بن دغر: رهانات الوقيعة بيننا وبين التحالف فشلت... وعلاقاتنا أقوى

مستشار بالخارجية اليمنية: الخلافات موجودة بقنوات قطر وإيران ومطابخ الانقلاب

رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته المخا مطلع الشهر الحالي (رويترز)
رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته المخا مطلع الشهر الحالي (رويترز)
TT

بن دغر: رهانات الوقيعة بيننا وبين التحالف فشلت... وعلاقاتنا أقوى

رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته المخا مطلع الشهر الحالي (رويترز)
رئيس الوزراء اليمني لدى زيارته المخا مطلع الشهر الحالي (رويترز)

قال رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، إن رهانات الآخرين على الوقيعة بين حكومته وتحالف دعم الشرعية في اليمن فشلت، مؤكداً أنه غادر العاصمة المؤقتة عدن إلى الرياض للتشاور مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وإجراء لقاءات مع سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية لليمن.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن بن دغر قوله: «تمكنا من تهدئة النفوس، وجمعنا المتناقضات، ووفقنا بين الإخوة، وجعلنا العلاقة مع الأشقاء في التحالف أمتن وأقوى مما كانت عليه، هم منا ونحن منهم، ولدينا جميعاً هدف مشترك، ومصير واحد، ورهانات الآخرين على الوقيعة بيننا قد فشلت».
وأضاف الدكتور بن دغر: «نغادر هذه المرة عاصمة اليمن المؤقتة والظروف فيها أفضل من أي وقت مضى، لقد أثمرت جهودنا خلال عام كامل من الإعداد والتحضير والمتابعة والمناقصات وتوفير المال، وتنظيم الجهود، من تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض، افتتاح مشاريع، ووضع حجر أساس لأخرى، مقرات دولة، ومقرات مؤسسات، ولكن غيابنا لن يطول يا عدن، وعيوننا وقلوبنا مع عدن والوطن الكبير وأقرب إليها من حبل الوريد».
وأشار إلى أن عدن خرجت من عنق الزجاجة، «رغم محاولات البعض للإبقاء على حالة التوتر فيها، وأهم من ذلك كله تمكنا من تهدئة النفوس، وجمعنا المتناقضات، ووفقنا بين الإخوة».
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة عملت بصورة مشتركة مع الوزراء ونوابهم ووكلائهم، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، بقيادتها الرائعة، وقيادة الجيش والأمن، وكادر قليل العدد لكنه عالي الهمة، ومؤسسات عامة كمؤسسة الكهرباء والمياه والطرقات والمؤسسة الاقتصادية الذين عملوا بتفانٍ وإخلاص... مؤكداً نجاح الحكومة وأبناء عدن الذين وقفوا وقفة رجل واحد، ونجاح التحالف الذي كان مع الحكومة.
وقال الدكتور بن دغر: «لقد أمرنا بشراء ما يكفي من المشتقات النفطية للسوق المحلية وللكهرباء، ووفرنا المال لتتمكن المصافي وشركة النفط من القيام بواجباتها إزاء السوق، وللتغلب على أزمة المشتقات، كما أمرنا بشراء كميات احتياطية من البترول والديزل وكوريسين الطائرات، لا تمس إلا بأوامر مركزية». وبسؤاله عمن يسعى إلى الوقيعة بين الشرعية والتحالف، قال المستشار في وزارة الخارجية اليمنية لـ«الشرق الأوسط» مانع المطري: «من يسعى للوقيعة بين الشرعية والتحالف هم الحوثيون وصالح، بالإضافة إلى دول إقليمية أخرى منها قطر وإيران»، لافتاً إلى أن «التحالف يشكل السند الرئيسي في هذه الحرب، ولا شك إن استطاعوا التأثير فإن ذلك سينعكس على المعارك في الأرض وفي موقف الشرعية بشكل عام».
وتابع المطري بالقول: «للأسف الإعلام القطري تحول في الآونة الأخيرة بشكل فج إلى دعم الانقلابيين وبدأ يركز في إثارة قضايا على أنها خلافات بين الشرعية والتحالف، في محاولة إحداث إرباك في الموقف بأنه لا يوجد هناك تنسيق بين الطرفين، ويركز على ترويج مزاعم بأن الإمارات ليست على وفاق مع الشرعية»، مكملاً أن التنسيق مع الإمارات ودول التحالف لم يتوقف أو يتأثر بما يروج له وسائل الإعلام، هذه الخلافات لا توجد إلا في وسائل الإعلام الاجتماعي أو القنوات التابعة لدول إقليمية منها قطر وإيران أو في مطابخ الحوثيين وصالح. قد يحدث في بعض الأحيان تباين وتعدد في وجهات النظر، ولكن هذا ليس خلافاً، وإنما وجهة نظر من منطلق الحرص الجماعي على انتصار الشرعية.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.