أول محطة في رحلتنا هي سوق «ميركادو دا ريبيرا» Mercado Da Ribeira، التي تقع في قلب العاصمة البرتغالية لشبونة. تعد لشبونة واحدة من أقدم المدن في أوروبا، ولا تبعد السوق كثيراً عن الشاطئ، وتقع أدنى التلال التي تم بناء المدينة عليها. تم الحفاظ جيداً على هذا المبنى القديم المبهر الذي توجد أعلى بوابته ساعات للترحيب بالزائرين. كانت هذه المنطقة في الماضي هي المكان التجاري في المدينة. ولا يزال الهدف الأساسي الذي شيد من أجله كما هو، لكنها تشتهر اليوم أيضاً بأنها منطقة للاستمتاع بالطعام البرتغالي بأسعار معقولة. على سبيل المثال، سوف تجد قائمة غداء يقل سعرها عن عشرة يوروات.
هناك المئات من الأطباق البرتغالية اللذيذة، حيث تقدم كل منصة من منصات الطعام الكثيرة المنتشرة في السوق أصنافاً مميزة خاصة بها. نظراً لقرب البلاد من البحر يوجد أنواع متنوعة من المأكولات البحرية الطازجة بمختلف الأحجام والألوان التي تحمل سحر الوصفات البرتغالية. نظراً لكون الأسماك طازجة ولذيذة في المدينة، يبيعون برغر السمك، الذي يبدو تماماً مثل برغر اللحم، المعدّ من الخبز المحشو بالخضراوات. وستجد صف انتظار طويل أمام منصة البيع هذه.
تسمح السوق للزوار بمشاهدة طريقة إعداد الطعام، ويفعل الكثيرون ذلك. أطباق الأرز متفردة خاصة يخنة المأكولات البحرية التي يتم تقديمها ساخنة رغم أن الطقس في الخارج بديع. وهناك نوع حساء يحتوي على قطع كبيرة من القريدس. إلى جانب ذلك، رغم كون طبق السوشي طبقاً يابانياً، يعد طبقاً لذيذاً وطازجاً في هذه السوق؛ بل يقال إن أفضل سوشي في البلاد يوجد في هذا المكان.
من الصعب اتخاذ قرار بشأن نوعية الطعام، التي يمكن تناولها على الغداء، نظراً لوجود أكثر من ثلاثين مطعما مختلفا تحتوي على ما يزيد على مائتي مقعد، وطاولة خشبية حيث يستمتع السكان المحليون، والزوار الأجانب بتجربة تناول طعام لا تنسى، تذكرهم بالسعادة التي يبعثها تناول الطعام الجيد في النفس.
يمكن كبداية طلب بطاطا الكروكيت المهروسة، التي يتم قليها بعد ذلك، وحشوها باللحم أو السمك. يمكنك العثور على كل المطاعم، والتي يحمل بعضها اسم أكبر الطهاة مكانة في البرتغال، في مكان واحد. كذلك ينتشر في السوق مفهوم ابتياع الطعام والمغادرة، مما يعني إمكانية شراء طبق من منصة الطعام، ثم تناوله على أي طاولة خالية في وسط السوق. يكون المكان مزدحماً للغاية وقت الغداء، حيث يمكنك مشاهدة الناس وهم ينتظرون خلو المقاعد حتى يجلسوا.
نظراً لكون المطاعم متجاورة، يمكن للمرء شراء السمك من مكان، ثم التوجه إلى مكان آخر لشراء البطاطا، أو السلطة، أو غيرها من الأطباق الجانبية. وتعد هذه تجربة جيدة يمكن روايتها للأصدقاء. كمية الطعام المقدمة وفيرة، ويمكنك طلب أنواع مختلفة من الأطباق من مطاعم مختلفة للتأكد من شعور الجميع بالشبع. ولا تنسوا تذوق الحلويات.
مع ذلك تحتفظ السوق بجزء كبير من البناء الأصلي الذي لا يزال يباع فيه الطعام الطازج حتى يومنا هذا. كل الفواكه، والخضراوات، واللحم، والسمك طازجة؛ لهذا السبب عادة ما يشتري السكان المحليون من هذه السوق احتياجاتهم اليومية من الطعام. كذلك هناك الكثير من الأزهار الملونة، والأكشاك التي تبيع الهدايا التذكارية الخاصة بلشبونة. مقصد محبي الطعام اللذيذ في المدينة مفتوح منذ الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل من السبت إلى الخميس.
وفي المحطة الثانية من جولتنا سوف نكتشف أقدم متجر حلويات في المدينة، والذي يحمل اسم «باستيل دي بليم»، ويقدم المتجر معجنات حلوة صغيرة محشوة بالكريمة الصفراء ذات المذاق الحلو. ويقال إنه لم يتم الكشف عن الوصفة تماماً عام 200 ميلاديا، وهو العام الذي شهد ميلادها. ينتشر هذا النوع من المعجنات في كل مكان، حيث نادراً ما تجد في لشبونة أو البرتغال كلها مطعما لا يقدمها. ونظراً لصغر حجمها، يمكنك تناول الكثير منها دون أن تشعر بذلك. كذلك يتم تقديم تلك المعجنات في بعض مقاهي المدينة إلى جانب القهوة أو الشاي. عادة ما يقل سعر الواحدة منها عن واحد يورو.
في المحطة الثالثة من جولتنا بين نكهات لشبونة الفريدة سنستكشف معاً السردين. ربما يكون ذلك هو النوع الذي تشتهر به لشبونة بشكل خاص من بين جميع المأكولات البحرية الأخرى حيث يدخل كمكون في الكثير من الأطباق المختلفة. النوع الأشهر من السردين هو الكلاسيكي والأبسط؛ وهو عبارة عن سردين مشوي مضاف إليه بعض الملح والزيت لمنحه النكهة، التي تعززها النكهات القوية التي يحملها هذا السمك الذي يحتوي على قدر كبير من الزيت.
نظراً لصغر حجمه عادة ما تكون القطع المقدمة كبيرة، حيث يتم تقديم نحو ثلاث سمكات سردين إلى جانب البطاطا المطهية على البخار، والسلطة. إنه طبقي صحي يحظى بشعبية، ويوجد على الكثير من قوائم الطعام اليوم حتى ضمن وجبة الإفطار.
تقل الأسعار في لشبونة بوجه عام عنها في العواصم الأوروبية الأخرى مثل روما وباريس. الشعور الأول الذي يراودك حين تكون في لشبونة هو أن كل شيء هادئ، وجميل، وبسيط. إنهم يقولون إن لشبونة البلد الأوروبي الذي يكون فيه الشتاء أكثر دفئاً، لأن هناك دائماً هواء دافئا. وفي كل الأحوال تعد هذه المدينة واحدة من أفضل الأماكن التي يمكنك أن تأكل فيها مثل الملوك مقابل ثمن زهيد.
8:2 دقيقة
«ميركادو دا ريبيرا» سوق تحاكي لذة الأطباق
https://aawsat.com/home/article/986171/%C2%AB%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AF%D9%88-%D8%AF%D8%A7-%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A7%C2%BB-%D8%B3%D9%88%D9%82-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%8A-%D9%84%D8%B0%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D9%82
«ميركادو دا ريبيرا» سوق تحاكي لذة الأطباق
نكهات لشبونة من زرقة بحرها
- لشبونة: لويزا بوليدو
- لشبونة: لويزا بوليدو
«ميركادو دا ريبيرا» سوق تحاكي لذة الأطباق
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة