غرينبلات يوسع طاقمه العامل على دفع المسار السياسي في الشرق الأوسط

مصادر أميركية: أحداث الأقصى أكدت أهمية التدخل لمنع اشتعال آخر

TT

غرينبلات يوسع طاقمه العامل على دفع المسار السياسي في الشرق الأوسط

بدأ المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية، جيسون غرينبلات، خلال الأسبوعين الأخيرين، في توسيع الطاقم الذي يعمل معه، تمهيدا لاستئناف المرحلة المقبلة من جهوده لتحريك المسيرة.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن الإدارة الأميركية، كشفت عن هذه الخطوة، في محاولة للتأكيد على التزام إدارة ترمب استئناف العملية السلمية، بخلاف ما نشر في اليومين الأخيرين، على لسان جارد كوشنر، المستشار الرفيع للرئيس الأميركي ونسيبه، خلال محادثات أجراها مع مستشارين لأعضاء في الكونغرس. وكان كوشنر قال، إنه «لا توجد لدى إدارة ترمب خطة منظمة لتحقيق اتفاق سلام إسرائيلي – فلسطيني»، وإنه «ربما لا يوجد حل».
وحسب المعلومات التي وصلت إلى إسرائيل، فقد ضم غرينبلات إلى طاقمه، مستشارة رفيعة للشؤون الخارجية، وتحدث مع وزارة الخارجية الأميركية عن إمكانية انتقال مسؤولين ودبلوماسيين خبراء في موضوع الشرق الأوسط، للعمل معه مباشرة في البيت الأبيض. ومن أرفع الشخصيات التي انضمت إلى طاقم غرينبلات، فيكتوريا كواتس التي كانت مسؤولة، خلال النصف سنة الأخيرة، عن «الاتصالات الاستراتيجية» في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وانتقلت أخيرا، للعمل مع غرينبلات فقط. وكانت كواتس، وهي مؤرخة، قد عملت في السنوات الأخيرة، كمستشارة للسياسة الخارجية، مع السيناتور تيد كروز، وحاكم تكساس ريك بيري (وزير الطاقة حاليا)، ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد. ومنذ تعيينها في منصبها الجديد، عملت ضمن الجهود الأميركية لوضع حد للتوتر ولموجة العنف التي اندلعت في موضوع الحرم القدسي.
وستعمل كواتس إلى جانب كريس باومن، خبير الشؤون الإسرائيلية – الفلسطينية، والكولونيل المتقاعد في سلاح الجو الأميركي، الذي جرى تجنيده للبيت الأبيض من قبل مستشار الأمن القومي، الجنرال هربرت مكماستر، في مايو (أيار) الماضي. ويتوقع أن ينضم إليهم، لاحقا، عدد من الموظفين في وزارة الخارجية الذين سينتقلون للعمل مع غرينبلات. وكان وزير الخارجية ريك تيلرسون قد أعرب عن رفضه لذلك في البداية؛ لأن ميزانية الإدارة لعام 2018 تشمل تقليصات حادة في وزارة الخارجية، ولا يستطيع تيلرسون نقل موظفين آخرين للعمل في البيت الأبيض؛ لكنه حسب مصدر في الإدارة، جرى حل الإشكال في هذا الموضوع؛ لأن أحداث الحرم، خلال الأسبوعين الأخيرين، أكدت أهمية التدخل الأميركي لمنع اشتعال آخر في المنطقة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.