«النصرة» تسلم «حزب الله» 5 أسرى مقابل عبور أبو مالك التلي إلى إدلب

اللواء إبراهيم: خلال أيام سنرى «سرايا أهل الشام» خلف الحدود

لاجئون سوريون من عرسال لحظة وصولهم إلى حماة قبل استكمال الرحلة إلى شمال سوريا (رويترز)
لاجئون سوريون من عرسال لحظة وصولهم إلى حماة قبل استكمال الرحلة إلى شمال سوريا (رويترز)
TT

«النصرة» تسلم «حزب الله» 5 أسرى مقابل عبور أبو مالك التلي إلى إدلب

لاجئون سوريون من عرسال لحظة وصولهم إلى حماة قبل استكمال الرحلة إلى شمال سوريا (رويترز)
لاجئون سوريون من عرسال لحظة وصولهم إلى حماة قبل استكمال الرحلة إلى شمال سوريا (رويترز)

تسلم «حزب الله» اللبناني أمس، 5 أسرى من مقاتليه كانوا محتجزين لدى تنظيم «جبهة النصرة»، تنفيذاً لاتفاق توصل الطرفان إليه الأسبوع الماضي، قضى بخروج مقاتلي التنظيم من جرود عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا، بينهم زعيم «النصرة» في القلمون أبو مالك التلي، إلى الشمال السوري، بعد أسبوع من القتال.
وأنجز الحزب و«النصرة» الصفقة مساء أمس على معبري فصل قوات النظام السوري عن النصرة في ريف حماة الشمالي الشرقي. ودخل المغادرون من عرسال إلى الشمال السوري على 5 دفعات، من منطقة السعن التي تسيطر عليها قوات النظام، إلى منطقة الرهجان التي تسيطر عليها الفصائل في أقصى ريف حماة الشمالي الشرقي، حيث كان يتم تبادل كل دفعة بقافلة من المغادرين من الأراضي اللبنانيين.
وأسرى الحزب هم موسى كوراني، وأحمد مزهر، وحسن طه، ومحمد مهدي شعيب ومحمد جواد علي ياسين. وأسرتهم «النصرة» بين عامي 2015 و2016 ضمن عمليات عسكرية في ريف حلب الجنوبي.
وعبر الأسرى في موكب رسمي من السعن إلى القصير ومن ثم إلى جوسيه السورية، قبل العبور إلى القاع حيث أقيم احتفال رسمي بعودتهم.
وكان الإعلام الحربي أكد أن عملية التبادل بين حزب الله والنصرة عند معبر السعن في ريف حماة ستجري على 5 دفعات تشمل دخول الحافلات إلى مناطق سيطرة المسلحين وإطلاق سراح أسير من أسرى حزب الله الخمسة مقابل كل دفعة.
وتضم حافلات المهجرين الآلاف بينهم المئات من المقاتلين في «هيئة تحرير الشام» (النصرة مكونها الأساس) وعوائلهم، ومدنيين من اللاجئين، ممن هجروا من جرود فليطة السورية وعرسال اللبنانية، نحو محافظة إدلب.
وبدأت القوافل بالتحرك من معبر السعن على 5 دفعات، انتهت مساء أمس، عبر إدخال دفعة حافلات مقابل تسليم أسير لدى هيئة تحرير الشام. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوافل اتجهت بعد ذلك إلى إدلب.
وأشار المرصد إلى أن قافلة مهجَّري جرود فليطة السورية وعرسال اللبنانية، وصلت إلى معبر السعن بالريف الشرقي لمدينة حماة، على الطريق الواصلة بين سلمية والشيخ هلال وأثريا، حيث توقفت القافلة في المنطقة، لاستكمال إجراءات لوجيستية، تتعلق بطريقة دخول الحافلات، وسيارات الإسعاف.
وبدأ سريان وقف إطلاق النار في عرسال الأسبوع الماضي بعد أيام من هجوم شنه حزب الله والجيش السوري النظامي لطرد متشددي «جبهة النصرة» وجماعات أخرى من آخر موطئ قدم لهم في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا.
وذكرت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله أن قافلة تضم أكثر من مائة حافلة وصلت أمس (الخميس) إلى منطقة السعن في محافظة حماة، حيث بدأت العبور من مناطق حكومية. وغادرت الحافلات عرسال مساء الأربعاء.
وكانت «النصرة» تحتجز 8 من مقاتلي «حزب الله» أفرج عن 3 منهم ليل الثلاثاء - الأربعاء بعد إطلاق سراح 3 موقوفين لدى السلطات الرسمية اللبنانية بتهمة الإرهاب.
وقال اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني في مقابلة تلفزيونية إن الجيش يعد لهجومه، لكنه على استعداد للتفاوض على استسلام المتطرفين.
وأضاف أن الجماعة المسلحة الوحيدة المتبقية في منطقة الحدود الجبلية هي «سرايا أهل الشام» وتسيطر على منطقة صغيرة من الحدود.
وتابع قوله: «سرايا أهل الشام سينسحبون إلى القلمون خلال أيام معدودة. هذا الموضوع لن يطول وخلال الأيام القليلة المقبلة سنرى سرايا أهل الشام خلف الحدود اللبنانية».
وتشبه صفقة نقل المتشددين مع أعداد كبيرة من اللاجئين اتفاقات أبرمت داخل سوريا، نقلت بموجبها دمشق مقاتلين ومدنيين إلى مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.