتي ومقتل شخص في مصنع في فرنسا قطع القاتل رأسه وأخذ معها صورة سيلفي، في عمل يبدو فيه صاحبه وكأنه مختل عقليًا. والحقيقة أن منفذي الهجمات الثلاث تبدو أعمالهم غير طبيعية من نفوس مريضة استُغلت في أهداف أو عمليات إجرامية لترويع العالم باسم هذا التنظيم الذي وجد له قاعدة في غفلة من الزمن أو التخاذل الدولي في سوريا والعراق، بما سمح بانتشار آلاف المسلحين القادمين من مختلف أنحاء العالم ليرضوا هواياتهم المريضة في قطع الرؤوس وأعمال العنف التي أخذت شكلاً مقززًا. الحقيقة الأخرى هي أنه رغم كثير من أعمال ال

لماذا لا يصدقون؟

أحد إشكاليات الغرب مع العالم العربي في زمن الربيع العربي هو مصر؛ فسيناريو الأحداث خرج عن القطار الذي كانت تأمله مراكز الأبحاث والدراسات هناك، أو على الأقل تقدره وتتوقعه اعتمادا على بعض الباحثين الذين يختلفون عن الأجيال السابقة التي كانت أكثر عمقا من المستشرقين الذين وقعوا في هوى المنطقة، فتعمقوا في ثقافتها وعاشوا بين أهلها لفترات مكنتهم من استيعاب مكونات الوعي والثقافة في دول المنطقة. أغلب الباحثين المعاصرين الذين تسترشد بهم وزارات الخارجية ومراكز صنع القرار هم باحثو إنترنت، يستقون غالبية معلوماتهم إلكترونيا، ويقعون أسرى للنشطاء الإلكترونيين الذين يمثلون قطاعا من المجتمع، لكنهم ليسوا كل شيء، ف

أميركا وعقدة الشرق الأوسط

عنوان غلاف مجلة «الايوكونوميست» هذا الأسبوع هو «خسارة الشرق الأوسط»، في إشارة إلى العلاقات الأميركية – العربية التي شهدت كثيرًا من الاختلافات منذ اندلاع موجة الربيع العربي، ووصلت الاختلافات إلى العلانية واتباع سياسات متضاربة من الجانبين، وهو أمر كان هناك حرص على تجنبه على الأقل في العقود الثلاثة الأخيرة. بالنسبة لإدارة أوباما التي تتفاخر بأنها نجحت في أن تجعل أميركا غير متورطة في حروب خارجية لأول مرة، منذ فترة طويلة، فإنها تتصرف تحت عقدة حربي العراق وأفغانستان اللتين خسرت فيهما آلاف الجنود، ولم تحقق أي مكاسب سياسية فيهما، فالعراق في حالة فوضى وصراع أخذ بعدًا طائفيًا، بينما لم تختفِ طالبان في أ

بؤس الفكر الانتحاري

لا بد من الاعتراف بأن الفكرة الانتحارية الإرهابية مرعبة في حد ذاتها، فهي تناقض الطبيعة البشرية في الحفاظ على النفس، كما أنها لا تجري في ساحات قتال، بل وسط تجمعات مدنية آمنة وتحمل معها كثيرا من الخسة والجبن، مثل ما حدث أخيرا في القطيف في السعودية وتسبب في سقوط عشرات الضحايا. الهدف الواضح خسيس ويهدف إلى إشعال فتنة طائفية في مجتمع آمن، مثلما حدث في مجتمعات عربية أخرى اكتوت بنار هذا النوع من الأعمال وما نتج عنها من احتراب أهلي مدمر، إذ وقع الجميع في الفخ وأصبحت المحاصصة الطائفية علنية. هو نوع من تعميم ونشر الخراب، رغم أنه لا يوجد شك في أن هناك قوى تشجع هذه الاتجاهات لنشر الفوضى في المنطقة العربية

تحويشة العمر

احترت في كتابة هذا المقال بعد شهور من الغياب الاضطراري؛ فأنا لم أعد بعدُ إلى المنزل، وما زلت في طور النقاهة، فهل أنتظر أكثر أم أكتب؟

مصر وحماس

ردة الفعل من جانب حماس، وبعض التنظيمات المتحالفة، تستحق التأمل بعد قرار محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة اعتبار كتائب القسام التي تعترف حركة حماس بأنها جناحها العسكري حركة إرهابية، فهو في النهاية قرار محكمة بناء على دعوى من أحد المواطنين ويمكن الاستئناف والطعن فيه، كما يحدث يوميا في إجراءات التقاضي بمصر، فهو ليس قرارا صادرا من سلطة تنفيذية أو سياسية، وإن كانت الدولة في النهاية مضطرة لتنفيذ قرارات القضاء. ولا يعتقد أن قرار المحكمة سيؤثر كثيرا على وضعية القسام أو حماس على الأرض، أو حتى أنهما تستطيعان خوض معركة قانونية ضده؛ فالقسام في النهاية تنظيم سري يظهر أعضاؤه في الصور مقنعين، وحماس، الجناح

الملك الإصلاحي

طبيعي أن تكون هناك كثافة تحليلات ودراسات واستنتاجات في الإعلام ودوائر ومراكز الأبحاث بالدول الغربية حول اتجاهات السياسة السعودية داخليا وخارجيا بعد رحيل الملك عبد الله وتولي الملك سلمان مقاليد الحكم، فهذا ما حدث عندما توفي الملك فهد وتولى الراحل الحكم. هذه المرة هناك كثافة في المتابعة والتحليل ومحاولة قراءة ما بين السطور، وهذا طبيعي أيضا بحكم ظروف إقليمية ودولية جعلت الدولة السعودية أكثر أهمية من أي وقت مضى، وكذلك التحديات أكبر من أي وقت مضى. أكثر أهمية بحكم أنها أصبحت عضوا في مجموعة العشرين الأكبر اقتصاديا بالعالم، والتي رأس الملك سلمان وفد المملكة في آخر قممها في أستراليا، وأيضا للدور المحور

مؤشرات «الجدية» في مصر

يعرف خبراء الأسواق المالية والاقتصاد عاملا نفسيا يلعب في أحيان دورا كبيرا في تحريك السوق المالية إيجابا أو سلبا، وهو عامل الشعور بالثقة، فمتخذو القرارات بالشراء أو البيع هم في النهاية بشر؛ عندما يكون مزاجهم جيدا ويشعرون بالثقة يسهمون في تعزيز السوق، وعندما يكون مزاجهم سوداويا ويخشون المستقبل يبدأون في البيع المذعور لتنهار الأسعار. نفس الحال ينطبق تقريبا على المجتمعات والسياسة، فإذا كان هناك شعور بالثقة بين طرفي العقد الاجتماعي، أي الحاكم بمؤسساته المختلفة، والمحكوم بمكوناته المجتمعية، تصبح الاضطرابات السياسية أقل، والقرارات أكثر تقبلا، خاصة إذا كانت في بعض الأحيان تحتاج إلى تضحيات. في مصر كانت