الجيش المصري يعلن تدمير «أوكار إرهابية» وإحباط تهريب متفجرات شمال سيناء

مصادر أمنية: منفذ هجوم الغردقة مؤيد لـ«داعش»

الجيش المصري يحبط عملية تهريب أسلحة بأحد معابر قناة السويس
الجيش المصري يحبط عملية تهريب أسلحة بأحد معابر قناة السويس
TT

الجيش المصري يعلن تدمير «أوكار إرهابية» وإحباط تهريب متفجرات شمال سيناء

الجيش المصري يحبط عملية تهريب أسلحة بأحد معابر قناة السويس
الجيش المصري يحبط عملية تهريب أسلحة بأحد معابر قناة السويس

أعلن الجيش المصري أمس نجاحه في تدمير عدد من الأوكار التي تستخدمها «العناصر التكفيرية» في محافظة شمال سيناء الحدودية، كما أعلن عن إحباطه لعملية تهريب كبرى لمعدات ومواد تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة بأحد معابر قناة «السويس» المؤدية لشمال سيناء.
ويقوم الجيش بمعاونة الشرطة، بحملة أمنية واسعة في سيناء منذ سبتمبر (أيلول) 2015، تحت اسم «حق الشهيد»، تنفذها عناصر من الجيشين الثاني والثالث، مدعومة بعناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع ووحدات مكافحة الإرهاب، للقضاء على البؤر الإرهابية بمدن شمال سيناء.
ومن أبرز التنظيمات المسلحة التي تواجهها السلطات المصرية في سيناء «جماعة أنصار بيت المقدس»، التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014. واعتادت منذ سنوات استهداف عناصر الجيش والشرطة في عمليات، أسفرت عن مقتل المئات من الجانبين. ومؤخرا امتدت عملياتها إلى العاصمة القاهرة وعدد من المحافظات.
وقال العقيد تامر الرفاعي المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، إن «قوات إنفاذ القانون بالجيش الثاني الميداني، واصلت استكمال عملياتها بمدن العريش ورفح والشيخ زويد، للقضاء على باقي البؤر الإرهابية واقتلاع جذور الإرهاب بشمال سيناء، في إطار استكمال المرحلة الرابعة لعملية حق الشهيد».
وأوضح المتحدث في بيان أمس، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «القوات تمكنت من اكتشاف وتدمير عدد من الأوكار التي تستخدمها العناصر التكفيرية في الاختباء وعثر بداخلها على كمية من الأسلحة والذخائر ومعدات تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة، فضلاً عن كمية من الأجهزة الإلكترونية وكاميرات التصوير وأجهزة اتصال وعدد من الكتب والوثائق ذات الطابع التكفيري وكمية من الملابس والمهمات العسكرية التي تستخدمها العناصر الإرهابية».
وفي عملية أخرى، أعلن العقيد الرفاعي إحباط قوات إنفاذ القانون بالجيش الثاني الميداني لعملية تهريب كبرى بأحد معابر قناة السويس المؤدية لشمال سيناء. وأوضح أن «عناصر إنفاذ القانون بالجيش الثاني الميداني تمكنت من إحباط عملية تهريب كبيرة بأحد معابر قناة السويس المؤدية لشمال سيناء حيث تم ضبط عربة نقل عثر بداخلها على عدد من المعدات والمواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة والدوائر الإلكترونية إضافة إلى أجهزة ومعدات اتصال».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد عقد اجتماعا أول من أمس مع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، اطلع خلاله على خطط الجيش لتطهير سيناء من العناصر الإرهابية، كما شدد على «ضرورة مواصلة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الحفاظ على أمن واستقرار مصر».
في السياق ذاته، قالت مصادر أمنية مصرية أمس، إن تحقيقات الشرطة في حادث مقتل 3 أجنبيات بمدينة الغردقة في 14 يوليو (تموز) الحالي، أشارت إلى أن المشتبه به من مؤيدي تنظيم داعش الإرهابي.
وألقت السلطات الأمنية القبض على الشاب عبد الرحمن شمس الدين (28 عاما)، بعد أن قام بقتل سائحتين من ألمانيا وأصاب سائحتين من جمهورية التشيك طعنا بسكين على أحد شواطئ الغردقة بالبحر الأحمر، قبل أن يسبح إلى شاطئ مجاور، ويطعن سائحتين أخريين. وقبل بضعة أيام توفيت إحدى المصابات من التشيك في المستشفى الذي كانت تعالج به بالقاهرة.
وذكر مصدر أمني أمس أن تحقيقات جهاز الأمن الوطني أشارت إلى أن منفذ الهجوم من محافظة كفر الشيخ في دلتا النيل، ووصل إلى مدينة الغردقة في حافلة عامة بدعوى البحث عن عمل. ثم اشترى سكينا وتذكرة دخول الشاطئ وهاجم السائحات.
إلى ذلك، قررت محكمة جنايات القاهرة أمس تأجيل إعادة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات وعناصر جماعة الإخوان، في قضية «اقتحام السجون» إبان ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، إلى جلسة 14 أغسطس (آب) المقبل.
وسبق أن ألغت محكمة النقض في نوفمبر الماضي، الأحكام الأولية الصادرة في القضية، التي قضت بالإعدام بحق مرسي ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان ونائبه رشاد البيومي، ومحيي حامد عضو مكتب الإرشاد، ومحمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل، والقيادي الإخواني عصام العريان، كما ألغت عقوبة السجن المؤبد لـ20 متهما آخرين، وأمرت بإعادة محاكمتهم من جديد في القضية.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.