وليد أبي مرشد

وليد أبي مرشد
صحافيّ وكاتب وخبير اقتصادي لبنانيّ

ترمب وفن المستحيل

استقبلت الصين قبل أيام معدودة «سنة الديك» القمرية ليستقبل العالم أجمع - بما في ذلك الصين نفسها - سنة دونالد ترمب. دونالد ترمب ملأ الدنيا وشغل الناس في أول أسبوعين من ولايته كما لم يسبق أن فعل أي رئيس أميركي قبله. خلال هذين الأسبوعين من ولايته الرئاسية قلب ترمب مفهوم الدبلوماسية الدولية من فن الممكن إلى فن المستحيل، معتمدًا مقاربة للشأن الدولي تتوخى الربح لرجل الأعمال، وتتحسب الخسارة لرجل السياسة. ولكن هل يكفي أسبوعان للحكم على ما إذا كان ترمب سيتحول من رجل أعمال يهوى السياسة إلى سياسي يتعاطى الأعمال التجارية، علما بأن المراقبين السياسيين درجوا على منح الحكومات والعهود الجديدة مهلة مائة يوم للح

الطائفة التاسعة عشرة في لبنان

رغم أن جديد لبنان قديمه، وقديم لبنان تقليده، عاد مطلب «الإصلاح» بقوة إلى الواجهة ليطرح شعارًا للمرحلة الراهنة وللعهد الجديد معًا. لا يختلف لبنانيان على أهمية البدء بإصلاح ما يمكن إصلاحه في دولتهم قبل أن يصبح ما أفسده الدهر - والدهريون - علّة تستعصي على أمهر العطّارين. ولكن السؤال يبقى: من أين تبدأ عملية الإصلاح؟ قرار حكومة الرئيس سعد الحريري تعديل القانون الانتخابي بحيث يصبح أفضل تمثيلاً للبنانيين، بداية مريحة لأي خطة لإصلاح دولة ركيزتها الدستورية برلمانها المنتخب مباشرة من شعبها.

بانتظار 20 يناير 2017

أيام معدودة تفصل بين دونالد ترامب «الرئيس المنتخب» ودونالد ترامب الرئيس الرسمي للولايات المتحدة... والنهج السياسي للرئيس «المنتخب» ما زال طاغيًا على نهج الرئيس المسؤول عن الدولة الأعظم في العالم. بانتظار العشرين من يناير (كانون الثاني) 2017، ما زالت الصين أبرز هواجس الرئيس المنتخب: الغرب بأجمعه في «الإسلاموفوبيا»، وترامب وحده في «الصينوفوبيا»... فهل يعني ذلك أن ترامب، الذي لم يخفِ عداءه للمسلمين في خطبه الانتخابية، ترك للرئيس الروسي مهمة مواجهة الإسلام السياسي ليتفرغ هو لعملية احتواء الصين؟

تركة الرئيس أوباما

جاء إلى البيت الأبيض مصممًا على النأي بالولايات المتحدة عن أي «تورط» عسكري في الشرق الأوسط... وخرج منه معترفًا بأن القوة الغاشمة لا تزال سيدة الأحكام في هذا العالم، وأنه لا مكان للمثالية في السياسة، إن هي وضعت في خدمة مصلحة معينة. لو اقتصرت سيرة الرئيس باراك أوباما على هذه المعطيات فحسب، لهان بعض الشيء التأسف على وضع الشرق الأوسط.

الشرق الأوسط بين إدارتين

ربما هي المرّة الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية التي لا تسفر نتيجتها عن انتقال الرئاسة من حزب إلى حزب، بل من حزب إلى فرد. خلافًا لكل أسلافه من الرؤساء الأميركيين، يُعتبر الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، «نسيج وحده». أما تبني الحزب الجمهوري لترشيحه فلم يكن أكثر من «شكلية» انتخابية لا تستتبع، كما يبدو، تقيّده المطلق بتوجهات الحزب - غير المرتاح أصلاً إلى كثير من مواقفه، وربما لا يستوجب التزامه بثوابت المؤسسة الأميركية أيضًا. بعد أن جمع ترامب «المجد من طرفيه»: ملكية أضخم الثروات الشخصية ورئاسة أعظم دول العالم، لم يعد مستساغًا الاستخفاف بالدور الذي يتطلع لأن يلعبه في البيت الأبيض.

رمال سوريا المتحركة

يُروى عن رئيس الحكومة البريطانية الراحل، هارولد ويلسون (1916 - 1995)، قوله لمحازبيه، في خطاب انتخابي، إن «الأسبوع الواحد فترة زمنية طويلة في عالم السياسة» (A week is a long time in politics). إذا كان هذا صحيحًا في الغرب، وفي ظل أحوال طبيعية..

الضحية.. دائمًا وأبدًا

وكأن فلسطين وجدت لتُلقى تبعات الآخرين عليها. لا تمطر غيمة دون أن يطالها منها رذاذ. عام 1917 ناءت المملكة المتحدة بحمل أعباء الحرب العالمية الأولى فتوسلت دعم القادرين ماديًا فكان آنذاك - في صدفة خير من ألف ميعاد - زعيم الجالية اليهودية البريطانية، البارون وولتر روتشايلد، الذي سارع إلى مدها بالدعم المادي المطلوب لقاء ثمن سياسي دفعته فلسطين..

قرن «العالم الثالث»

حتى بين المشككين في نظرية المفكرين والفلاسفة «المتنورين» بأن العالم يتجه نحو الأفضل، ويزداد حضارة مع السنين، لم يكن أحد يتوقع أن ينتكس مسار التطور الحضاري لعالمنا بالطريقة التي شهدناها عام 2016. عقود طويلة قضيناها نهلل للعولمة، لنواجه عام 2016 بالقوقعة..

وهم الإصلاح في لبنان

في إجماع قل نظيره في بلد الملل والنحل، يتفق أقطاب السياسة اللبنانيون على أن الفساد مستشر على كل المستويات في لبنان، وبشكل غير مسبوق في تاريخه الحديث - وربما تاريخ دول العالم الثالث - بحيث أصبح إصلاح الدولة أولوية الأولويات في حياته السياسية.

بانتظار عودة الشرطي العالمي

لا يسع المتتبع للمناظرات الانتخابية بين مرشحي الرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، إلا أن يترحم على عصر الحرب الباردة. آنذاك كانت سياسة الولايات المتحدة الخارجية واضحة وضوح الشمس، هدفها القومي والدولي «احتواء» الاتحاد السوفياتي. وهذا الهدف المحوري فرض التجانس على دبلوماسية الولايات المتحدة الأميركية وعلاقاتها الدولية كما شكل الدعامة الداخلية لكل مقرراتها، حتى وإن كانت التدخل عسكريًا في فيتنام أو الإنفاق على مشروع مكلف لغزو القمر. إبان عصر الحرب الباردة لم يكن أي من حلفاء الولايات المتحدة أو أصدقائها يشكك في الهدف الدولي لدبلوماسيتها ولا موجباته عليهم.