4 مليارات دولار متوقعة سنوياً للسعودية من خلال مليون زائر للمشروع السياحي

TT

4 مليارات دولار متوقعة سنوياً للسعودية من خلال مليون زائر للمشروع السياحي

عززت السعودية مكانتها السياحية بإطلاق مشروع كبير تحت اسم «مشروع البحر الأحمر»، وذلك بعد أيام قليلة من إعلانها إعادة إحياء التأشيرة السياحية.
ومشروع البحر الأحمر، الذي أعلن عن إطلاقه نائب خادم الحرمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مساء أول من أمس، سيقام على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالا وتنوعا في العالم، بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية.
ومن المقرر أن يشيد المشروع السياحي على أكثر من 50 جزيرة طبيعية، بين مدينتي أملج والوجه، وذلك على بعد مسافة قصيرة من إحدى المحميات الطبيعية في المملكة والبراكين الخاملة في منطقة «حرة الرهاه».
وينتظر أن يتم تطوير «مشروع البحر الأحمر» كمنطقة خاصة تطبق فيها الأنظمة وفقا لأفضل الممارسات والخبرات العالمية، لتمكين تحقيق أهداف المشروع، وسيتم وضع حجر الأساس في الربع الثالث من عام 2019، والانتهاء من المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2022.
وستشهد المرحلة الأولى تطوير المطار والميناء لاستقبال السياح، وتطوير المساكن والفنادق الفاخرة، وتجهيز المرافق والبنية التحتية، إضافة إلى تجهيز خدمات النقل المتمثلة في القوارب والطائرات.
وبحسب المعلومات التي تم الإعلان عنها، سيتم خلال المرحلة الأولى ضخ الاستثمارات الأولية في المشروع من قبل صندوق الاستثمارات العامة وفتح المجال لعقد شراكات مع أبرز الشركات العالمية الكبرى، ووضع آليات مدروسة لتنظيم أعداد زوار المشروع سنويا، وفتح بوابة البحر الأحمر أمام العالم للتعرف على كنوزه، وتطبيق أنظمة وقوانين خاصة، إضافة إلى المحافظة على الطابع البيئي والموارد الطبيعية وفق أفضل المعايير العالمية.
ويترقب الوسط الاستثماري في السعودية أن يسهم المشروع في زيادة إجمالي الناتج المحلي 15 مليار ريال سنويا (4 مليارات دولار)، وتعظيم إيرادات الدولة من خلال تعزيز إيرادات صندوق الاستثمارات العامة، كما يستهدف هذا المشروع مليون زائر سنويا بحلول عام 2035، كما سيخلق نحو 35 ألف فرصة عمل تماشيا مع «الرؤية السعودية 2030».
ويعتبر مشروع البحر الأحمر الذي سينشئ على مساحة 34 ألف كيلومتر مربع وجهة سياحية فاخرة، تتمحور حول الجزر الطبيعة بمعايير جديدة للتنمية، تضع السعودية على خريطة السياحة العالمية، حيث تتميز هذه الجزر التي تقع على خط ساحلي يصل طوله لـ200 كلم بمناخ معتدل بمتوسط حرارة 30 - 31 درجة حرارة مئوية.
ويطل هذا المشروع على البحر الأحمر الذي يعتبر أحد أهم مواقع الغوص في العالم لتنوع الكائنات البحرية فيه واعتدال درجة حرارة مياهه.
وفي هذا الشأن، قال عضو جمعية الاقتصاد السعودي عبد الحميد العمري، إن البيانات الأخيرة الصادرة عن الهيئة العامة للسياحة والتراث العمراني توضح أن الإنفاق على السياحة الداخلية تراجع في السنة الأخيرة بنسبة 60 في المائة، وفي المقابل ارتفعت السياحة إلى الخارج بنسبة 18 في المائة، وهو ما يدل أن الجدوى متوفرة، ولكن الاستثمار ضعيف.
وأضاف أن السعوديين أنفقوا على السياحة في الخارج العام الماضي نحو 99 مليار ريال (26.4 مليار دولار) مقابل 45 مليار ريال (12 مليار دولار) في السياحة الداخلية، حسب إحصائية هيئة السياحة والتراث العمراني.
وأكد أن مشروع البحر الأحمر سيسهم في زيادة تدفقات الاستثمارات والسياح، مضيفا أن مكة المكرمة والمدينة المنورة أدخلتا على الاقتصاد السعودي أكثر من تريليون ريال خلال السنوات العشر الماضية، ومن الطبيعي أن المشروع السياحي والعالمي الذي سيقام سيزيد من التدفقات التي قد تصل في السنة من 90 إلى 120 مليار ريال في السنة الواحدة، وهو مكسب مهم للاقتصاد السعودي.
وقال إن هذا المشروع وغيره من المشاريع التي أعلن عنها في الرياض وكثير من المناطق للاستثمار في القطاع المالي والتمويلي والإسكاني عبارة عن أوراق في ملف الرؤية والتحول الوطني، وعلاج البطالة لا يمكن أن يتحقق إلا بمثل هذه المشاريع التي تعتبر ترجمة فعلية للمنظور الذي تبنته السعودية وهو التنوع في قاعدة الإنتاج والفرص الاستثمارية.
يشار إلى أن القطاع السياحي يشكل 13 في المائة كإنفاق في حجم الاقتصاد، ويضم كثيرا من الفرص غير المستغلة، ما يعني أن مشروع البحر الأحمر الذي يعتبر إضافة للسياحة الوطنية سيعوض هذه الفرص الاستثمارية والسياحية.
إلى ذلك، أكد عبد الله المغلوث، الخبير الاقتصادي، أهمية مشروع البحر الأحمر على اعتبار أنه مشروع سياحي عالمي في السعودية من شأنه الإسهام في تحقيق «الرؤية السعودية 2030». وركّز على أن المشروع الاقتصادي يمثل إضافة مهمة للاقتصاد السعودي، وموعود بالنجاح، لما تتمتع به السعودية من مواقع خلابة على سواحل البحر الأحمر. ووصف المشروع السياحي السعودي الجديد بأنه «نقله نوعية في صناعة السياحة العالمية، لا سيما أنه يتمتع ببيئة توفر للزائر والسائح المكونات الطبيعية في استكشاف تنوع الحياة النباتية والحيوانية من خلال تطوير منتجعات سياحية استثنائية».



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».