«حماس» وفصائل فلسطينية تلتقي في القاهرة لبحث أوضاع غزةhttps://aawsat.com/home/article/997451/%C2%AB%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3%C2%BB-%D9%88%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A3%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%B9-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
«حماس» وفصائل فلسطينية تلتقي في القاهرة لبحث أوضاع غزة
زيارة الوفد تبحث تفاهمات تم الاتفاق عليها بين تيار دحلان والحركة
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
«حماس» وفصائل فلسطينية تلتقي في القاهرة لبحث أوضاع غزة
غادر وفد قيادي من حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الديمقراطية، وشخصيات محسوبة على ما يسمى التيار الإصلاحي لحركة فتح «تيار محمد دحلان»، وكذلك شخصيات من اللجنة الإدارية التابعة لحماس في غزة، أول من أمس، إلى العاصمة المصرية لعقد لقاءات مشتركة مع قيادات مقربة من دحلان، من أجل بحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة. ويمثل الوفد بالأساس أعضاء من لجنة التكافل الوطنية المشتركة، التي أسست منذ أربعة أعوام للتخفيف من حصار غزة، ولتقديم مساعدات إنسانية للسكان ومحاولة إنهاء ملف المصالحة المجتمعية بدفع أموال وتعويضات لأسر ضحايا الأحداث الدامية عام 2007. وتضم اللجنة عن حركة حماس صلاح البردويل، وروحي مشتهي، وإسماعيل الأشقر، وهشام أبو هاشم، بالإضافة إلى القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، ونواب يتبعونه، أبرزهم أشرف جمعة، وماجد أبو شمالة، وقيادات من الجبهتين الشعبية والديمقراطية والجهاد الإسلامي. وشهدت العلاقة بين «حماس» وتيار دحلان تطورا كبيرا خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بعد محادثات عقدت في وقت سابق بين الجانبين في العاصمة المصرية القاهرة، أسفر عنها بدء تفعيل لجنة المصالحة المجتمعية لتعويض ضحايا ومصابي الاقتتال المسلح الذي شهدته غزة بين عامي 2006 - 2007. وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد بدأ منذ وصوله إلى القاهرة بعقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين مصريين، ومع قيادات مقربة من دحلان، منهم سمير مشهراوي الذي كان من المفترض أن يزور قطاع غزة، لكن تم تأجيل زيارته عدة مرات لأسباب مختلفة. وتهدف زيارة الوفد القاهرة إلى بحث التفاهمات التي تم الاتفاق عليها مؤخرا بين تيار دحلان و«حماس»، بشأن تفعيل عمل لجنة التكافل التي سيكون من مهامها دعم مشروع المصالحة المجتمعية وتوفير الأموال له. وبحسب مصادر أخرى، فإن الوفد سيبحث خلال المحادثات، التي يتوقع أن تدوم بضعة أيام، تشكيل لجنة مصرية - إماراتية على غرار «اللجنة القطرية» للإشراف على عشرات المشروعات التنموية في قطاع غزة، مرجحة أن تشرف اللجنة على مشروعات تقدر بنحو 15 مليون دولار شهريا، وستنفذ في مجالات اقتصادية وإسكانية وزراعية وبنى تحتية وبيئية. وكان من المفترض أن يسافر الوفد بعد عيد الفطر الماضي إلى القاهرة ومنها إلى الإمارات، إلا أن بعض الترتيبات الفنية أخرت مغادرة الوفد حتى تم الاتفاق على عقده في مصر. ونفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مشاركتها في الوفد الذي غادر، وقالت إنها لا تقبل المشاركة في مشروعات يمكن أن تعزز الانقسام. فيما قال عصام أبو دقة، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن لجنة التكافل إغاثية ذات طابع اجتماعي إنساني «توجهت للقاهرة لجمع التبرعات للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بغزة، وهذا هو هدف الزيارة». وأكد أبو دقة الذي يشارك في الوفد، خلال تصريح صحافي له، أن اللجنة قدمت خدمات ذات طبيعة إنسانية، وليست لها أي أبعاد سياسية ولا علاقة لها بالتفاهمات الأخيرة بين حركة حماس والنائب محمد دحلان.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.