شخصيات ومشاهير من ولاية مين

شخصيات ومشاهير من ولاية مين
TT

شخصيات ومشاهير من ولاية مين

شخصيات ومشاهير من ولاية مين

* ولد في ولاية مين أو عاش فيها، وارتبط اسمه بها، عدد من الشخصيات والمشاهير في شتى المجالات، من السياسة إلى الفن، ومن القضاء والسلك العسكري إلى الرياضة، وفيما يلي بعض مشاهير مين:

السياسة
هانيبال هاملين: سياسي أميركي من مواليد بلدة باريس الصغيرة في مين عام 1809. وتوفي عام 1891. خاض معترك السياسة لأكثر من 50 سنة، وكان نائب الرئيس الـ15 في تاريخ الولايات المتحدة (نائب الرئيس أبراهام لنكولن) وذلك بين 1861 و1865. مثل ولاية مين في مجلس الشيوخ الأميركي ثلاث مرات امتدت بين 1848 و1881. كذلك كان حاكماً للولاية عام 1857، ونائباً عنها في مجلس النواب (1843 - 1847).
نيلسون روكفلر: سليل أسرة روكفلر الأميركية الثرية وأحد أبناء جون روكفلر، مؤسس كبرى شركات النفط في العالم. سياسي ورجل أعمال، ولد في منتجع بار هاربر عام 1908 في مين، وتوفي عام 1979. تولى منصب نائب رئيس الجمهورية بين عامي 1974 و1977، غير أنه برز في عالم السياسة الأميركية وتولى قيادة التيار المعتدل في الحزب الجمهوري عندما تولى منصب حاكم ولاية نيويورك بين عامي 1959 و1973.
السيناتورة مارغريت تشيز سميث: من مواليد بلدة سكوهيغان في مين عام 1897 وتوفيت عام 1995. كانت أول امرأة تدخل مجلسي النواب (1940 - 1949) ومجلس الشيوخ (1949 - 1973) ممثلة الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة. كذلك كانت أول يطرح اسمها للترشيحات الرئاسية.
السيناتور جورج ميتشل: محام وسياسي لامع، من أبرز شخصيات الحزب الديمقراطي ورئيس سابق للغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي بين 1989 و1995. ولد في مدينة ووترفيل الصغيرة عام 1933 لأب آيرلندي الأصل وأم لبنانية اسمها منتهى سعد. لعب دوراً بارزاً في الوساطة الناجحة للخروج بتسوية لأزمة آيرلندا الشمالية.
السيناتور إدموند مسكي: محام وسياسي، ولد عام 1914 في بلدة رمفورد في مين، وتوفي عام 1996. انتخب حاكماً لولاية مين عام 1955 وظل في المنصب حتى 1959. دخل مجلس الشيوخ الأميركي عام 1959 وظل فيه حتى 1980. تولى منصب وزير الخارجية عامي 1980 و1981. وطرح اسمه لخوض معركة الرئاسة الأميركية بعدما كان قد خاض الانتخابات الرئاسية عام 1968 مرشحاً لمنصب نائب الرئيس.
ويليام كوهين: محامٍ وسياسي جمهوري معتدل، من مواليد مدينة بانغور الصغيرة مين عام 1940. تولى منصب وزير الدفاع في إدارة الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون بين عامي 1997 و2001. بدأ حياته السياسة في مسقط رأسه بانغور عندما تولى رئاسة بلديتها بين 1971 و1973. وبعدها دخل مجلس النواب الأميركي وبقي فيه بين 1973 و1979. ثم فاز بأحد مقعدي الولاية في مجلس الشيوخ وخدم في المجلس بين 1979 و1997 إلى حين تعيينه وزيراً للدفاع.

السينما والمسرح
بيتي ديفيس: ممثلة شهيرة تعد إحدى أعظم نجمات هوليوود في تاريخها. ولدت في ولاية ماساتشوستس عام 1908 لكن عاشت في بلدة كيب إليزابيث في مين، وتوفيت عام 1989. وحازت جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مرتين.
جون فورد: أحد أعظم مخرجي السينما العالمية. ولد في بلدة كيب إليزابيث عام 1894 ونشأ في مدينة بورتلاند، وتوفي عام 1973. حاز ست جوائز أوسكار.
غلاديس جورج: ممثلة عالمية من مواليد بلدة باتن عام 1904 وتوفيت عام 1954. مثلت عدداً من الأفلام الناجحة بينها «الصقر المالطي» و«أحسن سنوات حياتنا». جَد نيلسون: من ممثلي هوليوود اللامعين. ولد عام 1959 في مدينة بورتلاند، كبرى مدن الولاية.
باتريك ديمبسي: من ممثلي هوليوود اللامعين. ولد عام 1966 في مدينة لويستون الصغيرة.
ليندا لافين: ممثلة تلفزيونية ومسرحية وسينمائية بارزة. ولدت عام 1937 ونشأت في مدينة بورتلاند. رشحت لجائزة «توني» للمسرح ست مرات.

الأدب
هنري وادزوورث لونغفيلو: أحد أعظم شعراء أميركا. ولد عام 1807 في مدينة بورتلاند، وتخرّج في كلية بودين العريقة في مين. توفي عام 1882.
ستيفن كينغ: روائي وكاتب عالمي شهير، من مواليد عام 1947 في مدينة بورتلاند. بيع من كتبه أكثر من 350 مليون نسخة.

الرسم والنحت
آندرو وييث: أحد أشهر رسامي أميركا. ولد عام 1917 وتوفي عام 2009. عاش لفترة طويلة من حياته في بلدة كوشينغ في مين.
لويز نيفيلسون: إحدى أشهر النحاتات العالميات. ولدت عام 1899 في أوكرانيا، لكن عائلتها انتقلت عندما كانت لا تزال في الخامسة من عمرها للعيش في ولاية مين حيث عاشت في بلدة روكلاند. توفيت عام 1988.

الرياضة
جوان بينويت: عداءة عالمية من مواليد بلدة كيب إليزابيث في مين عام 1957. كانت أول امرأة تحرز الميدالية الذهبية لسباق الماراثون.
إيان كروكر: سباح وبطل أولمبي من مواليد مدينة بورتلاند عام 1982، انتزع الميدالية الذهبية ثلاث مرات.

التجارة والصناعة
ويليام ديرينغ: رجل أعمال ناجح ولد عام 1826 في بلدة ساوث باريس في مين وتوفي عام 1913. أحد مؤسسي شركة إنترناشيونال هارفستر للمعدات الزراعية والإنشائية.
تشارلز فلينت: رجل أعمال ناجح ولد في بلدة توماسون في مين عام 1850 وتوفي عام 1934. أسس الشركة التي غدت فيما بعد شركة آي بي إم العملاقة للكومبيوترات.



كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين
ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين
TT

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين
ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة اقتصادها المتدهور. رجل وصفه المستشار بأنه «أناني»، وشن عليه هجوماً شخصياً نادراً ما يصدر عن شولتس المعروف بتحفظه وهدوئه. ذلك الرجل كان وزير ماليته كريستيان ليندنر، زعيم «الحزب الديمقراطي الحر» الذي كان شريكاً في الحكومة الائتلافية الثلاثية منذ عام 2021، برئاسة «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، ومشاركة حزب «الخضر». ولقد طرده شولتس من الحكومة بعد خلافات حول ميزانية سنة 2025، ما تسبب بخروج الوزراء المتبقين من «الحزب الديمقراطي الحر»، ليبقى المستشار يقود حكومة أقلية حتى إجراء الانتخابات المبكرة في 23 فبراير المقبل. ثم إن شولتس تعرض لانتقادات كثيرة لهجومه الشخصي على ليندنر، خاصة من المستشارة السابقة أنجيلا ميركل التي وصفته بأنه كان «خارجاً عن السيطرة». لكن مع ذلك، فإن الصورة التي رسمها المستشار عن وزيره قد تحمل شيئاً من الواقع؛ إذ خرجت انتقادات من أوساط الديمقراطيين الأحرار لليندنر و«تصرفه بشكل أحادي» في دفع المستشار لإقالته. وقبل ذلك طالته انتقادات بعدما أصبح «الوجه الأوحد» لـ«الحزب الديمقراطي الحر» إبان الانتخابات الماضية عام 2021 وقبلها عام 2017. ولعل الحزب تسامح مع تصرفات ليندنر «الأنانية» تلك لنجاحه بإعادة الحزب إلى الخارطة السياسية بعد انهياره تقريباً عام 2013 وفشله بدخول البرلمان للمرة الأولى في تاريخه. إلا أن مستقبل الرجل الذي أعاد حزبه إلى الحياة... هو نفسه في خطر. فهل يستمر ليندنر بالبناء على تاريخه حتى اليوم للنهوض مجدداً؟

قد يكون كريستيان ليندنر أصغر زعيم انتُخب ليرأس حزبه «الديمقراطي الحر»، عن عمر 34 سنة فقط عام 2013، بيد أنه لم يكن ناجحاً على الدوام. وبعكس حياته السياسية وصعوده السريع إلى القمة، فشل ليندنر في مشاريع أعمال أطلقها عندما كانت السياسة ما زالت هواية بالنسبة إليه. واعترف لاحقاً بإخفاقاته تلك، مستعيناً بعبارة «المشاكل هي مجرد فرص شائكة» لكي يدفع نفسه إلى الأمام.

وبين عامَي 1997 و2001 أسس شركات خاصة مع أصدقاء له، انتهت بالفشل آخرها شركة «موماكس» التي انهارت وأفلست بعد أقل من سنة على إطلاقها.

هذه «الإخفاقات» التي طبعت مغامراته التجارية وهو في مطلع العشرينات قد تكون دفعته للتوجه إلى السياسة بجدية أكبر. وبالفعل، نجح عام 2001 بدخول البرلمان المحلي في ولايته شمال الراين-وستفاليا وهو ابن 21 سنة ليغدو أصغر نائب يدخل برلمان الولاية. ولصغر سنه وقسمات وجهه الخجولة كسب ليندنر آنذاك لقب «بامبي» بين أعضاء الحزب نسبة للغزال الصغير عند «ديزني».

«بامبي» في «البوندستاغ»

في عام 2009، فاز ليندنر بمقعد في البرلمان الفيدرالي (البوندستاغ) ليعود عام 2012 إلى ولايته أميناً عاماً للحزب في الولاية ونائباً محلياً مرة أخرى.

وبعدها ساعدت إخفاقات الديمقراطيين الأحرار في الانتخابات العامة عام 2013 بتسليط الضوء على ليندنر، الشاب الكاريزماتي الطموح الذي وجد فرصة سانحة أمامه للصعود داخل الحزب. ويومذاك فشل الحزب بتخطي عتبة الـ5 في المائة من أصوات الناخبين التي يحددها القانون شرطاً لدخول «البوندتساغ». وعقد أعضاؤه اجتماعاً خاصاً لمناقشة النتائج الكارثية التي لم يسبق للحزب أن سجلها في تاريخه، وانتخب ليندنر، وهو في سن الـ34، زعيماً للحزب مكلفاً بتأهيله وإعادته للحياة... وبذلك بات أصغر زعيم ينتخب لـ«الحزب الديمقراطي الحر».

شاب أنيق وجذّاب

شكّل سن ليندنر وأناقته وشخصيته عاملاً جاذباً للناخبين الشباب خاصة. وقاد حملة مبنية على أساس جذب الشباب ونفض صورة الحزب القديم التقليدي عنه، كما ساعده حضوره على وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل مع مستخدميها من الشباب وتقريبهم إلى الحزب.

وغالباً ما نُشرت له صور من حياته الشخصية على «إنستغرام»، منها صورة لإجازة مع فرانكا ليهفيلدت، زوجته الصحافية التي كانت تعمل في قناة «دي فيلت»، ولقد عقدا قرانهما وهو في الحكومة عام 2022 في حفل ضخم وباذخ بجزيرة سيلت حضره عدد كبير من السياسيين. وينتظر الزوجان مولودهما الأول في الربيع المقبل.

للعلم، كان ليندر متزوجاً قبل ذلك من صحافية أخرى كانت نائبة رئيس تحرير «دي فيلت» أيضاً، هي داغمار روزنفلت، التي تكبره سناً ولم ينجبا أطفالاً معاً. لكنهما ظلا متزوجين من 2011 وحتى 2018 عندما أعلن طلاقهما وكشف عن علاقته مع ليهفيلدت.

أيضاً، لا يخفي ليندنر حبه للسيارات السريعة، وكان قال غير مرة قبل دخوله الحكومة مع حزب «الخضر» بأنه يهوى السيارات القديمة ويملك سيارة بورشه قديمة ومعها يملك رخصة للسباقات. وبجانب هذه الهواية يحب اليخوت ويملك رخصة للإبحار الرياضي وأخرى للصيد.

صورة شبابية عصرية

هذه الصورة التي رسمها ليندنر لنفسه، صورة الرجل الأنيق الذي يهتم بمظهره (لدرجة أنه خضع لزرع شعر) ويمارس هوايات عصرية، ساعدته على اجتذاب ناخبين من الشباب خاصة، وجعلته ينجح بإعادة حزبه إلى البرلمان عام 2017 بحصوله على نسبة أصوات قاربت 11 في المائة.

في حينه دخل في مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية مع المستشارة أنجيلا ميركل التي فاز حزبها بالانتخابات، وكانت تبحث عن شركاء للحكم إثر حصولها على 33 في المائة من الأصوات. وفعلاً، بدأت ميركل مفاوضات مع الديمقراطيين الأحرار و«الخضر»، لكن ليندنر انسحب فجأة من المفاوضات بعد 4 أسابيع، ليعلن: «أفضل عدم الحكم من الحكم بشكل خاطئ».

ليندنر كان يختلف آنذاك مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين قبل سنتين. ويومها واجه الانتقاد لتفويته على حزبه فرصة الحكم، وهي فرصة خشي بعض الحزبيين ألا تُتاح مُجدداً.

ائتلاف مع اليسار

غير أن الفرصة أتيحت مرة أخرى في الانتخابات التالية عام 2021 عندما حقق «الحزب الديمقراطي الحر» نتائج أفضل من الانتخابات السابقة، حاصلاً على نسبة 11.5 في المائة من الأصوات. ومع أن «الحزب الديمقراطي الحر» حزب وسطي ليبرالي يؤيد الحريات الاقتصادية، ويعدّ شريكاً طبيعياً لحزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (يمين معتدل)، قرر ليندنر عام 2021 الدخول في ائتلاف حاكم مع الاشتراكيين و«الخضر»؛ ذلك أن الأخير يعتبر نقيضاً فكرياً للديمقراطيين الأحرار الذين يرون سياساته البيئية مكلفة وكابحة للتقدم الاقتصادي.

وهكذا تسلم ليندنر إحدى أهم الوزرات؛ إذ عُيّن وزيراً للمالية وثاني نائب للمستشار. وحقق بذلك حلمه الذي غالباً ما كرره خلال الحملات الانتخابية بأنه يريد أن يصبح وزيراً للمالية، وحتى إنه عرّف نفسه في إحدى الحملات ممازحاً: «تعرّفوا على وزير ماليتكم المقبل!».

خلفيته العلمية والفكرية

اهتمام ليندنر بالسياسة الاقتصادية ينبع من اهتماماته منذ تخرّجه من الجامعة؛ حيث درس العلوم السياسية ثم القانون والفلسفة في جامعة بون المرموقة (واسمها الرسمي جامعة راينيشه فريدريش - فيلهامز).

ثم إنه لم ينضم فور مغادرته المدرسة للخدمة العسكرية التي كانت إجبارية آنذاك، وأجّلها للدراسة وإكمال مغامراته التجارية، لكنه عاد لاحقاً وانضم إلى جنود الاحتياط ووصل لرتبة رائد. ورغم فشل مغامراته التجارية، بقيت اهتماماته السياسية منصبّة على الجانب المالي، ومن هنا جاء طموحه بأن يصبح وزيراً للمالية في الحكومة الفيدرالية.

وفكرياً، يؤمن ليندنر وحزبه بتقليص الإنفاق العام وخفض الضرائب وفتح الأسواق أمام الشركات الخاصة. ودائماً عارض خططاً عدّها متطرفة يدعمها «الخضر» لاستثمارات أكبر في الطاقة النظيفة بحجة تكلفتها العالية وتأثيرها على الشركات والأعمال. وكانت المفارقة أنه تسلّم حكومة كانت مسؤولة عن تطبيق سياسات تروّج للطاقة البديلة وتزيد من النفقات الاجتماعية وترفع من الضرائب.

هذا الأمر كان صعباً عليه تقبّله. ورغم وجود اتفاق حكومي حدّدت الأحزاب الثلاثة على أساسه العمل خلال السنوات الأربع من عمرها، عانى عمل الحكومات من الخلافات منذ اليوم الأول. وطبعاً لم تساعد الحكومة الأزمات المتتالية التي اضطرت لمواجهتها وكانت لها تأثيرات مباشرة على الاقتصاد، بدءاً بجائحة كوفيد-19 إلى الحرب الأوكرانية.

ولذا كان شولتس غالباً ما يعقد خلوات مع ليندنر وزعيم «الخضر»، روبرت هابيك، ويطول النقاش لساعات بأمل التوصل لحلول وسط يمكن للحكومة أن تكمل فيها عملها. وفي النهاية، كان من أبرز نقاط الخلاف التي رفض ليندنر المساومة فيها هي ما يُعرف في ألمانيا بـ«مكابح الدَّين العام»؛ إذ يرفض الدستور الألماني الاستدانة إلا في حالات الطوارئ، ولقد استخدمت الحكومة كوفيد-19 كطارئ للتخلي عن «مكابح الدَّين العام»، وبالتالي، الاستدانة والإنفاق للمساعدة عجلة الاقتصاد.

وأراد شولتس تمديد العمل بحالة الطوارئ كي تتمكن حكومته من الاستدانة وتمويل الحرب في أوكرانيا من دون الاقتطاع من الخدمات العامة، لكن ليندنر رفض مقترحاً تخفيض الإنفاق العام في المقابل، الأمر الذي اعتبره شولتس «خطاً أحمر».

تهم وشكوك

وحقاً، اتُّهم ليندنر بعد طرده بأنه كان يخطط للانسحاب من الحكومة منذ فترة، وبأنه وضع خطة لذلك بعدما وجد أن حزبه منهار في استطلاعات الرأي وأن نسبة تأييده عادت لتنخفض إلى ما دون عتبة الـ5 في المائة.

أيضاً، كُشف بعد انهيار الحكومة عن «وثيقة داخلية» أعدّها ليندنر وتداولها مع نفر من المقرّبين منه داخل الحزب، تحضّر للانسحاب من الحكومة بانتظار الفرصة المناسبة. وقيل إنه بدأ يخشى البقاء في حكومة فقدت الكثير من شعبيتها بسبب المشاكل الاقتصادية وارتفاع التضخّم خلال السنوات الثلاث الماضية، ما أثر على القدرة الشرائية للألمان. وبناءً عليه، خطّط ليندنر للخروج منها قبل موعد الانتخابات واستخدام ذلك انتخابياً لإعادة رفع حظوظ حزبه الذي يبدو الأكثر تأثراً من الأحزاب المشاركة في الحكومة، بخسارة الأصوات. وطرحت «الوثيقة» التي كُشف عنها مشكلة أخرى بالنسبة لليندنر - داخل حزبه هذه المرة - فواجه اتهامات بالتفرّد بالقرارات وحتى دعوات لإقالته.

طامح لمواصلة القيادة

حتى الآن، يبدو كريستيان ليندنر مصراً على قيادة حزبه في انتخابات فبراير (شباط)، وما زال لم يفقد الأمل العودة حتى إلى الحكومة المقبلة وزيراً للمالية في حكومة يقودها زعيم الديمقراطيين المسيحيين، فريدريش ميرتز، الذي يتقدّم حزبه في استطلاعات الرأي ومن المرجح أن يتولى المستشارية. وللعلم، ميرتز نفسه أبدى انفتاحاً على ضم ليندنر إلى حكومته المحتملة، وشوهد الرجلان بعد أيام من إقالة ليندنر يتهامسان بتفاهم ظاهر داخل «البوندستاغ».

ولكن عودة ليندنر للحكومة ستتطلب منه بدايةً تخطي عقبتين: الأولى أن يبقى على رأس حزبه لقيادته للانتخابات. والثانية أن ينجح بإقناع الناخبين بمنح الحزب أصواتاً كافية لتخطي عتبة الـ5 في المائة الضرورية لدخول البرلمان.