«تنقل الأوروبيين» يعمّق الخلاف داخل حكومة بريطانيا

TT

«تنقل الأوروبيين» يعمّق الخلاف داخل حكومة بريطانيا

تعمق الخلاف داخل الحكومة البريطانية أمس على خلفية ملف «تنقل المواطنين الأوروبيين» بعد الخروج المتوقع للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) 2019.
وبينما تمضي رئيسة الوزراء تيريزا ماي عطلة خارج البلاد، قال وزير المالية فيليب هاموند يوم الجمعة الماضي إنه كانت هناك «موافقة واسعة» في الحكومة على فترة انتقالية تلي الخروج من الاتحاد، تمدد إجراءات حرية الحركة حتى ثلاث سنوات.
إلا أن وزير التجارة ليام فوكس قال في تصريحات نشرت أمس «لو حصل نقاش بشأن هذا الأمر، فأنا لم أكن حاضراً. لم أشارك في أي نقاش حول هذا الموضوع، ولم أبلغ (أحداً) موافقتي على أي شيء من هذا القبيل». وأضاف فوكس في التصريحات التي نشرتها صحيفة «صنداي تايمز» أنه من خلال التصويت بـ«نعم» في الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) 2016 «أكدنا أن السيطرة على حدودنا هي أحد المقومات التي نريدها، ويبدو لي أن حرية التنقل غير المنظمة لا تتوافق مع ذلك القرار».
من جهته، وصف ديفيد جونز، وزير الدولة السابق لشؤون «بريكست»، خطط هاموند للمرحلة الانتقالية بأنها «خطيرة جداً». واتهم جونز، وزير المالية بأنه «يقوم بمناورات» بينما ماي، التي أضعفت انتخابات يونيو الماضي موقفها، تمضي عطلة في إيطاليا. وقال جونز بحسب صحيفة «ذي مايل أون صنداي» إن «كل هذا الهيجان الذي يثيره الوزير وحلفاؤه يشكل إهانة لها (ماي) وتقويضاً لسلطتها». كذلك، قال جيرارد لاينز الذي عمل مستشاراً اقتصاديا لوزير الخارجية بوريس جونسون حين كان رئيساً لبلدية لندن، إنه من الأفضل إقرار فترة انتقالية من سنتين. وأضاف لاينز أن الذعر المسيطر على هاموند يذكره بما حدث بحلول العام 2000 والتخوف من «مشكلة الألفية الثانية» التي كان يتوقع أن تتسبب بتعطيل أجهزة الكومبيوتر. وفي مقال نشرته صحيفة «ذي صنداي تلغراف»، كتب لاينز «الكثير من المخاطر التي تثار حول بريكست هي مخاطر يتم تخيلها وليست مخاطر حقيقية. وإقرار فترة انتقالية من سنتين سيذلل الكثير من المخاوف».
وكان هاموند قد ذكر يوم الجمعة أن لندن ستحاول الحفاظ على أكبر قدر ممكن من أوجه عضويتها بالاتحاد الأوروبي خلال الفترة الانتقالية بعد «بريكست». وأشار إلى أنه سيتعين على مواطني الاتحاد الأوروبي التسجيل لدى السلطات بدءا من تاريخ خروج بريطانيا من التكتل في مارس.
ويعد هاموند الذي كان من أنصار بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في استفتاء العام الماضي، من المدافعين عن بريكست الأكثر اعتدالا مقارنة بالوزراء الداعين إلى خروج «مشدد» من التكتل. وجاء هذا الانقسام في الموقف، في وقت تعمل الحكومة على وضع نظام جديد للهجرة. وشكلت الهجرة الواسعة من الاتحاد الأوروبي في ظل حرية الحركة التي يكفلها التكتل لمواطنيه العامل الأبرز في استفتاء العام الماضي. وحتى الآن، تصر ماي على ضرورة تشديد قوانين الهجرة، بما في ذلك وضح حد لحرية تحرك مواطني الاتحاد. لكن بالنسبة لهاموند، سيظل بإمكان الأوروبيين القدوم إلى بريطانيا خلال الفترة الانتقالية «لكن سيتعين عليهم تسجيل دخولهم لدى السلطات لنتمكن من معرفة من يأتي ومن يغادر». وهو يرى أن «فرض سيطرة كاملة على الهجرة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي سيحتاج بعض الوقت».
وانطلقت مفاوضات «بريكست» بين لندن وبروكسل في يونيو الماضي بالتركيز على ثلاثة مواضيع رئيسية هي مصير الأوروبيين المقيمين في بريطانيا والبريطانيين داخل الاتحاد الأوروبي، و«التسوية المالية» لالتزامات لندن حيال الاتحاد، ومستقبل الحدود بين آيرلندا والمملكة المتحدة.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.