بيرو تخطف الكينوا من بوليفيا

TT

بيرو تخطف الكينوا من بوليفيا

عُرفت حبوب الكينوا قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة، في جبال الأنديز بالقارة الأميركية الجنوبية، وتُعتبر بوليفيا والإكوادور وبيرو من أكثر الدول المنتجة والمصدرة لها، تُعرف أيضاً باسم ذهب شعب الأنكا، وأم الحبوب، وحبوب المستقبل. لها العديد من الفوائد على صحة الإنسان؛ لاحتوائها على الكثير من الفيتامينات والأملاح المعدنية. تشتهر بأنها «غذاء رائع» بسبب ما يتردد عن قيمتها الغذائية العالية.
حتى وقت قريب نسبيا، كان لا يأكل الكينوا إلا السكان الأصليون في جبال الأنديز، وذلك بأماكن مثل تشالاباتا التي تقع على ارتفاع 3 آلاف و800 متر فوق سطح البحر، إلا أنها صارت في السنوات الأخيرة معروفة لدى الغرب أيضا، ويرجع السبب وراء ذلك جزئيا إلى نجاح مطبخ بيرو في الخارج. كما أعلنت الأمم المتحدة عام 2013 بأنه «العام الدولي للكينوا».
إنه يوم إقامة السوق في تشالاباتا، وهي قرية صغيرة تقع في الجبال غربي بوليفيا. وهناك عدد قليل من الباعة الذين يعدون أنفسهم للبيع في منطقة ينتشر بها الحصى، وتبلغ مساحتها حجم ملعبين لكرة القدم، مع ظهور جبال الأنديز التي يغطيها الجليد في الخلفية.
وبينما كانت هذه السوق، تعج قبل عامين، بالباعة الذين كانوا يحملون أكياسهم من حبوب الكينوا السوداء والصفراء والحمراء، لم يعد ذلك قائما في الوقت الحالي. وعلى الرغم من أنه من الممكن لسكان تشالاباتا أن يجنوا الكثير من وراء الكينوا - وهي حبوب تُزرع بصورة تقليدية هناك، وقد شهد سعرها ارتفاعا هائلاً خلال السنوات الأخيرة - إلا أنه لم يتبق الكثير من هذا الرواج في تشالاباتا. ولا يمكن للمزارعين التقليديين هنا التنافس مع منافسيهم الأكبر، الذين يعتمدون بشكل كبير على المبيدات الحشرية، والذين أدت زيادة إنتاجهم إلى انخفاض حاد في أسعار الكينوا.
وقد ارتفع الإنتاج العالمي للكينوا من 60 ألف طن قبل 10 سنوات، إلى 250 ألف طن، ولفترة من الوقت، دفعت الكينوا بعجلة النمو في بوليفيا، إلا أن ذلك سرعان ما بدأ يتغير، فبدلاً من مبلغ الـ6 آلاف دولار للطن الواحد، الذي كانت تحصل عليه بوليفيا على أعلى تقدير، فهي لا تحصل الآن سوى على 2500 دولار.
وتعتبر قصة الكينوا واحدة من نماذج العولمة. ففجأة، يحصل منتج على شعبية كبيرة وتُعالج بذوره ببراعة لتكييفها مع بيئات أخرى.
وفي بوليفيا، يزرع السكان الأصليون الكينوا منذ مئات السنين بأيديهم، ومن دون استخدام المبيدات الحشرية. ولكن تفوقت بيرو حاليا على بوليفيا وصارت الرائدة في إنتاج الكينوا، حيث يزرع المزارعون هناك الكينوا بكميات صناعية. وفي الواقع، تعد الكمية حاليا أهم من الجودة.



مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.