قطر ... الهروب من حل الأزمة الخليجية بـ«التاشيرات المجانية»

قطر ... الهروب من حل الأزمة الخليجية بـ«التاشيرات المجانية»
TT

قطر ... الهروب من حل الأزمة الخليجية بـ«التاشيرات المجانية»

قطر ... الهروب من حل الأزمة الخليجية بـ«التاشيرات المجانية»

رغم معرفة قطر طريق حل أزمتها الخليجية مع الدول الأربع، بتنفيذ المطالب العادلة، والمتضمنه التخلي عن دعم الإرهاب وتمويله وعدم احتضان رموزه، وأن السبيل الوحيد لحل الأزمة، هو العودة الى عمقها العربي والخليجي، وقطع علاقاتها مع جميع التنظيمات الإرهابية والطائفية والإيديولوجية، والتخلي عن تهديد عمق النظام العربي، إلا أن الدوحة تحاول في كل مرة الابتعاد عن طريق الحل عبر البحث عن حلول لن تجدي لها نفعا، وكان آخرها، اعلان الهيئة العامة للسياحة في قطر، اليوم (الأربعاء)، منح إعفاء لمواطني ثمانين دولة من تأشيرة الدخول المسبقة عند وصولهم إلى قطر، في إطار سياسة تهدف لزيادة أعداد الزوار وتعزيز الإنفاق السياحي في البلاد، على أن يدخل قرار الإعفاء حيز التنفيذ بشكل فوري.
وقال حسن الإبراهيم رئيس قطاع التنمية السياحية في الهيئة، في مؤتمر صحافي، إن هذا التطور في سياسة التأشيرات "ليس الأول ولن يكون الأخير"، حيث صرح أن الهيئة بصدد التعاون مع وزارة الداخلية القطرية لتطبيق مزيد من التسهيلات. وأشار إلى النظر في منح إعفاء من تأشيرة دخول قطر المسبقة لحاملي الإقامة أو التأشيرة السارية لدول مجلس التعاون الخليجي أو المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو كندا أو أستراليا أو نيوزيلندا أو بلدان اتفاقية شنغن، وأوضح أن هذا الإعفاء سيتيح للزوار المؤهلين الحصول على إخطار سفر إلكتروني من خلال تعبئة طلب على الإنترنت قبل 48 ساعة على الأقل.
ورغم محاولات الدوحة الالتفاف والمناورة والمراوغة بالبحث عن سبل تخرجها من عزلتها، إلا أن ذلك لن يتحقق، وهذا ما أكد عليه اليوم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، بالقول : إنه من المنطقي أن تتعامل قطر مع هواجس وقلق الدول الأربع بشأن دعمها لملف التطرف والإرهاب، ولا تكتفي بهواجس واشنطن والعواصم الغربية.. "أزمة قطر مع عالمها".
واضاف قرقاش "أن الشجاعة والمكاشفة ضرورية في ظل غياب الثقة وسجل من التحريض. نجاح الدبلوماسية يرتكز إلى مراجعة الدوحة لدعمها للتطرف وتدخلها في شؤون المحيط".
من جانبه، أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن أمله في أن تسود الحكمة والمنطق السياسة القطرية، فتتجاوب الدوحة مع دول الجوار، قائلا "نأمل أن تتجاوب قطر مع مطالبنا كي نتجاوز هذه الأزمة".
وأضاف الجبير، أن الحل في يد قطر، ذلك أن الانفراج يتوقف على مدى استجابتها لمطالب وقف دعم التطرف والتدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأضاف قائلا "نحن نأمل أن نحل هذه الأزمة داخل البيت الخليجي ونأمل أن تسود الحكمة الأشقاء في قطر لكي يستجيبوا لمطالبات المجتمع الدولي وليس فقط الدول الأربع".
وكانت الدول الأربع قد قدمت لائحة مطالب إلى قطر في الثاني والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي بينها تقليص العلاقات مع إيران وإغلاق قناة الجزيرة، كشروط لرفع الحصار.



الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
TT

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2009، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية استراتيجية شاملة لتطوير نظام النقل العام في مدينة الرياض.

وعرض الملك سلمان عندما كان أميراً للعاصمة السعودية الرياض، على الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، التحديات التي كانت تواجه المدينة آنذاك، مثل النمو السكاني المتزايد، وتأثيراته على البنية التحتية، خاصة الطرق وحركة المرور. ومن هنا، انطلقت فكرة المشروع بإنشاء العمود الفقري للنقل العام المتمثل في القطار الكهربائي والحافلات؛ لتغطية كامل المدينة.

ملامح الوثيقة التاريخية

الوثيقة لم تقتصر على الرؤية فحسب، بل تضمنت خططاً متكاملة ومواصفات فنية دقيقة، أعدّتها الهيئة العليا، بما يشمل تصميم الشبكة التي تمتد بطول 708 كيلومترات، مع ربطها بالخدمات المحلية لتسهيل التنقل داخل العاصمة السعودية.

وأوضحت الوثيقة استخدام الملك سلمان عبارة «العمود الفقري» لوصف مشروع النقل العام بشقيه «الحافلات والقطار»، كأول استخدام لهذا التعبير، ما يعدّ دلالة على اهتمامه البالغ بهذا المشروع وأولويته منذ قرابة العقدين، إلى جانب نظرته لمستقبل المدينة، واستشرافه لما ستصبح عليه، من خلال وضع مشاريع استراتيجية تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسع العمراني وارتفاع عدد السكان.

رؤية الملك سلمان: من فكرة إلى واقع

مراقبون لتاريخ المشروع عدّوا، لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يميّز هذا المشروع هو امتداد الرؤية رغم مرور أكثر من عقد على طرحها، لتصبح اليوم واقعاً ملموساً من خلال افتتاح الملك سلمان، الأربعاء، قطار الرياض، أحد أضخم مشاريع النقل العام عالمياً.

وأضاف متابعون لمشاريع النقل في السعودية أن هذه الاستمرارية تعكس القيادة المؤسسية، وثبات النهج التنموي في السعودية، حيث تجاوزت التحديات والتغيرات لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

التخطيط المستدام

وبيّنت الوثيقة التاريخية الدليلَ على أهمية التخطيط طويل المدى، الذي يركز على مواجهة التحديات الحضرية بحلول مبتكرة ومستدامة، مما يجعل «قطار الرياض» ليس مجرد وسيلة نقل، بل نموذجاً يُحتذى به للمشاريع التنموية الكبرى التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم.

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

واتفق مراقبون واكبوا افتتاح «قطار الرياض» على أن السعودية أثبتت خلال السنوات الأخيرة أن الرؤى الواضحة والمبنية على التخطيط الدقيق قادرة على تحويل الطموحات إلى إنجازات، وتترك أثراً دائماً للأجيال القادمة.

ووجّه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، الشكرَ لخادم الحرمين الشريفين على دعمه مشروع النقل العام بمدينة الرياض بشقّيه القطار والحافلات، لافتاً إلى أنه يُعد «ثمرة من ثمار غرس» الملك سلمان بن عبد العزيز، و«انطلاقاً من رؤيته الثاقبة» عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.