كلية «ترينيتي» الآيرلندية تأسست بقرار ملكة بريطانيا على غرار أكسفورد وكمبردج

نافذة على مؤسسة تعليمية

حرم الجامعة
حرم الجامعة
TT

كلية «ترينيتي» الآيرلندية تأسست بقرار ملكة بريطانيا على غرار أكسفورد وكمبردج

حرم الجامعة
حرم الجامعة

كلية ترينيتي هي الكلية التأسيسية الوحيدة لجامعة دبلن البحثية في آيرلندا. تأسست بقرار من الملكة إليزابيث الأولى في عام 1592 باعتبارها الكلية الأم للجامعة الجديدة، على غرار الكليات الجامعية في أكسفورد وكمبردج، إلا أنها تظل الكلية الوحيدة إلى اليوم؛ لذا فذكرها مترادف في الاستخدام العام مع ذكر جامعة دبلن. وتعد من الجامعات السبع القديمة في بريطانيا وأقدم جامعات آيرلندا. ولا تزال الجامعة على روابط وثيقة مع الجامعتين البريطانيتين العريقتين.
لدى تأسيسها في بداية القرن الرابع عشر، كانت جامعة دبلن أو كلية الثالوث، تُعرف عند تأسيسها من قبل البابا بداية القرن الرابع عشر وبالتحديد عام 1320، بجامعة القرون الوسطى في دبلن. ومع ذلك لم يتمكن أبناء الطائفة الكاثوليكية من الالتحاق بالكلية إلى نهاية القرن الثامن عشر. في حين لم تتمكن النساء من الانتساب إليها للدراسة قبل العام 1904.
من الناحية الأكاديمية، تنقسم الكلية التي تمتدّ على مساحة 190 ألف متر مربع أمام البرلمان الآيرلندي في العاصمة دبلن - إلى 3 فروع تضم ما لا يقل عن 25 مدرسة.
في عام 2016، احتلت الكلية المركز الـ96 عالميا، ولا تزال تعتبر أهم الجامعات الآيرلندية على الإطلاق؛ إذ تضم مكتبتها الضخمة ما لا يقل عن 6.2 مليون كتاب ومخطوطة وخريطة.
يبلغ عدد طلابها 16 ألف طالب حسب إحصاءات العام 2014، بينما يبلغ عدد الأساتذة 1400 وعدد العاملين والموظفين فيها 1456.
ترتبط الجامعة بمستشفيين للتعليم الطبي، وهما مستشفى أدليد وميث وسانت جيمس. وتشارك الكلية عددا من المؤسسات التعليمية في دورات تدريس بشكل مشترك، وهي: معهد دبلن للتكنولوجيا، وكلية كنيسة آيرلندا للتعليم، ومعهد كنيسة آيرلندا للاهوت وكلية فروبيل للتعليم. وتعتبر كليات الآداب والعلوم الاقتصادية والفنون والعلوم الطبية من أهم الكليات فيها.
تنتمي الجامعة إلى رابطة الجامعات الأوروبية المعروفة بـالـEUA التي تأسست عام 2011، وتتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقراً لها. وتمثل الرابطة 750 مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي في 46 دولة لتسهيل التعاون وتبادل المعلومات والخبرات في شؤون السياسات التعليمية والشؤون البحثية.
كما أن الجامعة جزء من رابطة الجامعات الآيرلندية التي تمثل سبع جامعات آيرلندية وهيئة الجامعات الآيرلندية التي تركز على التعاون بين المؤسسات التعليمية في آيرلندا الشمالية وآيرلندا الجنوبية. والأهم من ذلك أنها جزء من رابطة ماجستير إدارة الأعمال - The Association of MBAs التي تضم 238 مدرسة حول العالم.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.