سلسلة اغتيالات في الصومال... والحكومة تتعهد بمواصلة القتال ضد «الشباب»

v

جندي صومالي يقف بجوار سيارة «توك توك» مدمرة عقب وقوع تفجير إرهابي بالقرب منها في العاصمة مقديشو أمس (أ.ب)
جندي صومالي يقف بجوار سيارة «توك توك» مدمرة عقب وقوع تفجير إرهابي بالقرب منها في العاصمة مقديشو أمس (أ.ب)
TT

سلسلة اغتيالات في الصومال... والحكومة تتعهد بمواصلة القتال ضد «الشباب»

جندي صومالي يقف بجوار سيارة «توك توك» مدمرة عقب وقوع تفجير إرهابي بالقرب منها في العاصمة مقديشو أمس (أ.ب)
جندي صومالي يقف بجوار سيارة «توك توك» مدمرة عقب وقوع تفجير إرهابي بالقرب منها في العاصمة مقديشو أمس (أ.ب)

وقعت أمس سلسلة من عمليات الاغتيال في العاصمة الصومالية مقديشو, حيث اغتال مجهولون محافظ إقليم غلغدود الصومالي محمد طاهر شيخ عثمان، وأخوه في منطقة عرفات بمقديشو، كما لقي شيخ عشيرة يدعى جيدي مصرعه أيضا على أيدي مجهولين في عملية اغتيال مماثلة بالمدينة. وقالت مصادر أمنية بأن شيخ عثمان كان يقوم برفقة شقيقه بمهمة عمل رسمية في العاصمة قبل أن يطلق عليهما مجهولون النار, بينما تعرض جيدي لإطلاق نار عقب خروجه من أحد المساجد.
وكانت الشرطة الصومالية قد أعلنت أول من أمس عن مصرع سيدة في انفجار سيارة محملة بالمتفجرات في وسط العاصمة مقديشو, في هجوم لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه لكن حركة الشباب المتطرفة شنت هجمات متكررة في المدينة من قبل. وقال محمد حسين وهو ضابط في الشرطة لوكالة رويترز «شاهدت قتيلا واحدا من المدنيين. كانت امرأة. وأصيب رجل واحد أيضا». وسيطر مقاتلون من حركة الشباب قبل يومين على بلدة ليغو بإقليم شبيلي السفلى في جنوب الصومال، بعدما انسحبت منها قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي «أميصوم» وقوات الجيش الوطني الصومالي. ولم يتضح بعد مبررات الانسحاب المفاجئ لهذه القوات من البلدة التي تقع على بعد نحو 130 كيلومترا إلى الشمال الغربي من العاصمة مقديشو, حيث قتل مسلحو الشباب الأسبوع الماضي 12 على الأقل من قوات حفظ السلام في أحد أعنف الهجمات على القوة الأفريقية. وقال شهود عيان بأن قوات الاتحاد الأفريقي وقوات الجيش الصومالي انسحبت من البلدة بعدما دخلها مقاتلو الشباب الذين انتشروا في كل أنحائها. وكانت الحكومة الصومالية قد اعتبرت أن مقتل القيادي من ميليشيات حركة الشباب المتمردة علي محمد حسين المعروف بـ«علي جبل» جراء قصف جوي لطائرات حربية أميركية الأسبوع الماضي, من شأنه تقويض شوكة متمردي الحركة التي تنفذ هجمات إرهابية ضد الشعب.
وأعربت الحكومة في بيان لها عن ترحيبها بتنفيذ العملية الجوية في منطقة توروتورو بإقليم شبيلي السفلى, كما شكرت الدول الصديقة على جهودها في التنسيق والعمل المشترك, كما تعهدت بأنها ستضاعف الجهود الرامية إلى دحر الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد. لكن ذلك لم يمنح الحكومة من التلويح بإمكانية استفادة المتطرفين من العفو العام الذي أعلنه الرئيس الصومالي مؤخرا حمد عبد الله فرماجو.
ويعتبر القيادي علي جبل مسؤولا عن ميليشيات حركة الشباب المتمردة في إقليم بنادر, وهو العقل المدبر للعمليات الإرهابية والاغتيالات التي وقعت مؤخرا. وتشن حركة الشباب حملة للإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب وطرد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في محاولة للسيطرة على البلاد وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة في الصومال. وسيطرت الحركة على أجزاء كبيرة من البلاد حتى عام 2011 عندما تمكنت قوات صومالية وقوات حفظ سلام من طردها من مقديشو.
على صعيد آخر, اضطر وزير الدستور عبد الرحمن جبريل للاعتذار أمس أمام أعضاء البرلمان الصومالي بسبب تغريدة له عبر موقع توتير, وفقا لما قالته وكالة الأنباء الصومالية الرسمية التي لم تفصح عن مضمون التغريدة, لكنها أشارت إلى أن أعضاء المجلس قبلوا اعتذار وزير الدستور وسمحوا له بمواصلة مهامه. واستمع البرلمان لتقرير من الوزير الذي شرح برامج وزارته, في جلسة ترأسها رئيس مجلس الشعب محمد شيخ عثمان جواري. إلى ذلك, بدأت الأمم المتحدة ومؤسسات التنمية في الصومال الواقع في منطقة القرن الأفريقي على تعزيز قدرته الوطنية على التصدي للجفاف في أعقاب الجفاف الحاد السائد حالا الذي أجبر أكثر من 800 ألف شخص على هجر ديارهم.
وقال بيان للأمم المتحدة بأن الأمر يتعلق بأول دورة تدريب من نوعها في الصومال، من أجل مواجهة حركة النزوح المتنامية في البلاد.
وفي كينيا المجاورة, أعلن متحدث باسم المعارضة أن الشرطة داهمت مكاتب تحالف المعارضة مساء أول من أمس وذلك قبل أربعة أيام من الانتخابات العامة, لكن الحكومة سارعت إلى نفي شن أي مداهمة ووصفت هذا التقرير بأنه «أنباء كاذبة».
وقال حراس يعملون في مبنى تحالف المعارضة في نيروبي إنه لم تحدث مداهمة كما أن حراسا في مبنى مقابل قالوا إنهم لم يروا ما يشير إلى وقوع مداهمة.
ويتأهب الناخبون في كينيا لاختيار رئيس للبلاد وأعضاء البرلمان ومسؤولين محليين يوم الثلاثاء المقبل في انتخابات شابتها بالفعل روايات ملفقة من كل الأطراف.
وقام مسؤول المعارضة الذي أعلن هذا الهجوم وهو دينيس أونيانجو المتحدث باسم زعيم المعارضة رايلا أودينجا بإغلاق هاتفه فيما بعد. ويشعر الناخبون بتوتر بالفعل بعد مقتل مسؤول انتخابي كبير وغادر كثيرون المدن وتوجهوا إلى الريف خشية تكرار أعمال العنف التي أعقبت انتخابات جرت في 2007.
وكان أونيانجو قد قال في وقت سابق عبر الهاتف والبريد الإلكتروني إن موظفين احتجزوا في المكاتب لساعات خلال المداهمة وقدم تفاصيل بشأن ما كانت الشرطة ترتديه والأسلحة التي قال إنه تم استخدامها.
وقال دينيس إيتومبي وهو متحدث باسم الحكومة الكينية إن «هذه أخبار كاذبة وعمل لا يتسم بالمسؤولية تماما». ويخوض أودينجا الانتخابات التي تجري في مواجهة الرئيس الحالي أوهورو كينياتا, علما بأنه قال الأسبوع الماضي إن الحكومة لا يمكنها الفوز إلا بتزوير الانتخابات, وتحداه كينياتا أن يقدم دليلا على هذه الادعاءات.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.