الجامعة الأميركية في بيروت تستضيف مؤتمر «النساء العربيات في مجال الحوسبة»

المرأة العربية تسجل نسبة تفوّق تلامس الـ50 %

المرأة العربية حققت إنجازات كبيرة في التعامل مع التقنية
المرأة العربية حققت إنجازات كبيرة في التعامل مع التقنية
TT

الجامعة الأميركية في بيروت تستضيف مؤتمر «النساء العربيات في مجال الحوسبة»

المرأة العربية حققت إنجازات كبيرة في التعامل مع التقنية
المرأة العربية حققت إنجازات كبيرة في التعامل مع التقنية

لا يغرّنك المظهر الأنثوي لدى بعض النساء العربيات، فقد حقّقن إنجازات كبيرة في التعامل مع الحاسوب الآلي. كما أنهنّ جديرات بأن تُقرن أسماؤهنّ بالإنجازات الرفيعة المستوى التي حقّقت في هذا المجال على صعيد عام، في لبنان مثلاً، تبلغ نسبة النساء اللامعات في هذا المضمار نحو 25 في المائة.
تعزيزاً لدور المرأة في هذا المجال، تستضيف «الجامعة الأميركية» في بيروت المؤتمر الدولي السنوي الخامس للنساء العربيات في مجال الحوسبة، الذي يستمر لثلاثة أيام متتالية (من 10 حتى 12. أغسطس «آب» الحالي)، وتحتضنه قاعة الـ«وست هول».
يهدف هذا المؤتمر إلى دعم وإلهام المرأة العربية في مختلف مجالات الحوسبة، وخلق روابط بينها وبين النظام البيئي العالمي للتكنولوجيا. وكذلك تمكينها من تحقيق تطلعاتها المهنية على المستوى الذي ترغب فيه. ومن المتوقّع أن يشارك فيه أكثر من 500 من النساء والرجال الدوليين والإقليميين من جميع قطاعات التكنولوجيا، وبينهم ممثلين عن شركات «غوغل» و«آي بي إم» و«مايكروسوفت» وغيرها.
«رغبنا بأن يحمل المؤتمر هذا العام تطوراً ملحوظاً بحيث يلقي الضوء على أهمّ مستجدّات عالم الحوسبة من ناحية، والدور الذي تلعبه المرأة فيه من ناحية ثانية». هذا ما أوضحه دكتور وسيم الحاج رئيس دائرة البرمجة المعلوماتية في كلية الآداب والعلوم في «الجامعة الأميركية» في بيروت خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط». مضيفاً: «سيشهد إضافة إلى جلسات الحوار التي ستتخلّله، ورش عمل تلقي الضوء على عناصر مهمة في هذا المجال، وبينها ما يحمل طابعاً تكنولوجياً وصناعياً وابتكارياً وأخرى تتطرّق إلى برامج توجيهية وإرشادية في هذا المضمار».
حسب الحاج، فإن شركات عالمية ورائدة في مجال الكومبيوتر لم تتردد في المشاركة بهذا المؤتمر، لما يحمل من أهمية لتحفيز التعامل مع الحاسوب الآلي بطريقة محترفة ولا سيما من قبل النساء.
وكان المؤتمر قد سبق وعقد في دول أخرى في الأعوام الأربعة الماضية، من بينها المغرب والأردن والسودان، إلا أنه لم يكن يشهد هذا الإقبال الذي جذب نحو 500 شخص للمشاركة به في لبنان. وهو يضم متحدثين ورائدين في هذا المجال لبّوا دعوة «الجامعة الأميركية» في بيروت من دون تردد ليكونوا من بين فعالياته. ويشارك فيه أيضا طلاب جامعيون سجلوا تفوقا في هذا المجال، ولا سيما بجامعتي «بيرزيت» و«النجاح» في فلسطين.
«هي جامعات ذاع صيت طلابها بنشاطهم اللافت على الحاسوب الآلي، ولا سيما لدى الجنس اللطيف منهم، فتمسكن بمشاركتهن في هذا المؤتمر كونهن يمثلن نموذجاً حياً عن تفوق المرأة في هذا المجال». قال الحاج في سياق حديثه. وحسب الحاج فإنّ هذا الهجوم النسائي الذي نشهده اليوم في عالم الكومبيوتر، نتج عنه فعالية وإنتاج ملحوظين، بحيث وضع المرأة العربية بشكل عام على خريطة التكنولوجيا الأساسية.
ويستهل المؤتمر بجلسة افتتاح في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس (10 أغسطس)، يتحدث فيها كل من رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، ورئيس دائرة البرمجة المعلوماتية في كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور وسيم الحاج، ومؤسسة ورئيسة النساء العربيات في الحوسبة البروفسور سناء عودة، بالإضافة إلى وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتورة عناية عز الدين، التي استطاعت أن تحقق إنجازات لافتة في موضوع إدخال العمل الحاسوبي على أقسام وزارتها. كما سيتحدّث فيه الأميركي توماس ج. واتسون ممثلا مركز أبحاث (آي بي إم) وروز روبنسون (من أكاديمية انيتا بورغ الأميركية للتكنولوجيا)، إلى جانب مي مدحت التي سبق وعملت مع فريق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وكذلك مع مارك زوكربرغ في مركز (وادي السيليكون) في أميركا.
وأشار دكتور وسيم الحاج إلى أن بعض المشاركين في المؤتمر، بدوا متحمسين لوجودهم في لبنان، حيث مدّدوا إقامتهم في ربوعه لثلاثة أيام إضافية، بعيد انتهاء أعمال المؤتمر. يجولون خلالها حسب برنامج سياحي وضعته الجامعة الأميركية لضيوفها على مناطق جبيل والشوف وبيروت.
يصبّ الهدف الرئيسي لـ«المؤتمر الدولي السنوي الخامس للنساء العربيات في مجال الحوسبة»، بالدرجة الأولى في دعم عمل المرأة مع الكومبيوتر، ومن المتوقّع أن تتسبب نتائجه بنقلة نوعية لها تصل أصداؤها إلى أبعد من العالم العربي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».