مصر تسعى لتسوية مشاكل صادراتها الزراعية مع دول عربية

تكلفة دعم الوقود تقفز أكثر من 135% بفعل التعويم

TT

مصر تسعى لتسوية مشاكل صادراتها الزراعية مع دول عربية

أبدى رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية في مصر، عبد الحميد دمرداش، تفاؤله بإمكانية تسوية مشاكل تصدير منتجات زراعية للأسواق العربية، وقال إن بلاده تسعى لاقتحام أسواق عالمية جديدة لتصدير الخضراوات والفاكهة.
وقال دمرداش، إن دولا عربية طالبت بوضع «قائمة بيضاء للمصدرين المصريين» لضمان الثقة عند التعامل معهم مباشرة وسلامة منتجاتهم. وتواجه الصادرات الزراعية المصرية مشاكل بعد أن حظرت دول غربية وعربية استيراد بعض الخضراوات والفاكهة من مصر بسبب المبيدات الحشرية.
وحظرت السعودية في يوليو (تموز) استيراد الفراولة المصرية بسبب متبقيات المبيدات، كما أعلنت الإمارات العربية المتحدة في أبريل (نيسان) حظر استيراد الفلفل المصري بأنواعه. وحظر السودان في مايو (أيار) دخول السلع المصرية الزراعية والحيوانية.
لكن دمرداش قال في مقابلة مع «رويترز»: «سيكون هناك وفد مصري رسمي يزور الدول التي حظرت بعض المنتجات... نأمل أن تعاود تلك الدول الاستيراد من مصر قبل بداية الموسم التصديري الجديد الذي يبدأ في نوفمبر (تشرين الثاني)».
وأضاف: «لدينا في مصر منظومة حاليا للتأكد من خلو بعض المنتجات التي كان بها مشاكل، مثل العنب والفلفل والفراولة قبل تصديرها، واحتمال أن تنضم لها الطماطم قريبا». والمجلس التصديري للحاصلات الزراعية هو المتحدث باسم مصدري الحاصلات الزراعية في مصر، وهدفه الرئيسي زيادة الصادرات وفتح أسواق جديدة أمام الخضراوات والفاكهة المصرية. ويضم المجلس نحو 1200 مصدر من إجمالي نحو 2400 مصدر للخضراوات والفاكهة، وفقا لدمرداش.
ويبلغ حجم صادرات مصر من الحاصلات الزراعية للدول العربية نحو 1.2 مليون طن سنوياً.
وقررت وزارة التجارة المصرية في مايو بالاشتراك مع وزارة الزراعة إخضاع الصادرات الزراعية الطازجة من الخضراوات والفاكهة لإجراءات فحص لضمان مطابقتها للمعايير والاشتراطات الدولية.
وتبلغ صادرات مصر السنوية من الفاكهة نحو 1.8 مليون طن، والخضراوات نحو 1.4 مليون طن. وتصدر مصر نحو 90 منتجا من الخضراوات والفاكهة، وفقا لدمرداش.
وأضاف دمرداش، أن بعض الدول العربية «طلبت من مصر وجود قائمة بيضاء للمصدرين المصريين» الموثوق في سلامة منتجاتهم الزراعية. وقال إن المجلس التصديري للحاصلات سيسعى مع «الحكومة ومجلس النواب لوضع سجل للمصدرين حتى يكون هناك تعريف محدد لهم وشروط... نريد أن يكون لدينا مصدر حاصلات زراعية حقيقي ومدرب... هناك هواة ولا بد من وقفهم؛ حتى لا يتسببوا بالضرر لباقي المصدرين».
وتابع، أن المجلس يعمل على فتح أسواق تصديرية جديدة أمام الخضراوات والفاكهة المصرية في أفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية خلال الموسم المقبل.
وقال: «50 في المائة من صادراتنا من الخضراوات والفاكهة تذهب للدول العربية، و40 في المائة إلى أوروبا وروسيا و10 في المائة إلى آسيا... نعمل على فتح أسواق تصديرية جديدة في آسيا وأفريقيا، وسنقوم بعدد من الزيارات للدول هناك، وأيضا نعمل على فتح أسواق للعنب في كندا وأستراليا».
يستمر الموسم التصديري من أول سبتمبر (أيلول) حتى نهاية أغسطس (آب)، وتكون ذروة الموسم بين نوفمبر ومنتصف أبريل. ويقدر دمرداش قيمة الصادرات المصرية من الخضراوات والفاكهة خلال الموسم الذي ينتهي في آخر أغسطس الحالي، بنحو 2.1 مليار دولار مقابل 2.2 مليار دولار قبل عام، من خلال تصدير نحو 3.5 مليون طن، وذلك بانخفاض واحد في المائة عن الموسم الماضي. على صعيد آخر، قال وزير البترول المصري طارق الملا: إن تكلفة دعم المواد البترولية في البلاد قفزت إلى نحو 120 مليار جنيه (6.75 مليار دولار) في السنة المالية 2016 – 2017، وذلك بفعل تحرير سعر الصرف.
كان دعم الوقود في السنة المالية السابقة 2015 - 2016 بلغ 51 مليار جنيه؛ مما يعني أن تكلفة الدعم زادت 69 مليار جنيه بما نسبته 135.3 في المائة. وتبدأ السنة المالية في مصر أول يوليو وتنتهي في 30 يونيو (حزيران).
ونقلت «رويترز» عن الوزير قوله: «دعم المواد البترولية بلغ نحو 120 مليار جنيه في 2016 – 2017، تحرير سعر الصرف ساهم في ارتفاع فاتورة دعم المواد البترولية».
ورفعت مصر أسعار المواد البترولية مرتين في فترة زمنية لا تتجاوز ثمانية أشهر، وكان آخرها في يونيو.
ويبلغ الدعم المقدر للمواد البترولية في ميزانية 2017 - 2018 نحو110 مليارات جنيه.
وتسعى مصر لتطبيق إصلاحات مثل تدشين نظام للبطاقات الذكية لمراقبة الاستهلاك في محطات الوقود وتوزيع أسطوانات غاز الطهي من خلال بطاقات التموين التي تحصل بموجبها الأسر على سلع بأسعار مدعمة. لكن هذه الإجراءات لم تطبق فعليا حتى الآن.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».