3 أهداف محورية للتحالف في عدن

بن دغر: تحول استراتيجي قريب يلزم الانقلابيين بقبول المرجعيات

رئيس الوزراء اليمني لدى استقباله قيادات قوات التحالف في عدن أمس (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني لدى استقباله قيادات قوات التحالف في عدن أمس (سبأ)
TT

3 أهداف محورية للتحالف في عدن

رئيس الوزراء اليمني لدى استقباله قيادات قوات التحالف في عدن أمس (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني لدى استقباله قيادات قوات التحالف في عدن أمس (سبأ)

بعد يومين من تحرير معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي، أكد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر أن «الشرعية» حققت «انتصارات كبرى على الأرض»، وبات قاب قوسين أو أدنى «من تحول استراتيجي يفرض الإرادة الوطنية ويلزم الميليشيات على قبول المرجعيات الأساسية للحل في اليمن المتمثّلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن قائد قوات التحالف تأكيده أن السيطرة على معسكر خالد بن الوليد تعد بداية للتحول في العمليات العسكرية، مشيراً إلى أن أهداف التحالف تتمحور حول استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ودعم الشعب اليمني وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني.
وثمن بن دغر دور التحالف مع الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية في الذود والدفاع عن اليمن، وشرعيته، واستعادة الدولة ومؤسساتها من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وذلك خلال استقباله قائد قوات تحالف دعم الشرعية في عدن، أحمد أبو ماجد (من الإمارات)، وقائد القوة السعودية العميد عبيد أبو مشعل، وقائد القوة البحرينية الرائد الركن زيد النعيمي، وقائد القوة السودانية الرائد بشير قمر، في قصر المعايشق بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس.
وقال رئيس الوزراء اليمني: «سيذكر التاريخ أن عاصفة الحزم وإعادة الأمل أنقذتا اليمن في وقت مفصلي من تاريخ الأمة ومنعت انهيار الدولة في اليمن وفي ملحمة عروبية خالصة تكاتفت قوات التحالف العربي لوقف تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة وشكلت تحولاً حقيقياً في تاريخنا المعاصر». وأضاف الدكتور بن دغر قائلا: «لن يَنسَى شعبنا اليمني هذه الهبة الأخوية لقادة التحالف العربي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وقادة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وباقي دول التحالف العربي والمساعدات التي قدمت لليمن سواء كانت عسكرية أو إغاثية التي عززت من وجود الشرعية على الأرض واستعادة 80 في المائة من الأراضي اليمنية».
وأشاد بن دغر بأهمية التنسيق والتكامل ووحدة الرؤية والمصير بين الشرعية وقوات التحالف العربي، قائلاً إن الانتصارات جاءت انطلاقا من توجيهات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي: «وبفضل الجهود التي تبذلها الحكومة وبتعاون من دولة التحالف نحن نبذل جهد لتحسين الخدمات في العاصمة المؤقتة عدن وإعادة بناء مؤسسات الدولة بعد أن دمرتها الميليشيات الانقلابية».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.