الحكومة التونسية تفشل في التفاوض مع المحتجين في الجنوب

الحكومة التونسية تفشل في التفاوض مع المحتجين في الجنوب
TT

الحكومة التونسية تفشل في التفاوض مع المحتجين في الجنوب

الحكومة التونسية تفشل في التفاوض مع المحتجين في الجنوب

فشلت محاولات الحكومة التونسية في شخص محمد الطرابلسي، وزير الشؤون الاجتماعية، في فض اعتصام ينفذه محتجون بمنطقة قبلي (نحو 600 كلم جنوب) بسبب إصرارهم على حضور الشركات الأجنبية، وهي في مجملها شركات نفطية، من أجل التفاوض معها مباشرة حول عدد فرص التشغيل الممكنة لعودة إنتاج النفط، رغم التوصل إلى حل يرضي الطرفين، وفق وجهة النظر الحكومية.
وعلى امتداد أكثر من 15 ساعة من المفاوضات مع الوفد الحكومي، الذي ترأسه وزير الشؤون الاجتماعية وأعضاء من الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، ونواب منطقة قبلي في البرلمان، أفاد الطرابلسي بأن «أقلية» فوتت فرصة إمضاء اتفاق وصفه بأنه «تاريخي» مع معتصمي منطقة قبلي، وشدد على أن الطرف الحكومي رفض هذا الطلب المفاجئ وغير المقبول، في إشارة إلى وضع المحتجين شرط التفاوض المباشر مع الشركات النفطية الأجنبية، باعتباره «ممثلاً للدولة وسيادة القانون».
وكانت الأطراف المتفاوضة باسم المحتجين قد قدمت 214 مطلبا تشمل مختلف القطاعات المهنية، وتتعلق بجوهر العملية التنموية في الجهة، وقد تم التفاوض حولها بالتفصيل قبل أن يتم الاتفاق بين الطرفين على بعض النقاط العالقة، ومن بينها حل المشاكل المتعلقة باستغلال الأراضي الفلاحية. كما تم الاتفاق على إحداث صندوق للتنمية بميزانية قيمته 30 مليون دينار تونسي (نحو 12 مليون دولار)، إضافة إلى توفير ما لا يقل عن ثلاثة آلاف موطن شغل لفائدة العاطلين عن العمل.
كما تعهدت الحكومة كذلك بإنجاز مشاريع تشمل الطرقات والبنية التحتية، ومد قنوات التطهير وتطوير الخدمات الصحية، وتوفير التجهيزات والكوادر الطبية، وتغيير تصنيف بعض المؤسسات الصحية. غير أن بعض ممثلي المحتجين رفضوا هذه الوعود، واشترطوا التفاوض المباشر مع مسؤولي الشركات النفطية لإعادة تشغيل محطات ضخ النفط المتوقفة عن الإنتاج منذ مدة داخل منطقة قبلي. وأمام هذا التصعيد واصلت الحكومة تمسكها بالحوار والعمل على تنفيذ كل الوعود التي قدمتها على الرغم من تعطيل المفاوضات. وفي مقابل وجهة نظر الحكومة، أشار فاخر العجمي، وهو أحد منسقي الاعتصام في منطقة دوز التابعة لولاية (محافظة) قبلي، إلى انسحاب الوفد الحكومي من المفاوضات، وحمل الحكومة مسؤولية ذلك الفشل، بقوله إن الاقتراح الذي قدمته الحكومة بتشغيل 100 عاطل فقط عن العمل في الشركات البترولية، وعلى مدى سنتين، سوف يتسبب في حدوث اضطرابات بين أبناء الجهة، خاصة أن عدد المعتصمين يقارب 200 عاطل. وينفذ مجموعة من العاطلين عن العمل الشبان اعتصاماً في صحراء دوز من ولاية قبلي منذ أكثر من 3 أشهر، مما تسبب في توقف إنتاج البترول والغاز وضخهما بصفة كلية من المنطقة.



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.